6- هل تغني دموع الشوق لله عن دموع الحزن بسبب الضيق أو العكس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - هل تغني دموع الشوق لله عن دموع الحزن بسبب الضيق أو العكس؟

يقول القديس ديديموس الضرير: [مادام البكاء له معانٍ مختلفة، فإن الضحك يلزم أن يُفهَم تبعاً لهذا. فالبكاء ليس له معنى واحد، ولا أيضاً الضحك. أحياناً يُمدَح الضحك، وأخرى يُوبخ. هكذا أيضاً يلزمنا أن نفهم البكاء بنفس الطريقة، فالضحك الممتدح يتطابق مع الحزن الممتدح، وبنفس الطريقة بالنسبة للضحك المذموم والبكاء. غالباً الحياة التى تنكب بالأكثر على الشهوة، أكثر من محبة الله هى ضحك بطريقةٍ يصير بها الضحك نفسه إلهاً. كما يحسب البعض بطونهم آلهة، وآخرون محبة المال، فإنه يوجد من يحب التسلية ويود أن يكون فكاهياً. وبهذا يبنى مذابح للضحك حاسباً إياه إلهاً، مقدماً ذبائح له... على أى الأحوال يوجد ضاحك يستحق المديح. يقول الله: "يملأ فاك ضحكاً" (أي 8: 21) (بلا شك) بواسطة ضاحك مستحق المديح. هذا يطابق ثمر الروح الذى هو الفرح، لأن "ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام" (غل 5: 22). الضاحك الذى يطابق الضحك بالفرح ممتدح. أى حزن يضاد هذا النوع من الضحك، ويقاوم فرح الروح القدس مستحق للذم. مثل هذا الحزن لن يسند أورشليم (لو 19: 41؛ 23: 28)... ولماذا الأمر هكذا؟ لأنه لا يتوب فى الوقت اللائق بالتوبة[378].

ويقول القدِّيس أمبروسيوس: [يعلمنا بولس الرسول ألا نهجر أولئك الذين ارتكبوا خطية للموت، إنما نلزمهم بخبز الدموع (التى للتوبة)، لكن ليكن حزنهم معتدلاً. وهذا هو ما تعنيه عبارة: "سقيتهم الدموع باكيل" (مز 80: 5). فحزنهم يجب أن يكون بكيلٍ، لئلا يبتلع التائب من فرط الحزن (2كو 2: 7). وذلك كما قال لأهل كورنثوس: "ماذا تريدون، أبعصا آتي إليكم، أم بالمحبة وروح الوداعة؟!" (1كو 4: 21). إنه يستخدم العصا، لكن بغير قسوةٍ، إذ قيل: "تضربه أنت بعصا، فتنقذ نفسه من الهاوية" (1مل 23: 14) [379].].

ويقول الأب غريغوريوس (الكبير): [ينبغى أن نعظ الذين يحزنون بسبب أفعالهم الشريرة بطريقةٍ، أما الذين يبكون على خطايا الفكر فبطريقة أخرى. على الذين يبكون الأفعال الشريرة أن يتطهروا بحزنٍ كاملٍ وحقيقىٍ، لئلا يتورطوا ويصيروا مدينين بالأكثر بفعل الشرور، وكذلك بسبب شح دموع الندم. يقول الكتاب: "وسقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5) [380]، بمعنى أنه ينبغى على الروح أن تشرب فى ندمها على الشهوة دموعاً بنفس النسبة التى تحوَّلتْ بها عن الله، فأصابها الجفاف بسبب الخطيئة[381].].


[378] Commentary on Ecclesiastes 4: 71.

[379] On Repentance, 1.

[380] - بإخضاعهم وإذلالهم من قبل الأشوريين، أعطى الرب الشعبَ اليهودى فيضاً من الدموع لهم خبزاً: "صارت لى دموعى خبزاً نهاراً وليلاً" (مز 42: 3).

[381] Pastoral Care, 29: 3.

7- ماذا يعنى المرتل بقوله: "إنى قد أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابى بدموع (مز 9:102)؟

5- ماذا يعنى المرتل بقوله: "قد أطعمتهم خبز الدموع وسقيتهم الدموع بالكيل" (مز 5:80)؟