3- ما هى غاية البكاء والدموع عند أناس الله الباكين؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, حياة التوبة والإستعداد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

3 - ما هى غاية البكاء والدموع عند أناس الله الباكين؟

يحدثنا الله عن الدموع والبكاء من خلال المؤمنين الباكين الذين كشفوا عن غاية الدموع عملياً:

أولاً: كشفوا عن سمات الدموع المقبولة لدى الله، والتى يعتزّ بها، وأيضاً سمات الدموع المرفوضة منه.

ثانيا: كشفوا عن سمات الدموع المرضية عند الربّ. يسأل داود الرب ألا أن يُبَكِّته بغضبه (مز 6: 1). فإنه لم يُصِلّ: "يا رب لا تبكتنى". وإنما قال: افعل هذا كأب يُسَرّ بابنه. يقول إرميا: "أَدِّبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنينى" (إر 10: 24). ويسأل داود أن تكون أحزانه تأديبات ابن لا عقاب إنسان منبوذ. فإن غضب الرب يُفني، أما حُبّه الأبوى فيُصلح ويُجبر ويُخَلِّص. يسأل داود الله أن يُبَكِّته فى رحمة وصلاح وليس بغضبه، لأن من يصب الله غضبه عليه يهلك، إذ لله قضيبان، واحد للرحمة والآخر للغضب المروّع. يتحدَّث القديس بولس عن الأخير قائلاً: "تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 5).

ثالثاُ: كان داود نبياً باكياً مثل إرميا النبى. كان داود أعظم من أن يحزن بسبب ضيقةٍ خارجية، لكن عندما ثقلت الخطية جداً على كاهل ضميره رفض أن يتعزَّى[372]، منتظراً مراحم الله، الطبيب الحقيقى. إذ يصرخ إليه، قائلاً: "يارب لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك. ارحمنى يارب فإنى ضعيف، أشفنى يارب لأن عظامى قد رجفت... أعوم فى كل ليلة سريرى" (مز 6: 1 - 6، 2). هذه الصرخة ليست إلا اعترافاً بضعفنا الكامل وعجزنا عن خلاص أنفسنا وما رجاؤنا فى أى صلاح إلا فى المراحم الإلهية!

رابعاً: أوضح الرب أن المؤمنين لا يخجلون من أن يُقَدِّموا دموعهم للربّ علانية حتى الملوك والأنبياء والنساء والزناة وأيضاً الشعوب مثل أهل نينوى وإسرائيل كعلامة على صدق توبتهم ومحبتهم للرب ورغبتهم فى الرجوع إلى الرب مع كراهيتهم للخطية والفساد.

خامساً: أوضحوا كيف أمتدّ عمل دموعهم إلى أبنائهم وأحفادهم بل وصارت دموعهم بركة ودرساً لشعوب جاءت بعد انتقالهم من العالم.

سادساً: لم يوجد بين أناس الله والخطاة والتائبين من يكشف عن كل جوانب حياة الدموع، إنما كشف كل واحدٍ منهم عن جانب أو عدة جوانب. لكى نتعلَّم ونطلب حياة الدموع بما يناسب حياتنا وسلوكنا وظروفنا.

سابعاً: لم يوجد من بين البشر حتى العظماء والقديسين من لا يحتاج إلى الندامة والبكاء من أجل تمتُعهم بعمل النعمة الإلهية فيهم.

والآن أرجو أن أبرز جوانب حياة الدموع من خلال بعض الأشخاص والشعوب فى العهدين القديم والجديد، ومن نوعيات متباينة.


[372] Matthew Henry Comm. In one volume, p. 583.

4- ماذا قَدَّم داود النبى عن فاعلية الدموع المقبولة لدى الله؟

2- ما هى المناسبات التى وردت فى الكتاب المقدس بخصوص الدموع التى سكبها السيد المسيح؟