كيف عالج الإيمان المشاكل الاقتصادية البشرية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف عالج الإيمان المشاكل الاقتصادية البشرية؟

مع انتشار المسيحية بسرعة فائقة جاء الحلّ لهذه المشاكل، لا خلال قوانين مدنية مُلزمة، وإنما خلال مفاهيم إيمانية تعمل فى القلب والفكر، ليهتم كل مؤمن – كما الكنيسة أيضاً كجماعة – بالفقراء والأرامل والأيتام والذين يتعرضون لمتاعب مالية ومجاعات. الاهتمام بالخلاص الأبدى والحب الصادق للإنسان نحو إخوته قدم حلولاً عملية، كما يشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل القديس بولس، حيث كانت الكنائس تهتم أن تجمع لفقراء أورشليم الذين تعرضوا لمجاعة. المشاركة فى الممتلكات كانت إحدى الملامح الرئيسية للحياة الكنسية كعلامة من علامات الحب الأخوى والوحدة[363].

يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [خلق الله كل شئ لكل أحد. لهذا فإن كل الأشياء ملكية مشاعة، فليت الأغنياء لا يدعون بأن لهم الحق فى أخذ ما هو أكثر من غيرهم. أعطانا الله السلطة أن نستخدم ثروته، لكن حسب الضرورة، وهو يريدنا أن نستخدمها مشاعاً للكل. فمن الظلم أن يقيم شخص وليمة ويتمتع، بينما يعيش كثيرون فى فقر[364]].

إن كان الأغنياء يفتخرون بممتلكاتهم، فإنها يوم تُنزع عنهم لا يختلفون فى شئ عن عبيدهم وجواريهم، وإنما غالباً ما يكون هؤلاء السادة أضعف منهم صحياً. لهذا لا تعجب إن سمح الله لخدامه الأمناء أحياناً بالاحتياج. يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [لننزع عن النساء الشريفات زينتهن وعن السادة عبيدهم، فستلاحظ أن هؤلاء لن يختلفوا بأى شكل عن العبيد الذين يُشترون بالمال، ولا فى طريقه المشى ولا فى الملامح ولا فى أحاديثهم. وإنما يشبهون فى كل شئ من هم خاضعين لهم. وإن اختلفوا عنهم فى شئ، إنما فى أنهم أضعف فى البنية وأقل قوة من الآخرين (العبيد)، لأنهم نشأوا نشأه مترفة تعرضهم للمرض[365]].


[363] Cf. Ignatius, ad Magn. , 1: 7.

[364] Paedagogus 12: 2.

[365] Paedagogus, 6: 3.

ما هى إمكانية خلاص الغنى؟

كيف نكون أمناء فى الأرضيات؟