كيف نكون أمناء فى الأرضيات؟

كارت التعريف بالسؤال

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف نكون أمناء فى الأرضيات؟

أولاً: أن نستخدمها من أجل نوال الخيرات الأبدية. يقول القديس أغسطينوس: [كل إنسان يستخدم هذه الخيرات بطريقة سليمة يجدها قد خُلقت لتخدم الإنسان لكى ينال خيرات أوفر وأفضل، أى ينال سلام الخلود والمجد والكرامة فى حياة أبدية، مُتمتعاً بالله. أما من يُسئ استخدام هذه الخيرات الأرضية، فسيفقدها، ومن ثم لا ينال عطايا السماء الفضلى! [355].

ثانياً: لا نخشى الغنى بل الجشع. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لنتعلم من دروس الحكمة الحقيقية ونقول إننا لا نمنع طلب الغنى، وإنما نمنع الثروات المكتسبة بطريقة غير مشروعة. فإنه لأمر شرعى أن تكون غنياً، لكن بدون طمع ولا نهب ولا عنف، وبدون سمعة رديئة لدى كل الناس[356]].

ثالثاً: العمل لحساب الصالح العام. يقول القديس يوحناالذهبى الفم: [يلزم كل واحد أن يستخدم بالكمال كل ما لديه لأجل الصالح العام. فإن كان لديك حكمة أو قوة أو غنى أو أى شئ آخر، فلا يكون ذلك لدمار العبيد زملائك ولا لدمارك أنت[357]]. كما يقول: [من أين يأتى التباين الكبر فى أحوال الحياة؟ من طمع الأغنياء وغطرستهم[358]].

رابعاً: عدم إساءة استخدام الملكية. يقول القديس أغسطينوس: [فى هذه الحياة يمكن أن يُحتمل ظُلم الملاك الأشرار، كما تُشرع ما تُدعى بالقوانين المدنية فى مواجهتهم، ليس لكى تُلزم الناس أن يستخدموا ثرواتهم حسناً، وإنما ليُحجموا من الضرر الذى يقع على الغير من الذين يسيئون استخدامها[359]].

ويقول القديس أمبروسيوس: [فى البدء كانت الأرض للجميع مشاركة، خُلقت للأغنياء والفقراء على السواء. فأى حق لكم إذن فى احتكارها؟ لاتعرف الطبيعة شيئاً عن الغنى. فالجميع عندما ولدوا كانوا فقراء، بلا ثياب ولا ذهب أو فضة أو طعام أو شراب أو غطاء. لقد وُلدنا بدون هذا كله. وتتقبل (الأرض) أبناءها فى القبر عرايا، ليس من تصحبه أرضه معه، بل تكفى قطعة صغيرة منها للفقراء والأغنياء. الأرض التى تبدو ضيقة للغاية أمام شهوات الأحياء تصير واسعة جداً فى النهاة بالنسبة للغنى وما لديه (عند دفنه) [360]]. كما يقول: [أفاضت الطبيعة بكل الأشياء للجميع للمشاركة فى استخدامها. أمر الله نفسه أن تُنتج كل الأشياء لكى يتوفر الطعام للجميع بالتشارك، وأن تكون الأرض نوعاً من الملكية المشتركة للجميع. أعطت الطبيعة حقاً مشتركاً للجميع، لكن الطمع جعلها حقاً لفئة قليلة، وحكراً لها[361]]. [خلق العالم للجميع، لكن حفنة من الأغنياء يحاولون أن يجعلوه حكراً لهم[362]].


[355] City of God, 13: 19.

[356] Homilies on 1 Cor. , homily 5: 11.

[357] Homilies on Matthew, 3: 77.

[358] Homilies on John, 3: 15.

[359] Letters, 153 to Macedonius, 26.

[360] On Naboth, 1.

[361] On the Duties of the Clergy, 128: 1: 132.

[362] On Naboth. 11.

كيف عالج الإيمان المشاكل الاقتصادية البشرية؟

لماذا لا يستريح بعض الآباء للكلمتين: لى ولك؟