16- ما هو الفرق بين الخوف الذى تطرحه المحبة إلى خارج، والخوف النقى الثابت إلى الأبد؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الخوف والقلق, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

16 - ما هو الفرق بين الخوف الذى تطرحه المحبة إلى خارج، والخوف النقى الثابت إلى الأبد؟

يقول القديس أغسطينوس: [يمكننا إدراك الفرق بين الخوف الذى تطرحه المحبة إلى خارج، والخوف النقى الثابت إلى الأبد إذا ما قارناهما بنوعين من النساء:

1. سيدة تشتهى ارتكاب الزنا وتتلذذ بالشر، لكنها تخاف نقمة زوجها. تخافه لكنها لا تزال تحب الإثم، ووجود زوجها يُسَبِّب لها ضيقاً وحزناً. وإن حدث أن سلكت فى الشر تخشى مجيئه... هكذا يخشى البعض مجيء الرب.

2. والثانية تحب زوجها وتشعر أنها مدينة له بقبلاتها الطاهرة، فتحفظ نفسها من الزنا مشتهية مجيئه والجلوس معه.

هكذا كل من الاثنتين تخاف رجلها... الأولى تخشى مجيئه، والثانية تخشى لئلا يرحل عنها. الأولى تخاف عقابه، والثانية تخاف تركه لها. فالنفس التى لها الخوف النقى تئن متألمة "رحمة وحكمة أُغَنِّى لك يارب أرنم. أتعقل فى طريق كامل متى تأتى إلىّ" (مز 101: 1). فى طريق كامل تتعقل فلا تخاف، لأن المحبة تطرح الخوف إلى خارج، وعندما يأتى العريس إلى ذراعيها تخاف لكن كمن هى فى أمان... تخاف لا من أن تطرح فى جهنم، وإنما لئلا يكون فيها إثم أو خطية فيتركها عريسها[275].].

يقول القديس مقاريوس الكبير: [الرسل أنفسهم مع أنه كان فيهم المعزى إلا أنهم لم يكونوا خالين من الخوف مُطلَقاً (1كو 9: 27)، لأنه مع الفرح والبهجة كان فيهم أيضاً الخوف والرعدة (في 2: 12 - 13) الناشئين عن النعمة ذاتها، وليس عن الطبيعة الفاسدة. ولكن تلك النعمة عينها كانت حارسة لهم لئلا يزيغوا ولو قليلاً.] ويقول القديس مرقس الناسك: [الخوف من جهنم يشجع المبتدئين حتى يتركوا شرهم. أما المتقدمون فإن رغبتهم فى المكافأة تُحَفِّزهم على تنفيذ الصلاح. وأما سرّ الحب فهو أنه يسمو بالعقل ليرتفع فوق كل المخلوقات خافياً عن عينيه كل شيء غير الله[276].].

سأل أخّ شيخاً: كيف تقتنى النفس مخافة الله؟ فأجابه: "إذا لم تنظر النفس الله لا تخافه". فقال له: "وبماذا يظهر الله للنفس"؟ أجابه: "بالعزلة والضيقة وصراخها كل حين بشوقٍ لا يفتر قائلةً:" يا ربى يسوع المسيح ". فإذا كان ذكره دائماً فى قلبك كل حين، فهو يجيء ويسكن فيك ويعلِّمك كل الأعمال الصالحة" [277].


[275] St. Augustine: 10 Homilies on 1st Epistle of. John.

[276] - الفيلوكاليا.

[277] - راجع دير القديس مقاريوس الكبير: فردوس الآباء (بستان الرهبان الموسع).

17- كيف لا نخاف من الشيطان؟

15- من يقدر أن ينزع الخوف عنا؟