10- كيف يُحَوِّل الله كل الأمور لمجد المؤمنين الحقيقيين؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, فضائل روحية مجمعة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - كيف يُحَوِّل الله كل الأمور لمجد المؤمنين الحقيقيين؟

أبرز الرسول بولس حاجة المؤمن لإدراك خطة الله الخلاصية فى حياته، إذ يقول: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يُحِبّون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو8: 28).

خطة الله بالنسبة لنا فائقة، فهو لا يغير مجرى الأحداث والظروف حسب أهوائنا الشخصية، إنما يُحَوِّل كل الأمور بلا استثناء لبنيان نفس المؤمن الحقيقى، فتعمل حتى الظروف المضادة لمجده. يُعَلِّق القديس يوحنا الذهبى الفم على هذه العبارة، قائلاً بأنه يليق بالمؤمنين ألا يختاروا لأنفسهم الحياة حسب فكرهم، حاسبين أن هذا نافع لهم، إنما يقبلون ما يقترحه الروح القدس، لأن أموراً كثيرة تبدو للإنسان نافعة تُسَبِّب له مضاراً كثيرة. كمثال قد يظن الإنسان أن الحياة الهادئة التى بلا مخاطر ولا متاعب نافعة له، لذلك طلب الرسول ثلاث مرات أن يرفع الله عنه التجربة، فجاءته الإجابة: "تكفيك نعمتي لأن قوتى فى الضعف تُكْمَل" (2كو12: 8 - 9). بمعنى آخر لنترك كل الأمور فى يديّ الروح ليُحَوِّلها لبنيان نفوسنا.

مرة أخرى يؤكد القديس يوحنا الذهبى الفم إن كل الأمور التى تبدو مؤلمة تعمل لخير الذين يحبون الله، أما الذين لا يحبونه فحتى الأمور التى تبدو صالحة ومقدسة تعمل ضدهم إن لم يرجعوا إليه بالحب. ضرب أمثلة منها لم ينتفع اليهود بالناموس الصالح بل وتعثّروا حتى فى السيد المسيح.

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [حتى الضيقات أو الفقر أو السجن أو المجاعات أو الميتات أو أى شيء آخر يحلّ بنا يستطيع الله أن يحول كل الأمور إلى نقيضها (2كو11: 23 - 33).] [كما أن الأمور تبدو ضارة تكون نافعة للذين يحبون الله، فإنه حتى الأمور النافعة تصير ضارة للذين لا يحبونه (رو8: 28) [251].].

يقول الأب تادرس: [بالنسبة للكاملين والحكماء يُقَال: "كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله"، أما بالنسبة للضعفاء الأغبياء فقد قيل "غباوة الجهال غش" (راجع أم14: 7)، فلا ينتفع من النجاح ولا ينصلح شأنه من المصائب... إذ ينهزم الإنسان بأكثر سهولة بالنجاح أكثر من الفشل، لأن الفشل يجعل الإنسان أحياناً يقف ضد إرادته، وينال تواضعاً، خلال حزنه المفيد يقلل من خطيته وينصلح شأنه، أما النجاح فقد يدفع بالإنسان إلى الكبرياء العقلى والعظمة الكاذبة[252].].

يُقَدِّم لنا القديس جيروم[253] أيوب مثلاً حياً لمن تتحول الأضرار بالنسبة له إلى خيره، فلم يترك العدو شيئاً فى أيوب غير مضروب سوى لسانه لعله يجدف به على الله (أى2: 9)، لكن هذه كلها آلت إلى خيره، فقد جاء إليه الله وتحدث معه على مستوى الصديق مع صديقه.


[251] In Rom. Hom 15.

[252] Cassian: Conf. 8: 6.

[253] On Ps. Hom 6.

11- ماذا يقصد الرسول بقوله: "لبستم الجديد الذى يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه" (كو10:3)؟

9- ما هى عظمة خدمة العهد الجديد ومجدها التى يتمتع بها المؤمنون؟