ما هو موقف المؤمن من الصحبة والصداقة!

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, إرشاد ومشورة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, عوامل نمو الشخصية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف المؤمن من الصحبة والصداقة!

يقول القديس باسيليوس الكبير: [إنى أعرف جيداً إننى محتاج إلى مساعدة كل واحد من الإخوة أكثر مما تحتاج اليد إلى اليد الأخرى. فالرب يعلمنا من خلال تكويننا الجسدى ضرورى الصحبة. وعندما أنظر إلى أطرافى، وأرى كل منهما لا يستطيع أن يكتفى بذاته، كيف أعتبر أننى قادر على تنفيذ واجبات الحياة بنفسى (وحدى)؟ لا تستطيع إحدى القدمين أن تمشى بمفردها دون مساعدة القدم الأخرى. ولا تستطيع العين الواحدة أن ترى جيداً دون مساعدة الأخرى، التى تنظر إلى الأشياء فى اتحاد معها. يصبح السمع أكثر دقة عندما يتلقى الصوت من خلال القناتين. ويكون إحكام القبضة أكثر قوة عن طريق صحبة الأصابع، فكل ما يحدث نتيجة اتحاد الطبيعة لن يتحقق إلا عند انسجام القوة المتصاحبة. يقول لنا الرب إنه سيكون فى وسط اثنين أو ثلاثة يدعونه فى اتفاق معاً ([237])].

من يتطلع بعين فاحصة لموقف الكنيسة فى وسط اضطهادها يدرك أن المسيحيين قد أحبوا البشرية، حتى المضطهدين لهم، ومارسوا ما استطاعوا لخدمة المؤمنين وغير المؤمنين. يمكننا القول إن إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردى أو الجماعى، فى خدمة الجميع، لم يعطها القدرة على البقاء فحسب، وإنما على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحدى الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: [نحن الذين كنا قبلاً نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الان نقدم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج ([238])].

يقول العلامة ترتليان: [فى أيام الأحاد، كل واحد إن أراد يقدم تبرعاً صغيراً، حسب مسرته، وبحسب قدرته، إذ لا يوجد إلزام، كل شئ بكامل الحرية، تٌقدم هذه العطايا كما لو كانت وديعة تقوى. فإنها لا تؤخذ لتُنفق على ولائم ومباريات شرب، ومطاعم، وإنما لمساندة الفقراء ودفنهم، وتقديم لمعونة لأولاد والبنات المحرومين من وسائل العيس والمحرومين من والديهم، والشيوخ الملازمين بيوتهم، وأيضاً الذين يعانون من غرق سفنهم، ومن وجُدوا فى المناجم أو المنفى فى جزائر أو المحبوسين فى السجون، لا لشئ إلا من أجل إخلاصهم لكنيسة الله واعترافهم بالإيمان. وهى فى جوهرها أعمال محبة نبيلة، حتى يحسبها كثيرون أنها العلامة المميزة لنا. يقولون: انظروا كيف يحب الواحد الآخر، إذ هم أنفسهم مفعمون بالبغضة المشتركة! يقولون: كيف هم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل بعضهم البعض ([239])].


[237] [] Letter 97 to the Senate Tyana.

[238] [] Apology 14: 1.

[239] [] Apology 29: 1.

ما هى نظرة المسيحية للأخلاقيات؟

ما هى علاقة الإيمان المسيحي بالمعاملات الاجتماعية والأسرية؟