كيف سعت الشريعة الموسوية للصعود على درجات البرّ الأعظم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أقوال الآباء, الكتاب المقدس, دراسات في العهد القديم
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف سعت الشريعة الموسوية للصعود على درجات البرّ الأعظم؟

يستعرض القديس أغسطينوس فى شرحه للموعظة على الجبل تطور علاقة الإنسان بأخيه، مبتدئاً من الإنسان البدائى الذى يبدأ بالشر، وينتهى بالإنسان الكامل الذى يفرح باحتمال ضعفات الآخرين، فيقول[237]: [برّ الفريسيين الأصغر هو عدم تجاوز حدود الانتقام أى لا ينتقم الإنسان بأكثر مما أصابه. ومع ذلك فليس من السهل أن نجد شخصاً يرغب فى أن يرد الضربة بضربة واحدة، ويرد بكلمة واحدة على من أساء إليه بكلمة. فالإنسان يرغب دائماً فى الانتقام بصورة مغالى فيها جداً، وذلك بسبب الغضب والشعور بأن المسئ يجب أن يُعاقب عقاباً مصاعفاً. فالشريعة الموسوية التى جاء فيها "عين بعين وسن بسن" (خر21: 24)، تحد من الروح السابقة لأن الغضب بأن لا يزيد من مقدار الضرر الذى أصاب الشخص. هذه الشريعة هى بداية السلام، أما السلام الكامل فهو فى عدم الانتقام... فبحسب ترتيب الأزمنة حدث من الخصومة العظيمة (أى رغبة الإنسان فى الانتقام بأكثر مما أصابه) إلى اتفاق عظيم بواسطة الشريعة (أى الانتقام بقدر ما أصابه).

أ. يبدأ الإنسان البدائى بالاعتداء على أخيه.

ب. والإنسان الذى لا يبدأ بالشر، بل يقاوم الشر بشر أعظم، لم يبلغ مستوى الشريعة الموسوية.

ج. أما فى الشريعة الموسوية فقد طُلب من الإنسان ألا يتعدى انتقامه قدر الشر الذى أصابه...

د. عدم مقاومة الشر بشر أعظم أو مسار له بل أقل منه فيقابل الضربتين بضربة واحدة.

ﮪ. من يسمو على الدرجة السابقة، لا يُقابل الشر بشر، مقترباً بذلك من وصية الرب.

و. أما درجة الكمال المسيحى، ففيها يأمر رب المجد بعدم مقاومة الشر، قائلاً: "بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر" (مت5: 39)... يوصينا طبيب النفوس، الرب يسوع، بأقربائنا؟.. إنه لا يطلب منا سوى احتمال ضعفاتهم، لأجل خلاصهم. فإن شرور أقربائنا تنبع عن ضعف نفوسهم ومرضها].


[237] - الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس، ترجمة: القمص تادرس يعقوب ملطى، ك1، ف57، 56.

هل يجوز الدفاع عن النفس والأسرة والوطن؟