ما هى الدوافع التى لهذه العلاقات الإيجابية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية, مفاهيم متنوعة في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى الدوافع التى لهذه العلاقات الإيجابية؟

أولاً: تقديم الحب كما للمسيح نفسه. كشف المسيحيون عن حُبهم للبشرية حتى لمضطهديهم. إيجابية الكنيسة سواء على المستوى الفردى أو الجماعى، فى خدمة الجميع، أعطاهم القدرة على كسب غير المؤمنين إلى الإيمان، وتحدّى الكثيرين للموت، حتى بالنسبة للموعوظين الذين لم يكونوا بعد قد نالوا العماد. يقول الشهيد يوستين: [نحن الذين كنا قبلاً نضع طرق اكتساب الثروة والممتلكات فوق كل اعتبار، الآن نُقدم ما لدينا لصندوق الشركة، ونشارك كل محتاج[233]]. تنبع هذه الأعمال المملوءة حباً ليس عن عواطف بشرية مجردة، بل عن عواطف مقدسة وعن قلب ملتهب بالحب الإلهى، فقدموا بكل كيانهم من أعماقهمن وارتبط ذلك بالعبادة، وحسبوها مُقدمة لله نفسه محب البشر.

ثانياً: ممارسة أعمال الحب هى تكملة للناموس. وضع السيد المسيح أساس الناموس السلوكى المسيحى: "وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبو بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى: إن كان لكم حب بعضاً لبعض" (يو13: 34 - 35). يقول الرسول بولس: "لا تكونوا مديونين لأحد بشئ إلا بأن يحب بعضكم بعضاً، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس". (رو13: 8). لم يُقدم الرسل قوانين أخلاقية مُعينة، لكنهم قدموا الروح الذى به تُوضع القوانين، والتى تحكم السلوك المسيحى حسب الظروف القائمة. لقد ترك للكنيسة أن تُقدم تفاصيل السلوك الروحى الحى قائماً على الأسس الإنجيلية دون تقديم كثرة من القوانين: "أخيراً أيها الإخوة، كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة، وإن كان مدح، ففى هذا افتكروا" (فى4: 8).

ثالثاً: استخدام الإمكانيات الجديدة. ففى المعمودية نتمتع بالدفن مع السيد المسيح، نموت عن الخطية، ولا يمكن لها سلطان علينا، إلا إذا قبلناها بإرادتنا، كما صارت لنا البنوة لله، والتمتع بإمكانيات الثالوث القدوس: أبوة الآب المحب للبشر، ونعمة الابن واهب الغفران، وشركة الروح القدس الذى يُقدس ويُجدد حتى نصير أيقونة للسيد المسيح. قدمت لنا الديداكية[234] كمثال، حق الخيار بين طريق الحياة وطريق الموت، لكنها لم تضع قائمة بالتفصيل عن الفضائل التى تحكمنا فى سلوكنا فى طريق الحياة، ولا قائمة كاملة بالرذائل التى تدفعنا إلى طريق الموت[235]. جاء فيها: [يوجد طريقان: أحدهما للحياة والآخرللموت. لكن الفرق بين الطريقين عظيم. طريق الحياة هو هكذا: أولاً، أحبب الله الذى خلقك (تث6: 5). ثانياً، حب قريبك كنفسك (لا19: 18؛ مت37: 39: 22). مالا تريد أن يفعله الناس بلك لا تفعله أنت بالآخرين (طو4: 15؛ مت7: 12؛ لو6: 31). إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم: باركوا لاعنيكم، صلوا من أجل أعدائكم، وصوموا من أجل مضطهديكم. لأنه أى فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس الوثنيون يفعلون ذلك؟! أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم عدو (مت5: 45 - 47؛ لو6: 27 - 31). ابتعدوا عن الشهوات الجسدية (1بط2: 11) الزمنية (عالمية). "من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً" (مت5: 39؛ لو6: 29). وكن كاملاً (مت5: 48)].


[233] Apology 14: 1.

[234] - جاءت كلمة "ديداكية" Didache عن الحروف اليونانية الأولى لعنوان عمل يسمى "تعليم الرب للأمم بواسطة الاثنى عشر ر سولاً". وهى تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولى من كل الجوانب: السلوكى والليتورجى والتنظيمى.

[235] - الديداكية 1: 1 - 4.

[236] - راجع كتاب: الإيمان والإباحة إعداد القمص تادرس يعقوب ملطى وماجد سامى سوس المحامى، 1998، ص10 الخ.

هل يجوز الدفاع عن النفس والأسرة والوطن؟

هل من ضرورة للعلاقات الاجتماعية؟