ما هى نظرة الكنيسة للالتحاق بالخدمة العسكرية فى عصور ما قبل قسطنطين؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة و الدولة, قسم التاريخ
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى نظرة الكنيسة للالتحاق بالخدمة العسكرية فى عصور ما قبل قسطنطين؟

فى القرن الثانى هاجم الفيلسوف الوثنى صلسس Celsus المسيحيين بكونهم هاربين من الجيش وبالتالى غير مدافعين عن الإمبراطور. لم يفند العلامة أوريجينوس هذا الاتهام بكونه اتهاماً باطلاًن لأن المسيحيين لا يشتركون فى الحرب مثل كهنة الأوثان الذين كانوا يُعفون من الخدمة العسكرية حتى لا يُقدموا الذبائح بأيد ملطخة بالدماء، ملوثة بالقتل. فالمسيحيون لهم ما يُبررهم فى الإعفاء من هذه الخدمة[160]. إنه يعلن عن ولاء المسيحيين للدولة دون الشركة فى الخدمة العسكرية متى كانت تُمارس بدون عدالة. فى اختصار يمكن الشركة فيها متى كانت حرباً عادلة. يقول العلامة اوريجينوس: [لو لم تكن هذه الحروب الجسدية (أى ضد الشعوب) ترمز إلى الحروب الروحية لست أظن انه كان يمكن للرسل ان يسمحوا لأتباع المسيح ان يقرأوا الأسفار التاريخية اليهودية فى كنائسهم... هكذا إذ كان الرسول مُدركاً أن الحروب الجسدية (أى ضد الشعوب) لم تعد بعد تُثار بواسطتنا، إنما محاربتنا هى فقط فى معارك النفس ضد الأعداء الروحيين يعطى الأوامر للمؤمنين بكونهم جنود المسيح وهو القائد العسكرى، إذ يقول: "البسوا سلاح الله الكامل تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف6: 11) [161]].

يعالج القديس أغسطينوس موضوع الحروب التى سمح الله ان يمارسها الشعب ضد الشعوب الوثنية، متطلعاً إلى ان ما يحلّ بهذه الشعوب من عقوبة اخطر بكثير مما يعانوه من الحروب ومن الموت الجسدى. يقول إن الله "يستخدم عادة الحروب كطريق للتأديب ومعاقبة المخطئين[162]".

فى رده على فوستوس الذى هاجم الحروب الواردة فى العهد القديم، قال القديس أغسطينوس: [يلزم (لفوستوس) ألا يتعجب ولا يرتعب من الحروب التى اثارها موسى، فإنه حتى فى حالة موسى كان يتبع تعليمات الله. وقد فعل هذا ليس بروح الانتقام، بل من اجل الطاعة. لم يكن عمل الله هذا وإصدار أمره بالحروب غير إنسانى، بل هو تقديم عقوبات عادلة لإثارة الخوف فى قلوب مستحقيها... ما يستحق التوبيخ بحق هو الرغبة فى الضرر والانتقام القاسى... روح التمرد الهمجى، وشهوة السيطرة وغير ذلك من الأمور. أما لماذا يمارس الصالحون حروباً بأمر إلهى فى مواجهة المقاومة العنيفة، أو بأمر سلطة شرعية، فهو لكى يوقعوا عقوبة عادلة على مثل هذه الأمور[163]]. كما يقول: [يمارس الصالحون عمل الرحمة حتى بإثارة الحروب لكى يضبطوا الأهواء المتسيبة، ويقطعوا الرذائل التى يجب إزالتها، أو الضغط عليهم (الأعداء) بموقف مسئول[164]].


[160] Origen: Contra Celsus 73: 8.

[161] Against Celsus 1: 15.

[162] City of God 1: 1.

[163] Against Faustus 74: 22.

[164] Letter 2: 138: 14.

ما هو موقف كنيسة العهد الجديد من الحروب؟

هل اتسمت المجتمعات المسيحية بنظام دقيق؟