ماذا يعنى بالكنيسة المقدسة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملكوت - السماء, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى بالكنيسة المقدسة؟

"ثم جاء إلىّ واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوءة من السبع الضربات الأخيرة، وتكلم معى قائلاً: هلم فأريك العروس امرأة الخروف" (رؤ 21: 9). اختار الرب أن يرسل ملاكاً من الذين معهم السبعة الجامات ليرى الرسول "العروس امرأة الخروف المقدسة"، وذلك ليُظهر لنا حب هؤلاء الملائكة لنا وحنانهم تجاه البشر، فمع كونهم يسكبون الجامات لكنهم يتوقون إلى رؤية البشر فى حالة تقديس كامل، ليسي فقط هكذا بل ويريدون أن يعلنوا ذلك لكل أحدٍ. ستكون الكنيسة فى قداستها موضوع إعجاب الملائكة، فيترنمون مع المرتل، قائلين: "جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير..." ويناجيها العريس نفسه، إذ يرى فيها جمالاً فائقاً، فيقول: "ها أنت جميلة يا حبيبتى..." (نش 1: 15). هذا الجمال السماوى الذى هو القداسة المنعكسة عليها من الله. أما سر قداستها فهو:

أ. "علوها وسموّها": "وهذب بى الروح إلى جبل عظيم عالٍ، وأرانى المدينة العظيمة أورشليم المقدسة" (رؤ 21: 10). إنها مرتفعة جداً، سماوية، لا يقدر أن يقترب إليها إبليس أو جنوده، لأنهم مُلقون فى البحيرة المتقدة.

ب. "نازلة من عند الله" (رؤ 21: 10). سرّ قداستها إنها مرتفعة كما رأينا، وإنها "نازلة من السماء من عند الله". ففى علوّها لا يقدر أحد أن يصعد إليها، وبنزولها من السماء يعلن أن الله يُصعدنا إليه. يقول القديس أغسطينوس[202] إنه لا يستطيع أحد أن يصعد إلى شركة أورشليم السمائية ما لم يؤمن أن صعوده لا يتم بقوته الذاتية بل بعمل الله. وبنزولها أيضاً يعلن لنا أنه يجب علينا أن نختبر الحياة السماوية ونحن هنا على الأرض قبلما يأتى يوم الرب لنرتفع معه وبه. يقول القديس إكليمنضس الإسكندرى إننا نستعيض عن الأرض بالسماء، إذ بالأعمال الصالحة نصير آلهة[203]... وبسلوكنا فى السماويات نصير كمن هم فى السماء!

ج. "لها مجد الله شبه أكرم حجر كحجر يشب بلورى" (رؤ 21: 11). مجدها ليس من ذاتها، بل هو مجد الله المُشرق عليها. وهى كالبلّور تستقبل الأمجاد. فكما أنه "فى المنظر شبه حجر يشب" (رؤ 4: 3)، هكذا باتحادنا به وتقبلنا إشعاعات مجده نصير كحجر يشب بلورى. هو شمس البر يتلألأ جمالاً، ونحن كالبلور الذى يحيط به من كل جانب حتى تختفى فينا ملامح البلّور ولا يظهر إلا الإضاءات القوية من شمس البرّ علينا. إن كل واحدٍ منا كالبلّور يرى فى أخيه مجد الله، ويرى أخوة فيه مجد الله. هكذا يصير الله الكل فى الكل.


[202] - المذاهب 31.

[203] - أى ترتسم فينا صورة الله... لا أن نصير موضوع عبادة، بل يعكس الله إشراقاته علينا فنستنير بنوره.

ماذا يعنى بالكنيسة جامعة رسولية؟

ما هو حال هذه الكنيسة الواحدة؟