ما هو موقف العهد القديم والعهد الجديد من الإيمان بوحدانية الله والثلاثة أقانيم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التثليث والتوحيد, اللاهوت العقيدي, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف العهد القديم والعهد الجديد من الإيمان بوحدانية الله والثلاثة أقانيم؟

يؤكد العهدان القديم والجديد الإيمان بالإله الواحد، لكن العهد القديم يعالج هذه المسألة بنظرة سلبية، إذ كان هدفه أن يمنع المؤمنين من عبادة الأوثان، الآلهة الجامدة، ومن ممارسات رجاسات الأمم المرتبطة بالعبادة الوثنية (2مل21: 2؛ 2أي28: 3). أما العهد الجديد فيشهد للإله الواحد بمنظار إيجابي، لأنه لا يُعلن عن وحدانية الله فحسب، وإنما يعمق إيماننا بالله الواحد بإبراز الإيمان الثالوثي، الذي فى حقيقته لا يتعارض مع الوحدانية بل يؤكدها، بإعلانه عن بعض الأسرار التي لله الواحد وعلاقته بالبشر؛ وبدون الإيمان الثالوثي تظل الوحدانية غامضة. يعتبر الإيمان الثالوثي طريقاً أساسياً لخلاصنا، ويمس حياتنا العملية وعلاقتنا بالله ومستقبلنا الأبدي. هذا الإيمان لا يتعارض مع العقل الروحاني، بل بالأحرى يٌشبعه ويرفعه للتأمل في الأسرار الإلهية بفرحٍ.

يرى القديس غريغوريوس النزينزي[73] أن العهد القديم أعلن عن الآب علانية، وعن الابن خلال النبوات. وأعلن العهد الجديد عن الابن، وأوحى بلاهوت الروح القدس. وهكذا جاء الإعلان عن الثالوث تدريجياً، لئلا يصير الشعب أشبه بأناس تثقّلوا بطعام أكثر من طاقتهم، وقدّموا نور الشمس لأعينهم الضعيفة جداً عن رؤيته، لئلا يحدث خطر فقدان حتى ماهو فى حدود طاقتهم، وإنما كما يقول داود بالتدريج يصعدون ويتقدمون وينمون من مجدٍ إلى مجدٍ، فيشرق نور الثالوث على الذين يستنيرون.


[73] St. Gregory Nazianzus, Oratio 31, Theologica26. PG 161: 36.

هل أورد الكتاب المقدس العقيدة الثالوثية بوضوح؟

ما هي الصيغ الأولى الثالوثية؟