هل من ضرورة للتفسير الحرفى وأيضاً التفسير الأخلاقى وتجاهل التفسير الروحى والرمزى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل من ضرورة للتفسير الحرفى وأيضاً التفسير الأخلاقى وتجاهل التفسير الروحى والرمزى؟

أبدى أوريجينوس ضيقه لأن بعض أعضاء الشعب قد اعترضوا على أسلوب تفسيره للكتاب المقدس، وبالأخص اكتشافه الجوانب الروحية فيه، فى وقت صار فيه المعنى اللغوى (الأدبى) أو الأخلاقى بدأ يسود حديثاً. ففى إحدى عظاته قال: [إن رغبت فى الحفر بعمق للكشف عن (عروق) خفية من الماء الحىّ، فبمجرد شروعى فى ذلك سيهب (الفلسطينيون) للجهاد ضدى. يثيرون الجدال، ويوجهون إلى هجماتهم الحقودة. ثم يبدأون فى ردم آبارى بالتراب والطين ([188])].

كما قال: [لأنه إن كان يجب علىّ، طبقاً لما يراه بعض الناس ممن هم فى صفوفنا، أن أتبنى المعنى البسيط (المعنى اللغوى للكتاب المقدس)، وأن أتفهم بصوت يعطى الناموس بغير زخرفة لفظية أو مجاز مريب، فى سخريتهم بنا، فسأكون، أنا رجل الكنيسة، الذى يحيا تحت الإيمان، ويقف فى وسط الكنيسة، ملتزماً بسلطان الناموس الإلهى على تقديم ذبائح الكباش والحملان، وتقديم قرابين الدقيق مع البخور والزيت. أولئك الذين يلزموننا أن نقضى وقتنا فى سرد القصص وتطبيق الناموس حرفياً، هم الذين يصنعون ذلك بنا. لكن قد حان الوقت بالنسبة لنا، أن نستخدم كلمات سوسنة العفيفة ضد الشيخين المجردّين من المبادئ الأخلاقية، وهى كلمات يجحدونها ببترهم قصة سوسنة من قائمة الكتب المُوحى بها. أما نحن فنقبل هذه القصة كجزء من الكتاب، بل ونوجه إليهم كلماتها، إذ تقول: "الضيقات قد اكتنفتنى". لأنى إن أنا جاريتكم واتبعت الناموس بالمعنى اللغوى، "فالموت هو نصيبى". وإن لم أفعل "فلن أفلت من أيديكم ولكن الوقوع فى أيدكم بغير جريرة أفضل لى من أن أخطئ إلى الرب" (راجع دانيال 13: 22 - 23) ([189])].

[كان يوجد مؤمنون، عندما كان هناك الاستشهاد. فبمجرد عودتنا بعد تشييع الشهداء إلى المقابر، كنا نجتمع معاً. كانت الكنيسة بأسرها موجودة، ولكنها لم تكن فى حالة كرب على الإطلاق. كان الموعوظون يتلقون التعليم مع المعترفين، وبين المنتقلين الذين اعترفوا بالإيمان حتى الموت. لم يكن يشعر أحداً بأى قلق أو اضطراب، إذ كانوا مملوئين بالإيمان بالله الحىّ. كم من علامات رائعة شاهدناها حينذاك. كان عدد المؤمنون قليل، ولكنهم كانوا بالحقيقة مؤمنين، اجتازوا الطريق الضيق المؤدى إلى الحياة. أما وقد صرنا كثيرين، فقليلون حقاً هم المعترفون بالعقيدة المسيحية، الذين سوف يحظون بالاختيار الإلهى والتطويب ([190])].

[تحزن الكنيسة وتتنهد إذا تخلفت عن الاستماع إلى كلمة الله. فقد صار ذهابك إلى الكنيسة بالكاد مقتصراً على مناسبات الأعياد. وإذا ذهبت، فليس عن رغبة فى سماع الكلمة، بقدر ما هو للاشتراك فى مناسبة عامة ([191])].


[188] [] Homily on Genesis 4: 12 (Heine, 180 - 81).

[189] [] Homily on 1 Samuel 28,1.

[190] [] Hom. On Jer. 3: 4; Joseph Wilson Trigg: Origen, SCM Press, 1985, p. 177 - 178.

[191] [] On Gen. Hom. , 1: 10; On Jer. Hom. , 7: 18 - 10; Carl A. Volz: Life and Practice in the Early Church, Minneapolis, 1990, p. 115.

هل يليق بالراعى أن يداهن الشعب على حساب خلاص نفوسهم؟

هل يهتم كل المؤمنين بخلاص نفوسهم؟