من يستطيع أن يُعبر عن الحب الإلهى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, صفات الله, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من يستطيع أن يُعبر عن الحب الإلهى؟

عندما سٌئل القديس يوحنا سابا عن سبب عدم كتابته عن الأسرار المخفية، قال إنَّه يشبه صبياً صغيراً، إذا ما دخل إلى بيت أبيه، يقدّم له أبوه كل ما هو ثمين. وأمّا عندما يخرج إلى أصدقائه الأطفال، فلا يعطيهم إلاَّ بعض الأمور البسيطة ليقدّمها لهم.

تجاسرت لأتكلَّم عن "الحب الإلهي"، فإذا بي أتكلَّم عن "الله"، لأن "الله محبَّة" (1يو4: 8). هكذا وجدت نفسى أتجاسر لأكتب عن أمور لا يسوغ لضعفي أن ينطق بها، ولا يقدر لسان بشري أو حتى ملائكي أن يعبِّر عنها، لأنَّه من يقدر أن يفحص أعماق الله إلاَّ روح الله (1كو2: 1 - 11)!

يقول الرسول بولس: "وأنتم متأصلون ومتأسّسون فى المحبَّة (فى الله)، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع القدِّيسين ما هو العرض والطول والعمق والعلوّ، وتعرفوا محبَّة المسيح الفائقة المعرفة، حتى تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف3: 18 - 19).

يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم: [ماذا أفعل؟! إنَّني إنسان، وأنطق بلغة بشريَّة، لساني من الأرض، لذلك آلتمس العفو من ربّى، فإنِّي لا أستخدم تلك التعبيرات الخاصة بالروح من قبيل الاستهتار، بل لفقر مصادري الناجم عن ضعفي وطبيعة لساني البشري. تراءف عليَّ يا رب، فإنَّني لا أنطق بهذه الكلمات من قبيل الوقاحة، بل لأنَّه ليس لديّ إمكانيّات غير هذه. ومع ذلك فإنَّني لست بقانعٍ تمامّاً بمعاني كلماتي، إنّما أحلّق متسامياً بأجنحة فهمي.].

يقول الشيخ الروحاني (القدّيس يوحنا سابا): [من شاء أن يتكلّم عن محبَّة الله، فهو يبرهن على جهله، لأن الحديث عن هذه المحبَّة الإلهيَّة غير ممكن البتّة.].

[عجيبة هى أيضّاً المحبَّة! هي لغة الملائكة، ويصعب على اللفظ ترجمتها! المحبَّة اسم الله الكريم، من يستطيع أن يفحصها أو يحدّها؟!] [ليس من يقدر أن يخبربمحبَّتك كما هي يا أبانا الصالح، أولئك الذين أشرقْت فيهم وهم لا يعرفون!].

[ليس لنا ياربّي أن نتكلّم من الذي لنا عن الذي لك، لكن أنت تتكلَّم فينا عنك، وعن كل ما هو لك، كما يحسن لك. أشرق فيهم يارب نور معرفتك، لينظر ويعلم أولئك الذين هم في حضنك أنَّهم مستورون.] [أرني (يا الله) بلد الحب لأتكلَّم عنه كما يستطيع ضعفي! أسكب فيّ يارب نعمتك برحمتك لأتكلَّم عنها! ألهب قلوب محبِّيك، فيخرجوا فى طلبها!].

يقول القدِّيس أغسطينوس: [إلهي، تُرى أين أجد لساناً يقدرأن يعبِّر عن المجد اللائق بك من أجل نعمتك المجّانيّة؟! خلقتني إذ لم أكن؛ وأوجدتني بإرادتك؛ ومن قبل أن أوجد، كان لك المجد اللائق بعظمتك... أنت هو المجد الحقيقي، فليس لي إذن أن أدعو خليقتك لتخبر بعظائمك.

يصغُر القلب عن أن يحوي عظائمك، ويعجز النطق عن أن يحدّها، ولا يقدر السمع أن يدركها... هذه كلّها تفنى، أمّا عظائمك فباقية إلى الأبد... الفكر له بدايته ونهايته، والصوت لا يلبث أن يتبدّد صداه، تسمعه الأذن ثم لا يلبث أن ينتهي، أما عظمتك فباقية إلى الأبد.

تُرى من يقدر أن يسبِّحك ويمجّدك كما يليق بعظمتك؟! لذلك أعود فأكرِّر أن مجدك دائم لا يتغيّر. أيها المجد الأبدي، يا الله إلهي، ينبوع كل مجدٍ راسخٍ، بدونك أعجز عن أن أمجِّدك، لأن خارجاً عنك ليس إلاَّ المجد الباطل. إذن، أسرعْ إليّ فأمجّدك! حقيقة من أنا حتى أرفع اسمك؟! أنا لست إلاَّ تراباً ورماداً، كلباً ميتاً ونتناً، دودة حقيرة، جثّة هامدة قابلة للفساد...

نعم، من أنا حتى أمجّدك، أيّها السيّد الفائق، الملك الأبدي، الله، الذي نسمة فمه أفضل آلاف المرّات من الكائنات الأرضيّة. فهل للظلمة أن تمجّد النور، أم الموت يُسبّح الحياة؟!... يا الله إلهي، تمجَّد أنت بحسب قدرتك ولانهائيّة حكمتك، واتساع حنانك.

تمجَّد في رحمتك الحقيقيّة، وعطفك اللانهائي وكمالك الأبدي، وعظمة لاهوتك.

تمجَّد في جلال قدرتك الفائق، ومحبَّتك المترفّقة التي دفعتك لخلقتنا يا إلهي، يا حياة قلبي.].

ما هو التعليم الخاص بالثالوث القدوس؟

ماذا يُقصد بكماله مطلق؟