ما هو موقف الكنيسة الأولى من المسارح والملاعب واستخدام أكاليل الزهور؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة و الدولة, قسم التاريخ
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف الكنيسة الأولى من المسارح والملاعب واستخدام أكاليل الزهور؟

كانت المسارح والملاعب تُستخدم عادة للاحتفالات الخاصة بالآلهة الوثنية أو بالإمبراطور كإله، وكان لها طقوسها الخاصة، مثل إنارة مشاعل ووضع أكاليل من الزهور على رؤوسهم. وقد اضطر البعض، بسبب البسطاء أو الضعفاء فى الإيمان، رفض استخدام الزهور، ليس لأنها دنسة، ولكن لأنها ارتبطت بعبادة الشيطان والأوثان. مع هذا يقول الشهيد يوستين (110 - 165): [كل شئ يُولد كعطية الله التى لا تُنتهك حرمتها، لا يُمكن انتهاكها بعمل بشرى (حتى وإن استخدمت فى طقوس وثنية). على أى الأحوال، نحن نمتنع عن استخدامها حتى لا يعتقد أحد اننا نخضع للشياطين الذى من أجلهم يُشرب الخمر، أو أننا نخجل من يانتنا. بالتأكيد زهور الربيع مُبهجة لنا، فإننا نختار وردة الربيع والسوسنة وغيرها من الزهور ذات الألوان المُبهجة للغاية والرائحة الذكية، ونستخدمها سواء كل منها بمفردها أو ننثر أوراقها أو ننسجها معاً كأكاليل نُزين بها رقابنا[133]].

يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [الذين تعلّموا بواسطة اللوغوس يمتنعون عن ارتداء أكاليل (الزهور). إذ يحسبون أنه ليس من الضرورى أن يُقيدوا أذهانهم التى فى رؤوسهم، ليس لأن الإكاليل رمز لحياة السكر الجامحة، وإنما لأنها ترتبط بالوثنية[134]]. ويؤكد العلامة ترتليان (160 - 225) أن كل ما فى العالم صالح فى ذاته، حتى حجارة المسارح، وصوت المغنى والسيف والأعشاب. إنما إساءة استخدامها سواء فى المسارح وللغناء الفاحش أو القتل أو للسم هو شر[135].

كثيراً ما هاجم العلامة ترتليان فى مقاله De Spectaculis المسارح والملاعب للأسباب التالية:

1 - تُقدم فيها ذبائح بشرية استرضاء للموتى (ف12).

2 - يُقدم فيها أمور مخزية، وينطقون بألفاظ مشينة (ف22).

3 - تتم فيها جرائم قتل تحت شعار الرياضة. بهذا تُكسر وصية إلهية أساسية: لا تقتل (ف2).

4 - ممارسة العبادة الوثنية فيها (ف10).

5 - ما تدينه القوانين خارج المسارح يتم كأمر طبيعى فى المسارح (ف17).

6 - ما يتم فى المسارح لا يخنق العين كعضو للنظر فحسب، وإنما له تأثيره على الفكر، حيث يتعلم الشخص التسيب والحسد والغضب. إنه يثير العواطف ويفسدها (ف17).

يقول العلامة ترتليان إن المسيحيين "كهنة السلام"، فإن كانوا يدانون خارج المسارح، فإنهم يُدانون أيضاً داخلها، إن لم يكونوا أمناء فى دورهم كرجال سلام (ف16).

مع تحليله الأسباب التى لأجلها يرفض المسيحيون الذهاب إلى المسارح والملاعب، يقول العلامة ترتليان بأنه يجب تذكر "إن المواضع فى ذاتها لا تدنسنا، وإنما ما يُمارس فيها" (ف8).


[133] Justin 2: 3.

[134] Paedagogus 8: 2 PG 484: 8.

[135] Tertullian: de spectaculis, 1.

ما هو موقف الكنيسة من السلطات المدنية والقضائية والعسكرية؟

هل قامت المسيحية فى عصر الآباء الأولين على الإبداع الأدبى؟