هل كان المسيحيون شعباً منعزلاً عن المجتمع؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العلم والكنيسة, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل كان المسيحيون شعباً منعزلاً عن المجتمع؟

لم يكن المسيحيون شعباً منعزلاً عن المجتمع، لكنهم عاشوا فى المجتمع لهم خلفية ثقافية مُعينة، وتعليم مُعين وأصدقاء وأقرباء وجيران، لم ينفصلوا عن الثقافة التى وُلدوا فيها، والمجتمع بكل ما فيه. لقد كانوا فى العالم، لكنهم ليسوا من العالم. لهم دعووة خاصة لتقديس العالم بعمل الله بهم وفيهم. "لأن الله لم يدعنا للنجاسة، بل فى القداسة" (1تس4: 7). "بل نظير القدوس الذى دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" (1بط1: 15 - 16).

جاء فى الرسالة إلى ديوغينيتس The Epistle to Diognetus والتى تُعتبر من كتابات الآباء الرسوليين، أن المسيحيين ليسوا، كما يتخيل ديوغنيتس، شعباً متقوقعاً حول ذاته، يُقيم من ذاته دولة لها لغتها الخاصة وعاداتها المستقلة، إنما الإيمان المسيحى هو انفتاح على البشرية، على خلاف اليهود. [لا وطن، ولا لغة، ولا عادات، تُميز المسيحيين عن سائر البشر. فهم لا يقطنون مدناً خاصة بهم، ولا ينفردون بلهجة مُعينة...] وأن علاقة الكنيسة بالعالم كعلاقة الروح بالجسد، مصدر حياتهم، إنها خميرة المجتمع البشرى، والنور الذى يهديه سواء السبيل. [يقيم المسيحيون فى العالم كما تقيم الروح فى الجسد. الروح منتشرة فى أعضاء الجسد انتشار المسيحيين فى مدن العالم. الروح تقيم فى الجسد، إلا أنها ليست من الجسد المنظور... الجسد يكره الروح ويقاومها، وإن لم ينله منها أذى، سوى أنها تحول دون انغماسه فى حمأة اللذات. والعالم يكره المسيحيين، لا لأنهم أساءوا إليه، بل بكونهم يتصدّون لما فيه من شهوات منحرفة فاسدة. تحب الروح الجسد الذى يبغضها، كما يحب المسيحيّون مبغضيهم. الروح سجينة الجسد، ولولاها لما كان للجسد من حياة، والمسيحيون موثقون فى سجن العالم، لولاها لا قيام ولا حياة للعالم].

هل دور الإيمان نقد الثقافات أم تقديسها؟

ما هو موقف كنيسة العهد الجديد من الفلسفة والمعرفة؟