ماذا يقول العلامة ترتليان عن التقليد؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التقليد المقدس, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يقول العلامة ترتليان عن التقليد؟

لم تختلف اتجاهات العلامة ترتليان عن تلك للقديس إيرنياؤس فى أمور جوهرية. ويمكننا أن نلخص اتجاهه فى النقاط التالية:

1 - أكّد العلامة ترتليان عدم وجود أى تقليد خفى، إذ يقول "ليس من المعقول أن الرسل قد جهلوا كل مجال رسالتهم التى كان عليهم أن يعلنوها، أو فشلوا فى تعريف الناس كل قانون إيمانهم[203]3.

2 - وجد العلامة ترتليان أن أضمن اختبار لأصالة التعليم هو أن الكنائس قد تأسست بواسطة الرسل واستمرت مرتبطة بهم بالتتابع[204]4، وهو فى هذا يتلاقى مع القديس إيرنياؤس. يقول العلامة ترتليان: "لنا شركة مع الكنائس، لأن تعليمنا لا يختلف فى شئ عن تعاليمهم. وهذه هى شهادتنا للحق[205]5. كما يقول أيضاً:" أن سلطان الكنائس يعتمد على استلام تقليد الرسل، فإن الحق جاء سابقاً للزيف، ونتج عنه استقامة نبعت عن أولئك الذين تسلمناه منهم[206]6 ".

3 - يقرر العلامة ترتليان أن التقليد الشفوى أو "قانون الإيمان Regula Fidei" هو مفتاح التفسير الصحيح للكتاب المقدس فقد كان الهراطقة قادرين على جعل الأسفار تقول حسبما يحبون، إذ يجهلون قانون الإيمان Rule of Faith [207]7.

4 - أشار العلامة ترتليان إلى تقليد العبادة العملية، وهى الأمور التى صارت عادة فى الكنيسة خلال أجيال طويلة. إنه يقول: "متى لم يرد فى الكتاب المقدس عبارة تشير إلى أمر ما" عادة قديمة متبعة "فإن هذه العادة تستمد قوتها بالتأكيد خلال استقرار ممارستها، والتى بدورها تكون قد انحدرت عن التقليد دون شك. إذ كيف يمارس شئ بشكل منتظم ما لم يكن قد استُلم أولاً" خلال التقليد "؟ قد تقول: يلزمنا الرجوع إلى سلطان مكتوب" الكتب المقدسة "حتى إن التجأنا إلى التقليد.

نحن نسأل عما إذا كان لا يمكن استخدام التقليد ما لم يكن مدعماً بالكتاب. من الواضح إنه يمكن القول بأنه ليس لنا أن نَقبل تقليداً شفهياً لو إننا لا نمارس بالفعل أموراً أخرى تستند على حكم العادة المستقرة دون أن تعتمد على نص كتابى بل على التقليد وحده.

يعطى العلامة أمثلة شفهية قائلاً: [لكننا نوضح الأمر مبتدئين بالعماد، فإنه قبيل الدخول فى المياه نعترف فى جدية فى حضرة الجماعة وتحت يد الرئيس الخادم أننا نجحد الشيطان وكبريائه وملائكته. بعد ذلك نغطس ثلاث مرات، وبذا يصير تعهدنا أكثر مما نص عليه الرب فى الإنجيل (مت24: 19). وعندما نخرج من المياه نتذوق أولاً مزيجاً من اللبن والعسل ونمتنع عن الاستحمام اليومى الأسبوع كله "هذا التقليد كان متبعاً فى الأزمنة السالفة].

كذا بخصوص سر الإفخارستيا، فإننا نقبله فى وسط الجماعة قبل الفجر من يد الرؤساء وحدهم مع أن الرب أمرنا أن نتناوله عند الغذاء...

ونوزع تقدمات عن الأموات فى الاحتفالات السنوية لموتهم وكأنها احتفالات بميلادهم.

ونعتبر الصوم والسجود أثناء العبادة فى يوم الرب غير قانونى على أن هذا الامتياز يسرى أيضاً من عيد الفصح إلى يوم الخمسين.

ونحن نتألم جداً إذا سقط شئ من الخمر أو الخبز على الأرض "أثناء التناول"...

وفى كل حركة أو تصرف، فى دخولنا أو خروجنا، عندما نرتدى ملابسنا أو أحذيتنا، عندما نستحم، وعندما نجلس على المائدة، عندما نشعل المصابيح، وعندما نستلقى على الفراش أو عندما نجلس، وفى كل تصرفات حياتنا اليومية نرشم علامة الصليب على جباهنا.

فإن طلبت أوامر كتابية لهذه الممارسات وما شاكلها فلا تجد شيئاً. إنما التقليد هو مصدرها، والممارسة تثبتها، والإيمان يرعاها. أما كون التقليد والممارسة والإيمان يسندهما العقل، فهذا الأمر تستطيع أن تدركه بنفسك أو تتعلمه من آخر يعرفه...

هذه الأمثلة تحمل بوضوح وبكفاية أنه يمكن الدفاع حتى عن التقليد غير المكتوب على ممارسته، فإن استقرار ممارسته زماناً مستمراً تثبته[208]1.


[203] 3 Tertullian: on prescription against heresies, 27 (see22).

[204] 4 J. Kelly, p 40.

[205] 5 Tertullian: De Praescriptione 21.

[206] 6 Tertullian: Against Marcion 5: 4.

[207] 7 CF. De Praescrip. 9, De Resurr. 21, Adv. Prax. 26.

[208] 1 Tertullian the Chaplet or De Corona 3,4. Ante – Nicene Frs. Vol 3, 94 - 95.

ماذا يقول القديس إكليمنضس السكندرى عن التقليد؟

كيف واجه التقليد الغنوسيين والهراطقة فى القرن الثانى؟