كيف يفقد الموت سلطانه؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف يفقد الموت سلطانه؟

يقول الرسول: "ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: أبتلع الموت إلى غلبة" (1 كو 15: 54). لن يبقى سيف الموت متسلطاً على البشرية، لكنه سيتحطم أمام الأبدية الخالدة. هنا يُشخصن الموت ويقدمه ككائن مفترس يبتلع البشرية فى كل أجيالها، ولكن بقيامة الجسد وانهيار مملكة الموت يُبتلع الموت نفسه فتحطمه الأبدية. يملك الله ولا يكون للموت بعد وجود. حقاً إن جسدنا فى العالم تحت سيفه القاتل حتى تتحقق القيامة، فلا يعود لشوكته وجود ولا يكون له بعد أى سلطان. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [أى أنه يتحطم بالكامل وليس جزء منه يبقى أو يترجّى العودة، لأن عدم الفساد يُبيد الفساد[174]].

يقول الرسول: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا (قبر) هاوية" (1 كو 15: 55). يُشخصن الرسول الموت والهاوية، فيجعل للموت شوكة على البشرية، ليس من يفلت من إمبراطوريته.

يُصور الموت فى النقوش القديمة بهيكل عظمى يحمل إكليلاً على الجمجمة وبيده حرية يقتل بها الكل. ويصورون اليهود ملاك الموت حاملاً سيفاً تتساقط منه قطرات قاتلة تنزل فى أفواه كل البشر.

كثيراً ما تستخدم كلمة "قبر" عوض الهاوية، بكونه الموضع الذى تنفصل النفوس عن الأجسام البشرية. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [أنتم ترون ما يُعلن عن عمله فى الآخرين، فالذين أوشكوا على الموت، الطفل الذى كاد حالاً أن يفقد الحياة، والشاب الذى على باب القبر، الذين لهم الفساد يتجدّدون بأمر واحدٍ للحياة. هل تبحثون عن أولئك الذين ماتوا خلال جراحات وسفك دماء، كل ضعف القوة الواهبة للحياة تمنعهم عن التمتع بالنعمة؟ تطلّعوا إلى ذاك الذى جرحت يداه بالمسامير، تطلّعوا إلى ذاك الذى طعن جنبه بحربة. ضعوا أصابعكم على آثار المسامير وأياديكم فى موضع الحرية... إن كان قد قام فإننا حسناً ننطق بتسبيح النصرة التى نطق بها الرسول الخاصة بالأموات! [175]].

ويقول البابا أثناسيوس: [عندما يكون الجسد فى تناغم مع العقل، ويُبتلع الموت فى غلبة، فلا تبقى بعد شهوات جسدية فى العقل لتصارع، وعندما يعبر الصراع الذى على الأرض، تنتهى حرب القلب، وينتهى ما قيل عنه: "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلا 5: 17) [176]]. كما يقول: [الإنسان بالطبيعة يخشى الموت وانحلال الجسد. ولكن توجد حقيقة مدهشة أن الذى يلبس الإيمان بالصليب يحتقر حتى ما هو مُرعب بالطبيعة ومن أجل المسيح لا يخاف الموت[177]].

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [عدم الفساد يبتلع الفساد ولا يترك شيئاً من الحياة الماضية خلف ذلك[178]]. كما يقول: [هل ترون سمو نفسه؟ كيف أنه مثل إنسان يقدم ذبيحة على رجاء النصرة هكذا كان بولس قد أوحى له أن يرى الأمور العتيدة كأمور قد حدثت فعلاًن فيثب وهو يطأ الموت كما لو كان ساقطاً تحت قدميه. وينطلق بصرخات النصرة على رأس الموت حيث يسقط صارخاً بقوة وتهليل: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا قبر؟" لقد ذهب الموت، لقد انتهى وزال. فإن المسيح ليس فقط جرد الموت من سلاحه وغلبه بل وحطمه ولا يعود بعد له وجود قط! [179]].

يقول القديس أغسطينوس:

[أين هو الموت؟ ابحث عنه فى المسيحن فإنه لا يعود يوجد. لو وُجد، فإن الموت قد مات الآن. يا الله أيها الحياة، يا قاتل الموت! لنكن بقلب صالح، فيموت الموت فينا أيضاً. ما قد حدث مع رأسنا سيحدث مع أعضائه. سيموت الموت فينا أيضاًز ولكن متى؟ فى نهاية العالم، فى قيامة الأموات التى نؤمن بها والتى لا نشك فيها[180]].

[عندئذ ليس فقط أننا سوف لا نطيع أية إغراءات للخطية، وإنما سوف لا توجد مثل هذه الأغراءات من النوع التى أوصينا إلا نطيعها[181]].

[من أجل الأنشطة الضرورية لهذه الحياة لا تُحتقر الصحة حتى يلبس هذا المائت عدم الموت. هذه هى الصحة الحقيقية الكاملة التى لا تنتهى، هذه التى لا تنتعش بالملذات الفاسدة عندما تفشل خلال الضعف الأرضى، وإنما تتأسس بقوة سماوية، وتصير شابة بعدم الفساد الأبدى[182]].

[إذ خضعت الطبيعة البشرية لعدو... يليق بالإنسان أن يخلص من سلطانه ليجد نفسه. عندئذ إن كانت حياته فى هذا الجسد ممتدة فإنه يُعان فى صراعه حتى يغلب العدو. وأخيراً فإن المنتصر سوف يتجمل لكى يملك، وفى النهاية عينها يتساءل: "أين فريستك يا موت؟ [183]"].


[174] On 1 Cor. , hom 4: 42.

[175] On the Making of Man, 35.

[176] Sermons on New Testament Lessons, 8: 6.

[177] On Incarnation 28.

[178] On 1 Cor. , hom 2: 42.

[179] On 1 Cor. , hom 4: 42.

[180] Sermon for the Easter Season 4: 233.

[181] Letter to Asellicus 196,.

[182] Letter to Probe 130.

[183] Against Julian 65: 20.

ما هى شوكة الموت؟

ماذا يعنى الرسول بالبوق الأخير؟