ماذا يعنى الرسول بالبوق الأخير؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى الرسول بالبوق الأخير؟

يقول الرسول: "فى لحظة فى طرفة عين عند البوق الأخير، فإنه سيبوق، فيُقام الأموات عديمى فساد، ونحن نتغير" (1 كو 15: 52). بقوله "فى لحظة"، يعنى نقطة من الزمن غير قابلة للانقسام، وقوله "فى طرفة عين" يشير إلى ما يكاد يكون فى غير زمن يمكن قياسه، يتحقق هذاكله. بهذا يعبّر عن حدوث القيامة بقدرة إلهية لا تحتاج إلى زمن لإتمامه.

ضرب البوق فى يوم مجئ الرب هو تعليم كتابى ورد فى زكريا 9: 14؛ مت 24: 31؛ يو 25: 5؛ 1 تس 4: 16).

توجد أبواق كثيرة، فقد حدثنا سفر الرؤيا عن الأبواق السبعة التى تُضرب عبر الأجيال حتى مجئ المسيح لتحقيق خطة الله. فى العهد القديم كانت الشريعة تقدم مع صوت بوق (خر 19: 16). وكانت الأبواق تُضرب لكى يتهيأ الكهنة والشعب للاحتفال بالأعياد الكبرى خاصة فى بدء الشهر السابع حيث يشير إلى عيد نهاية العالم وكمال الأزمنة وفى اليوم العاشر حيث عيد الكفارة والخامس عشر حيث عيد المظال احتفالاً بالخلاص من مصر روحياً (مز 50: 1 - 7؛ زك 14: 18 - 19). وعندما أقيم لعازر من الموت تحقق بصوت عظيم (يو 11: 43)، هكذا سيكون البوق الأخير عند مجئ الرب للدينونة (مت 24: 31؛ 1 تس 4: 16).

يقول القديس جيروم: [عند صوت البوق الأرض وكل شعبها يكونون فى رعب، وأما أنتم فستفرحون. العالم سوف يحزن ويتنهد عندما يأتى الرب ليدينه. قبائل الأرض تقرع الصدور. الملوك القادرون يرتعبون فى عريهم. جوبتر مع كل نسله يلتهبون، وأفلاطون مع تلاميذ يظهرون أغبياء، وبراهين أرسطو تصير باطلة. ربما تكون أنت فقيراً قروياً لكنك تتمجد وتضحك قائلاً: "هوذا المصلوب إلهى! هوذا ديانى! [170]].

ويقول القديس أغسطينوس: [بقوله "بوق" يُود أن نفهم بأنه سيكون الأمر جلياً جداً بعلامة مميزة ففى موضع آخر يدعوه صوت رئيس الملائكة وبوق الله (1 تس 4: 16) [171]].

ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [يعلمنا الرسول أن التغيير يتم فى لحظة زمن، موضحاً أن هذا الزمن المحدود ليس فهي أجزاء وليس له امتداد، فدعاه "لحظة" و "طرفة عين". فلا يوجد بعد احتمال لأحد فى لحظة الزمن التى هى الأخيرة... أن ينال بالموت هذا هو التغيير الذى يقيم الأموات. يتغير الذين هم أحياء ليصيروا على شكل الذين نالوا التغيير بالقيامة، أى إلى عدم الفساد. فلا يكون ثقل الجسد بعد قائماً ولا ينزل بهم إلى الأرض بل يرتفعون إلى الهواء، إذ نرتفع على السحاب لمقابلة الرب فى الهواء، وهكذا نكون مع الرب على الدوام[172]].

وأيضاً يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [أما بخصوص وصف الرسول بولس لعجائب القيامة كيف يمكن لإنسان ما أن يعالج هذا الموضع ظاناً أنه يمكنه بسهولة أن يبلغ إليه ويقرأ عنه؟ "كل الأموات" كيف؟ إنه بصرخة... أو بضربة البوق كل الأموات والمنبطحين يتغيرون فى طرفة عين إلى كائنات خالدة[173]].


[170] Letter, 11: 14.

[171] Letter 34.

[172] On the Making of Man 3: 22.

[173] On the Soul and the Resurrection.

كيف يفقد الموت سلطانه؟

ماذا يعنى الرسول بقوله: "إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد" (1 كو 15: 50)؟