كيف يُقام الأموات؟ وبأى جسم يقومون؟ (1 كو 15: 35)

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف يُقام الأموات؟ وبأى جسم يقومون؟ (1 كو 15: 35)

السؤال الأول يوجهه غير المؤمنين للذين يؤمنون بقيامة الأموات. وهو بأية قوة أو كيف يمكن تحقيق القيامة؟ لأن هذا فى نظرهم مستحيل. والسؤال الثانى هو إن افترضنا أنها تتحقق، فهل يقوم بذات الشكل والأعضاء. السؤال الأول هو سؤال الملحدين العاجزين عن إدراك قوة الله لتحقيق القيامة، والسؤال الثانى هو سؤال فيه حب استطلاع المتشككين.

عوض القول كيف؟ وجب الإيمان بإمكانية قوة الله لتحقيق ذلك. فعندما سُئل حزقيال النبى عن إمكانية إقامة العظام الجافة، كانت إجابته: "يا سيد الرب أنت تعلم!" (حز 37: 3).

إن كان الله صنع الشمس والقمر والكواكب بكلمة، فما هى المشكلة إن كان يقيم أجسادنا كأجساد جديدة.

يقول القديس أمبروسيوس: [ربما يُدهش أحد كيف يمكن للأجساد التى تحللت أن تعود سليمة، والأعضاء التى تبعثرت وتحطمت أن تُسترد. ومع هذا لا يعجب أحد من البذور الرقيقة التى تتحطم عندما تتبلل وتثقل بالتربية إذ بها تنمو وتعود خضراء. مثل هذه البذور حتماً تتحلل باحتكاكها بالتربة، ولكن برطوبة التربة واهبة الحياة تنال البذور المدفونة والخفية نوعاً من الحرارة المحيية، وتنال قوة واهبة الحياة لنمو النبات عندئذ بالتدريج تقوم بالطبيعة، فتظهر سنبلة نامية على الساق، وكأم معتنية بها تغلفها وهى فى مرحلة ما قبل النضوج بأغطية تحميها من الدمار، من صقيع البرد أو حرارة الشمس، حتى تظهر البذور كما لو كانت أطفالاً صغاراً[119]].

كما يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لماذا يقدم بولس برهاناً كهذا بدلاً من أن يشير ببساطة بسامعيه عن قوة الله كما فعل فى مواضع أخرى؟ هنا يتعامل مع شعب لا يؤمنون بما يقوله، لذلك قدم لهم براهين عقلية لما يقوله[120]].

يجيب الرسول: "يا غبى الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت" (1 كو 15: 36). بالنسبة للجانب الأول يجيب الرسول بأن القيامة هى فى إمكانية الله القدير الذى يعمل دوماً بقوته الإلهية فى حياتنا اليومية بما يشابه القيامة. فكما تنحل حبة القمح وتبدو كأنها قد هلكت تماماً لتعود فتقدم ثماراً من ذات النوع، هكذا يحدث مع جسمنا. كأنه يقول لماذا فى غباوة نجحد قوة الله واهب القيامة ونحن نختبر فى كل يوم قوته المحيية لأشياء ميتة؟

يجيب الرسول بمثل واقعى يعرفه كل إنسان، فإن الاعتراض على إمكانية القيامة لا أساس له من خلال الواقع العملى. قيامة المسيح الذى مات من أجلنا لم تنزع عنا موت الجسد الذى حلّ بنا من آدم لكنه يُحضرنا إليه لننعم بحياة جديدة سماوية خارجة من موته المحيى.

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [إنه يحل مشكلة يقدمها الأمم ضد القيامة... فيقدم صعوبتين، إحداهما بخصوص طريقة القيامة، والثانية نوع الأجساد... لهذا يدعو الشخص غبياً إذ يجهل ما يحدث معه يومياً، يجهل أموراً تحدث معها القيامة، ومع هذا يشك فى قدرة الله. لهذا يؤكد قائلاً: "الذى تزرعه" يا أيها القابل للموت والهلاك... [121]].

ويقول القديس أمبروسيوس: [يليق بنا ألا نشك فيما هو متفق مع الطبيعة وليس ضدها. فإنه طبيعياً كل الأشياء الحية تقوم، ودمارها أمر غير طبيعى].


[119] On Brother Satyrus, 55: 2.

[120] On 1 Cor, hom 2: 41.

[121] On 1 Cor, hom 2: 41.

هل من أمثلة عملية يقدمها لنا الله كى نثق فى قيامة أجسادنا فى بهاء أعظم؟

كيف يلتقى جسد الإنسان الشرير الذى لم يعط لنفسه فرصة للرجوع إلى الله، مع النفس الشريرة؟