6- أليس هو ملك الملوك فلماذا نطلب “ليأت ملكوتك”؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
الأسفار الصلاة الربانية, العهد الجديد, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - أليس هو ملك الملوك فلماذا نطلب "ليأت ملكوتك"؟

يقول القدِّيس أغسطينوس: [إن مجيئه آتٍ لا محالة، سواء سألناه ذلك أو لم نسأله. حقاً إن ملكوته أبدى، لأنَّه فى أى وقت لم يكن لله ملكوت؟! متى بدأ يملك؟! إن ملكوته بلا بداية ولا نهاية.

ينبغى علينا أن نعلم أننا نصلِّى بهذه الطلبة لأجل أنفسنا وليس لأجل الله، لأنَّنا لا نقول "ليأتِ ملكوتك"، كما لو كنَّا نسأل من أجل أن يملك الله، بل لكى نكون نحن من ملكوته، وذلك إن آمنّا به وتقدَّمنا فى إيماننا هذا. كل المؤمنين الذين يخلصون بدون ابنه الوحيد سيكونون ملكوته[135]. وهذا الملكوت آتٍ بعد القيامة، حيث يأتى الابن بنفسه ويقيم الأموات. ويقول للذين عن يمينه: "تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت" (مت25: 34). هذا هو الملكوت الذى نرغبه ونطلبه بقولنا: "ليأت ملكوتك". إنَّنا نطلب أن يأتى بالنسبة لنا، لأنَّه وإن لم يأتِ بالنسبة لنا فسيأتى ولكنَّ للآخرين. أمَّا إذا انتمينا إلى أعضاء ابنه المولود الوحيد، فسيأتى ملكوته بالنسبة لنا ولا يتأخَّر.

هل لازالت سنوات كثيرة على مجيئه كتلك التى عبرت؟! يقول الرسول يوحنا: "أيَّها الأولاد إنَّها الساعة الأخيرة". أنَّها ساعة طويلة بالنسبة لذلك اليوم الطويل. انظروا كم من السنوات دامت هذه الساعة الأخيرة! إذن فلنسهر حتى ننام بالموت لنقوم فى النهاية ونملك إلى الأبد. ماذا يقصد ب "ليأت ملكوتك"؟ يجدنا صالحين، فنحن نطلب منه أن يجعلنا صالحين حتى يأتى ملكوته بالنسبة لنا.

لتعطنا نصيباً فى ملكوتك، ليأتِ بالنسبة لنا ذاك الذى سيأتى لقدِّيسيك ولأبرارك.].

كما يقول: [لا نقول: "ليأتِ ملكوتك" كما لو كنّا نسأل أن يملك الله، إنّما لكى نصير نحن ملكوته، ذلك بإيماننا به وتقدّمنا فى الإيمان به[136].].

يقول العلاّمة أوريجينوس: [إن كان ملكوت الله كقول ربّنا ومخلّصنا لا يأتى بمراقبة، ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك، إنّما ملكوت الله داخلكم (لو17: 20 - 21)، لأن الكلمة قريبة جداً فى فمنا وفى قلبنا (تث30: 14؛ رو 10: 8)، فمن الواضح أن من يصلّى لكى يأتى ملكوت الله، إنما يصلّى بحق لكى يظهر فيه ملكوت الله، ويأتى الآن أيضاً ليت فسادنا يلبس التقديس فى القداسة وكل طهارة وعدم الفساد (1كو15: 53)، ويلتحف المائت بعدم موت الآب عندما يبطل الموت (1كو15: 26)، عندئذ يملك الله علينا ويمكننا أن ننعم بشركة الخيرات الخاصة بالتجديد والقيامة[137].].

يقول القدّيس كبريانوس: [لا يليق بنا ونحن نطلب ملكوت الله أن يأتى سريعاً، إننا أنفسنا نهتم أن يطول بقاؤنا فى هذا العالم[138].] كما يقول: [نسأله أن يُقَاوم ملكوت الله بالنسبة لنا وذلك كما نسأله أن يتقدَّس اسمه فينا... فنحن نُصَلِّي لكى يأتى ملكوتنا الذى وعدنا الله به، والذى تحقَّق خلال دم المسيح وألامه، حتى أننا نحن الذين صرنا خاضعين له فى العالم نملك مع المسيح، إذ وعد قائلاً: "تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المُعَدّ لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34). على أى الأحوال، المسيح نفسه أيها الإخوة الأعزّاء، هو ملكوت الله الذى نرغب فى مجيئه من يوم إلى يوم، فنطلب سرعة مجيئه. مادام المسيح هو القيامة، ففيه نقوم، هكذا هو ملكوت الله وفيه نملك... إننا نصنع حسناً إذ نطلب ملكوت الله، أى الملكوت السماوى، حيث يوجد ملكوت أرضى. فمن يزهد العالم تكون كرامته وملكوته أعظم. من يُكَرِّس نفسه لله والمسيح لا يطلب الملكوت الأرضى بل السماوى. توجد حاجة للصلاة الدائمة والطلبة كى لا نسقط عن الملكوت كقول الرب: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب فى ملكوت السماوات، وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجيّة، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت8: 11 - 12). كان اليهود أبناء الملكوت إذ كانوا أبناء لله، ولكن إذ توقَّفت معرفتهم لاسم الآب توقَّف عنهم الملكوت، وهكذا نحن المسيحييّن إذ نبدأ صلواتنا بدعوة الله أبانا نصلّى أيضاً أن يأتى ملكوته بالنسبة لنا[139].].

يقول القدِّيس كيرلس الأورشليمى: [يليق بالنفس الطاهرة أن تقول بثقة "ليأت ملكوتك"، لأن الذى يسمع بولس يقول: "لا تملُكن الخطيَّة فى جسدكم المائت" (رو6: 12)، يعمل على تطهير نفسه بالفعل والفكر والقول، ويستطيع القول: "ليأت ملكوتك" [140].].

يقول القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص: [نسأل أيضاً الرب إن يُخلِّصنا من الفساد لينزع الموت أو كما قيل "ليأت ملكوتك"، أى ليحل الروح القدس علينا ويطهرنا.].

يقول العلامة ترتليان: [رغبتنا هى أن يُسرِع ملكنا بالمجيء فلا تمتد عبوديتَّنا (فى هذا العالم[141]).].


[135] - لكن يوجد من يتمتعون بالدم ثم يعودون فينحرفون فلا يتمتعون بالملكوت، وذلك واضح من بقية الحديث.

[136] Ser. On N. T. 6 - 9.

[137] On Prayer 1: 25.

[138] Treat. 19: 4.

[139] Lord's Prayer 13.

[140] Cat. Lect. 13: 23.

[141] On Prayer 5.

7- لماذا نقول: لتكن مشيئتك كما فى السماء، كذلك على الأرض! هل لا ينفذ الله مشيئته ما لم نطلب نحن منه ذلك؟!

5- لماذا تسألونه "ليتقدَّس اسمك" وهو قدُّوس أصلاً؟