لماذا يتعثر البعض فى العهد القديم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, قراءة الكتاب المقدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا يتعثر البعض فى العهد القديم؟

يكشف آباء الكنيسة عن أسباب عثرة البعض فى العهد القديم، وهى:

أ - الحاجة إلى مفتاح داود: يشعر القديس جيروم الحاجة إلى مفتاح داود ليفك الختوم ويتمتع بعجائب الكتاب المقدس، لهذا كان المرتل يطلب من الله، قائلاً: "افتح عن عينى لأتأمل عجائب من شريعتك" (مز119: 18).

يقول القديس جيروم: [نرى فى سفر الرؤيا كتاباً مختوماً بسبعة ختوم. إذا ما قدمته لشخص متعلم وقلت له: "إقرأ هذا"، يجيبك: "لا أستطيع، لأنه مختوم". كم من كثيرين اليوم يحسبون أنفسهم متعلمين، ومع هذا فالكتاب المقدس بالنسبة لهم كتاب مختوم. لن يستطيعوا فتحه بدون مساعدة ذاك الذى معه مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح! جاء فى سفر أعمال الرسل أنه كان يوجد خصى مقدس، عندما كان يقرأ في سفر إشعياء سأله فيلبس: "أتفهم ما تقرأ؟" أجابه: "كيف إن لم يرشدنى أحد؟" (أع8: 31)... ثم حدث أن أراه فيلبس يسوع الذى كان مختفياً وراء الحرف. يا له من معلم! ففي تلك الساعة عينها آمن الخصى واعتمد. صار أحد المؤمنين، بل وصار قديساً. لم يعد بعد تلميذاً بل صار معلماً. لقد وجد فى جرن الكنيسة فى البرية أكثر مما وجده حين كان فى الهيكل المكسى بالذهب. لا نفع لمحاولاتك أن تعلم ما لم تعرف... فسيكون حالك أسوأ بأنك تجهل جهلك[125]1].

ب - التشكيك فيه: يقول القديس باسيليوس الكبير: [لا نُهمل القراءة أبداً، خاصة العهد الجديد، لأن البعض يضرهم العهد القديم، ليس لأن المكتوب فيه ضار، إنما لأن أذهان الذين يضرون ضعيفة. أكل الخبز صحى، لكنه قد يضر مريضاً. هكذا كل الكتاب المقدس مُوحى به من الله ونافع، وليس فيه شئ غير طاهر، إلا بالنسبة للذى يظن أنه غير طاهر... "كل الأشياء تحل لى، لكن ليس كل الأشياء توافق" (1كو6: 12) [126]2].

ج - القراءة بدون حب: يقول القديس أغسطينوس [ينير الكتاب أعين النفس فاقرأه أيها العاقل، وامتلئ من حبه. فمن قراءة الأسفار المقدسة تشرق الشمس على العقول التي تتغذى منها بتمييز. لقد وضع الله الأسفار المقدسة فى العالم كسراج نور تضئ ظلمته. فالذي يحبّ نفسه يستنير بالقراءة، ويسير على هداها. اقترب من الكتاب بحب، وتأمل جماله. لن تستفيد بدون الحب، لأن الحب هو مدخل الفهم. يفرض الكتاب حبك، فإن كنت لا تحبه فلا تقرأه. إنه يكلمك، فإن ضجرت فى قراءته حرمك من إيماءاته. يجب أن تحبه وتفتحه وتقرأه وتتأمل جماله، وإلا فلا تقرأه، لأنك إن كنت لا تحبه لن تستفيد منه].

د - عدم التوبة: يقول القديس أغسطينوس [إن ارتكبت خطية، فإن خصمك هو كلمة الله... إنها عدو إرادتك إلى أن تصير الكلمة هى أمان خلاصك. يا له من عدو مخلص ومعين! [127]3].

ﮪ - السلوك فى الرب يهب المعرفة بهاءً:

يقول الأب هيسيخيوس الأورشليمى: [عندما تُحرث الأرض تنتج زهوراً وفواكه، وأما التأمل فى الشريعة فينتج فضائل. هذا هو السبب الذي لأجله يُطلب ممارسة الشريعة بغيرة (مز119: 40، 47، 48). لا بتغليفها بكلمات، بل بالعمل بها، ليس بمناقشة لغة الكلمات الإلهية بطريقة غير مجدية بل بالتصديق عليها بسلوكنا، وإقرارها فى أعمالنا. فكما أن المعرفة تجعل القراءة مجيدة، هكذا العمل يهب المعرفة بهاءً.

فما هو فائدة كرم لم تُغرس فيه كروم، ولا قلمت، ولا دُبر أمر العناقيد؟ أليس باطلاً يخرج فارس إلى مكان طلق فسيح وهو لم يدرب بعد خيله؟...

على أى الأحوال لم يسلك أيوب هكذا، وإنما من البداية سلح نفسه بالفضائل، ودربها على المعركة خلال التقوى. قدر ما وجد نفسه فى غنى ورخاء كان يقدم كل يوم عند قيامة ذبائح (أى1: 5). قبلما كان النور المنظور (الشمس) يشرق، كان يحيى النور غير المنظور. إذ يقفز من سريره، يجرى نحو واهب النور والتسبحة على شفتيه (مز127: 2)، يبدأ أنشطة اليوم بالاقتراب من خالق النهار... كم من المرات أغلق أيوب فم أليفاز الذى أراد أن يستعرض البلاغة!... كم من مرة أبطل تشامخ بلدد وازناً كلماته، هذا الجندى الحقيقى للبر! بل لاحظوا أن صوفر أيضاً نشر غلبته فى مقدمة أحاديثه! ليتنا نتفحص بإدراك كلماته].


[125] 1 Letter, 5: 53. 7.

[126] 2 Letter 42 to Chilo, his disciple.

[127] 3 Sermon 3: 109 FC 94, p. 149.

ماذا يقصد بالبرقع الموضوع على قلوب البعض؟

ما هو موقف الهراطقة من الكتاب المقدس؟