ما هو موقف الهراطقة من الكتاب المقدس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, البدع والهرطقات, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, اللاهوت المقارن, الوسائط الروحية, عقيدة, قراءة الكتاب المقدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف الهراطقة من الكتاب المقدس؟

أولاً: لا يدخلون من الباب: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لاحظو سمات اللص، أولاً أنه لا يدخل علانية، ثانياً لا يدخل حسب الكتب المقدسة، فهذا لا يعنيه، "لا يدخل من الباب" (يو10: 1 - 6). هنا أيضاً يشير إلى الذين جاءوا قبلاً والذين سيأتون بعده، ضد المسيح والمسحاء الكذبة، يهوذا وتيداس (أع36: 5) وكل من على شاكلتهم.

فى قول السيد المسيح: "إن الذى لا يدخل من الباب"، المقصود بالباب هنا هو الكتب المقدسة، لأنها تدخل بنا إلى الله، وتفتح لنا المعرفة بإلهنا، وهى تحفظنا، ولا تترك الذئاب تدخل إلينا، لأنها بصورة باب، تغلق المدخل فى وجه ذوي البدع، وتصيرنا فى صيانة من خداعهم، ولا تهملنا حتى لا ننخدع. لأننا بالكتب نعرف الرعاة، والذين ليسوا برعاة، ولهذا قال السيد المسيح لليهود: "فتشوا الكتب، لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهى التى تشهد لى" (يو5: 39). إنها تجلب موسى وتدعوه هو وكل الأنبياء شهوداً، إذ يقول "كل من يسمع الأنبياء يأتى إلى" وأيضاً: "لو صدقتم موسى تؤمنون بى"... حسناً يقول: "يتسلق (يصعد) وليس (يدخل)"، فإن التسلق هو من عمل السارق الذى يضع فى نيته أن يقفز فوق السور، يفعل ذلك وهو معرض للخطر[119]2.

ثانياً: إساءة استخدامهم للكتاب المقدس: تحدث القديس إكليمنضس السكندري عن إساءة الهراطقة فى استخدامهم للكتاب المقدس، فقال: [إن كان الذين يتبعون الهرطقات يتجاسرون ويحتمون فى الكتب النبوية، فإنهم فى المكان الأول لا يستخدمون الكتب المقدسة كلها ولا يقتبسون العبارات كاملة... إنما يختارون عبارات غامضة يحرفونها لخدمة آرائهم الخاصة، ويجمعون عبارات قليلة من هنا وهناك، غير مهتمين بالمعنى، إنما بمجرد استخدام للكلمات. فى أغلب اقتباساتهم تجدهم يهتمون بالألفاظ وحدها محرفين المعانى... فلا يستخدمون الاقتباسات التى يدللون بها فى طبيعتها الحقيقية[120]3].

[مع أنهم يتحدثون عن الله الواحد، ويسبحون بالترنيمات للمسيح، لكنهم يتكلمون بغير تدقيق، مخالفين الحق، إذ اكتشفوا إله آخر وقبلوا مسيحاً ليس حسب النبوات. هؤلاء تعاليمهم باطلة، تعارض الحق، وهم ضدنا[121]1].

[الكتب المقدسة بالنسبة للغنوسيين (الذين لهم معرفة حقيقية) هى حبلى، أما بالنسبة للهراطقة تبدو غير حبلى لأنهم لا يفهمونها[122]2].

[ليت الذي تقبل الإنجيل مرة، حتى في الساعة التى دخل فيها إلى معرفة الخلاص، ألا ينظر إلى الوراء كما فعلت امراة لوط، ولا يرتد إلى حياته الأولى المرتبطة بالحسيات أو الهرطقات[123]3.

ثالثاً: ينشغلون بالمباحثات الغبية المفسدة للوقت والهدف: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [يلزمنا إلا ننشغل بالمباحثات، لأننا إذ نسأل لا يكون للإيمان موضع، إذ الإيمان يعطى للمباحثات هدوء. لكن لماذا يقول السيد: "اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم" (مت7: 7)؟ وأيضاً "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية" (يو5: 39)؟ الطلب يعنى الصلاة والرغبة الشديدة. فهو يأمر بتفتيش الكتب لا للدخول فى أتعاب المباحثات وإنما لإنهائها، بالتأكيد من معناها الحقيقى، فلا نبقى بعد فى مباحثات مستمرة وإنما نقطع فيها[124]4].


[119] 2 Homilies on St. John, 2: 59.

[120] 3 Strom. 16: 7: 96.

[121] 1 Stromata 15: 6.

[122] 2 Stromata 16: 7.

[123] 3 Stromata 16: 7.

[124] 4 In I Tim, hom 1.

لماذا يتعثر البعض فى العهد القديم؟

ما هو موضوع الكرازة؟