10- ما هو دور المزامير فى حياة الرهبان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الأجبية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, كتب القراءات الكنسية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

10 - ما هو دور المزامير فى حياة الرهبان؟

حدَّثنا القدِّيس يوحنا كاسيان عن دور "صلوات السواعى" بما فيها من مزامير وتسبيح على الحركة الرهبانيَّة فى مصر. فقد كانت المائدة الشهيَّة التى يجتمع حولها الرهبان معاً فى نظام الشركة، ويمارسها المتوحِّد فى مغارته فى شركة تسبيح وشكر مع الملائكة.

جاء فى عمله "المؤسسات (الدساتير) لنظام الشركة De institutis Caenobrum الذى وَجَّهه القديس كاسيان إلى الأسقف كاستور (419 - 426)، الجزء الأول، الكتاب الثانى حديث عن صلوات السواعى (الأجبية) والسهر، جاء فيها:

[إذ يتمنطق جندى المسيح بهذه المنطقة المزدوجة... يليق به أن يتعلَّم صلوات السواعى ونظام المزامير الذى رتَّبه الآباء القديسون فى الشرق. أما عن سماتها وطريقة الصلاة، فكما يُوَجِّهنا الرسول: "صلوا بلا انقطاع" (1تس5: 17)، سنُعالِجها كما يعطينا الرب فى المكان المناسب، عندما نبتدئ نسرد المناظرات مع شيوخ إسقيط مصر[111].].

[أعتقد أنه من الأفضل أن أتبع أَقْدَم نظام للآباء هذا الذى لا يزال يحتفظ به خدام الله فى مصر كلها، حتى يتعلَّم ديركم الجديد، الذى لا زال فى طفولته فى المسيح والذى بلا خبرة، أَقْدَم الأنظمة للآباء الأوائل[112].].

فى الفصل الرابع يوضح عادة تحديد المزامير باثنى عشر مزموراً فى صلوات الغروب والخدمة الليلية، وختم الصلاة بفصل من العهد القديم وآخر من العهد الجديد. وأن هذا النظام قديم جداً، ظل معمولاً به دون أن يُكسَر، ويُقَّال إنه نزل إلى الآباء من السماء بخدمة ملاك.

وفى الفصل الخامس أوضح كاسيان أن كنيسة الإسكندرية ابتدأت بالإنجيلى الطوباوى مرقس كأسقف، وأن جماهير المؤمنين كانوا يبيعون كل شئ ويقدمونه للكنيسة، وينسحبون إلى خارج المدن ليُمارِسوا حياة الوحدة فى زهدٍ وتقوى. وقد نظَّموا العبادة تَجَنُّباً للشقاق. وإذ اختلفوا فى عدد المزامير التى تصُلَّى، حدث إذ اجتمعوا لممارسة صلاة الغروب أن قام واحد فى الوسط (ملاك) وابتدأ يُسَبِّح بالمزامير وهم جلوس ينصتون إلى المرتل الذى يتلو اثنى عشر مزموراً، ثم أنهى الأخير بالليلويا، ثم اختفى فجأة، بهذا وضع حداً للمناقشة فى هذا الأمر. هكذا يرى القديس يوحنا كاسيان أن الصلاة بالمزامير وتحديد عددهم 12 مزموراً يرجع إلى القرن الأول الميلادى.

فى الفصل السابع تحدث عن ممارسة المطانيات أثناء المزامير. يقول بأن المصرى لا يتسرَّع بالسجود قبل نهاية المزمور كما يحدث فى أديرة جنوب فرنسا كمن يريد أن ينهى صلاته سريعاً[113]. إذ يحني المصرى ركبتيه يمضي بعض الوقت فى الصلاة، لكنه سرعان ما يقدم منتصباً ويبسط يديه حتى لا تتشتَّت أفكاره بالسجود لفترة طويلة[114]. لا يجرؤ أحد أن يحني ركبتيه قبل أن ينحنى الرئيس، ولا يتمادى أحد فى سجوده بعد أن يقوم الرئيس، وإلا يكون قد فصل نفسه عن الجماعة.

فى الفصل الثامن أوضح توزيع المزامير حيث يُرَنّم المزمور الشخص الذى يقف فى المنتصف. ولا تُقَال المجدلة "المجد للآب والابن والروح القدس" إلا فى نهاية التسبحة. وأوضح أن المزامير لم تكن تُتلّى بل تُرَنَّم كتسبحة أو أغنية للرب.

فى الفصل التاسع أوضح أن المصريين لا يهتمون بإنهاء المزامير التى يٌسَبِّحونها بتلاوتها مرة واحدة دون توقُف، لكنهم يٌقَسِّمونها إلى قسمين أو ثلاثة حسب عدد الآيات... انهم لا يهتمون بالعدد بل بانتباه الذهن والفهم، حاسبين أنه من الأفضل أن يُصَلِّى الشخص عشرة أبيات بتسبيح مفهوم وفكر يقظ عن أن يتلو المزمور كله بفكر طائش. هذا غالباً ما يحدث حينما يهتم المرتل بالأعداد، ولا يضع فى حسبانه توضيح الألفاظ والمعانى، انه كمن يُسرِع لينهي الخدمة.

بسبب عدم الدراية يطيل الراهب المبتدئ فى التسبيح أكثر من المعتاد، بينما يهتم المُتقدِّم صاحب الخبرة ألا يسبب مللاً للحاضرين أثناء التسبيح بسبب التطويل.

وفى الفصل العاشر يوضح كيف يمتاز المصريون فى صلواتهم بالسكون، فمع كثرة عدد الحاضرين يترنَّم واحد بمزمور ولا تسمع صوتاً كأنه لا يوجد أحد غير المرتل وحده الذى يقف فى المنتصف. ليس من يبصق ولا من يتثاءب أو يفتح فاه ولا من يتنهَّد... حتى لا يُشتِّت فكر غيره.

كما تتَّسِم الصلوات بأنها مختصرة حتى لا يتخللها تشويش يقطع الصلاة فجأة فى أوج حرارتها حتى لا يخطف الشيطان الفكر ويطيش به بعيداً ولكى لا تفتر الصلاة أو تبرد.

[يعتقد (الآباء) أنه من الأفضل أن تكون الصلوات قصيرة وتُقَدَّم بطريقة متكررة على الدوام، حتى من جانب نستطيع أن نلتصق بالله باستمرار، ومن الجانب الآخر باختصارها نتجنَّب السهام التى يريد العدو أن يجرحنا بها خاصة أثناء ممارسة صلواتنا.] جاء فى الرسالة 130: 20 للقديس أغسطينوس: [جاء عن الإخوة فى مصر أنه يمارسون صلوات متنوعة جداً وقصيرة للغاية. إنها تنطلق فجأة وبسرعة لا يتشتت الذهن اليقظ والمتنبه، والذى يُعتبَر أثمن ما فى الصلاة.].

وفى الفصل الحادي عشر ذكر أن المصريين لم يكونوا يهتمون بكمية الآيات التى تُرنَّم فى الصلاة بل بضبط الفكر هادفين نحو: "أُرَنّم بالروح، وأُرَنّم بالفهم" (1كو14: 15)، كما أَكَّد اهتمام المرتل أن يكون النطق واضحاً ومفهوماً.


[111] - فصل 1.

[112] - فصل 2.

[113] - فصل 7.

[114] - فصل 7.

11- هل يمارس الرهبان السواح صلوات السواعى؟

9- ما هى خبرة آباء الكنيسة فى الصلاة بالمزامير (صلوات السواعى "الأجبية")؟