6- هل التزم المؤمنون بصلوات السواعى فى العصر الرسولى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الأجبية, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, كتب القراءات الكنسية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - هل التزم المؤمنون بصلوات السواعى فى العصر الرسولى؟

جاء فى الديداكيَّة "تعليم الرب للأمم بواسطة الاثنى عشر تلميذاً: [لا تُصَلَّوا كالمرائين، بل كما أمر الرب فى إنجيله. صَلُّوا هكذا ثلاث مرات فى اليوم[92].].

هذه الوثيقة التى ترجع إلى ما بين عام 70 و150م تكشف لنا عن ممارسة المؤمن لثلاث صلوات يوميَّة فى عهد الرسل، وإن كانت لم تحدَّد مواعيدها، فذلك لأنَّها كانت أمراً مستقراً عليه، تسلَّمته الكنيسة عن التراث اليهودى وهى صلوات الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة. ويرى[93] Jungmann أن هذه الصلوات قد أُخِذَت عن دانيال النبى (6: 10) الذى كان يذهب إلى بيته وكُواه مفتوحة فى عُلِّيَّته نحو أورشليم ويجثو على ركبتيه ثلاث مرات ويصلِّى.

لم تذكر الديداكيَّة شيئاً عن صلاة باكر والنوم، ذلك لأن المؤمنين كانوا يمارسونها معاً بطريقة جماعيَّة، فلا حاجة للشعب أن يوصى بها. يظهر ذلك ممَّا ورد فى الدسقوليَّة كوصيَّة للأسقف[94]: [عَلِّم الشعب وأمرهم أن يلازموا الكنيسة باكر وعشية كل يوم، لكى لا يتخلَّفوا عنها، بل يجتمعوا فيها كل حين، فلا تضعف الكنيسة بقيامهم خارجاً عنها.].

أشارت الديداكيَّة إلى الصلاة الربانيَّة، لأن المسيحيِّين كانوا يشتركون فى المجامع فى الترنُم بالمزامير والطلبات ولا يقدرون أن يشتركوا معهم فى الصلاة الربانيَّة.

كشف لنا سفر أعمال الرسل عن ممارسة الكنيسة الأولى لصلوات السواعى، لذا قيل عن الساعة الثالثة: "كان الجميع معاً بنفسٍ واحدة، لأنَّها الساعة الثالثة من النهار" (أع2: 1، 5). وعن الساعة السادسة: "صعد بطرس على السطح ليُصلِّى نحو الساعة السادسة" (أع10: 9). وعن الساعة التاسعة: "صعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل فى ساعة الصلاة التاسعة" (أع2: 1). وعن صلاة نصف الليل: "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصلِّيان ويُسَبِّحان الله" (أع16: 25).

يقول القديس باسيليوس الكبير: [يلزم أن يُغطِّي وقت الصلاة الحياة كلها، ولكن حيث توجد ضرورة مُلزمة أن يتخللها ركوع (مطانيات) وترنم بتسابيح. فقد عُينت ساعات للصلوات بواسطة القدِّيسين يلزمنا أن نحفظها. يقول القوي داود: "فى نصف الليل أقوم أسبحك من أجل أحكام عدلك" (مز119: 62). كما نجد بولس وسيلا اتبعا مثاله، إذ سبحا الله فى السجن فى منتصف الليل (أع16: 25). ويقول نفس النبى أيضاً: "عشية وباكر وفى الظهيرة" (مز55: 18). علاوة على هذا فإن حلول الروح القدس تحقق فى الساعة الثالثة كما يخبرنا سفر الأعمال. عندما سخر الفريسيون بالتلاميذ بسبب التكلم بألسنة متنوعة، قال بطرس إنهم ليسوا بسكارى لأنه كانت الساعة الثالثة (أع2: 15). مرة أخرى تذكرنا الساعة التاسعة بآلام الرب التى حدثت لكى نحيا (مت27: 45؛ مر15: 33 - 34). ولكن حيث أن داود يقول: "سبع مرات في اليوم أُسَبِّحك على أحكام عدلك" (مز119: 164)، والأزمنة للصلاة التى أشير إليها لا تقيم السبعة أقسام لذا يلزم تقسيم صلاة نصف الليل. قسم قبل اختفاء القمر، والآخر بعد ذلك. بهذا يصير التسبيح السباعى اليومى لله نموذجاً لنا[95].].


[92] - المؤلِّف: الديداكيَّة وقانون الإيمان الرسولى 1979م، ص21 (الديداكية 8: 2 - 3).

[93] Josef Jungmann: The Early Liturgy, translated by Francis Brunner, University of Notre Dame Press, 1959, p. 99.

[94] Didascalia Apostolorum: Chapter 50: 10.

[95] An Ascetical Discourue, (Frs. Of the Church, volume 9, p. 212 - 213).

7- هل يمكن أن نُتَمِّم واجبات الصلاة وسط العمل؟

5- لماذا لم تصدر وصيَّة صريحة فى العهد الجديد بصلوات السواعى؟