ماذا يعني يوم الرب العظيم فى فكر الكنيسة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعني يوم الرب العظيم فى فكر الكنيسة؟

كان مجيء السيد المسيح القادم والأخير يشغل ذهن الكنيسة الأولى فى تمتعها بكلمة الله وفى عبادتها وفى إرشاداتها. بكون هذا الحدث القادم هو بلوغ بالتاريخ البشري إلى قمته، حيث يظهر السيد المسيح على السحاب، ويحمل كنيسته التي تضم جميع المؤمنين من آدم إلى آخر الدهور إلى حضن الآب، للتمتع بشركة الأمجاد الأبدية. إنه يوم الرب العظيم كما يدعوه الكتاب المقدس حيث تنفتح عيون السمائيين والأرضيين لاكتشاف قمة الحب الإلهي الفائق المُقدم للبشرية المقدسة، والتى تدخل فى شركة مع السمائيين على مستوى فائق أبدي، ويتهلل السمائيون والأرضيون بهذا الحب الإلهي الذى يوجَد الجميع معاً.

سبق فرأى بطرس الرسول مجد الرب فى تجليه على جبل تابور، فالتهب قلبه بسرعة بمجئ هذا اليوم المُفرح، حيث نسكن فى "أرض الأحياء" مع كافة القديسين الأحياء بالروح، ويتمتع المؤمنون بالمجد الأسنى. إنه يقول: "فبما أن هذه كلها تنحل، أى أناسٍ يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى، منتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب الذي به تنحل لسماوات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب، ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البرّ" (2بط3: 12 - 13). يقول القدّيس مار أفرآم السرياني [احذروا يا إخوتي أن يعدم أحدكم هذا الميراث السعيد. فإنه، ها هو على الأبواب! نزل النور إلينا فأنارنا، وقرَّبنا إليه، وأصعدنا معه. نزل إلينا فصار من أجلنا مثلنا، ليجعلنا مثله. من لا يموت نزل إلى المائتين، وإذ جعلها غير مائتين ارتفع إلى الآب، وسيجيئ بمجد أبيه المبارك، يدين الأحياء والأموات. صار لنا طريق حياة مملوءة نوراً ومجداً، لكى نسلك نحن في لنور إلى الآب[47].].

يقول الشهيد كبريانوس: [يا له من يوم عظيم ذاك الذي يعطينا فيه السيد مكافأة الإيمان والإخلاص! كيف سيكون المجد؟ وكم يكون فرح الدخول إلي حضرة الله عظيماً. أن نتشرف بقبول الفرح الذي للنور الأبدي والخلاص فى حضرة المسيح الرب إلهنا! إننا نتقابل مع إبراهيم وإسحق ويعقوب وكل البطاركة والرسل والأنبياء والشهداء. فى بهجة الخلود الذى سيُمنح لنا نقبل هناك ما لم تره عين، ولم تسمع به آذن، ولم يخطر على قلب بشرٍ.].

يقول العلامة أوريجينوس [يُقدم حساب الحياة كلها بأكملها بدقةٍ فيما يُدعى بملكوت السماوات الذى يشبه ملكاً حيث نقف أمام كري المسيح للحكم، وينال كل واحدٍ ما قد فعله فى الجسد إن كان خيراً أو شراً. وإذ يتم الحساب يقدم فيه كل كلمة بطالة نطق بها البشر (مت12: 36)، وكل كأس ماء بارد قُدم للشرب باسم تلميذٍ (مت10: 42) [48].].


[47] عن نسخة خطية لميامر مار أفرآم السرياني، دير السريان، ميامر رقم 2000، تاريخها 14 أمشير سنة 1207ش، أعدّها الراهب صموئيل السرياني، مقال21، ص. 130 - 131.

[48] Commentary on Matthew,8: 14.

ماذا يطلب السيد المسيح منا؟

هل بصعوده ترك السيد المسيح العالم؟