لماذا لم يسمح الله لآدم وحواء بالأكل من شجرة الحياة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الشر والخطية, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا لم يسمح الله لآدم وحواء بالأكل من شجرة الحياة؟

بسقوط الإنسان فى عصيان الوصية صار عارفاً للشر، وساقطاً تحت سلطانه، وأصابه الفساد، وخضع للموت وطُرِدَ من الجنة. ومن محبة الله للإنسان أنه لم يسمح له بالأكل من شجرة الحياة وهو على هذا الحال المؤلم، لأنه إذا أكل منها وهو على هذا الحال فسيحيا إلى الأبد هكذا، أى يبقى فى الموت والفساد إلى الأبد. لذلك قال الرب: "والآن لعلَّه يَمُدَّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد". وكلمة "الآن" يقصد بها هنا وقت ما بعد السقوط، وما وصل إليه الإنسان من فساد وموت. من جانبِ آخر، بالسقوط صار محكوماً على الإنسان بالموت، أى بالحرمان من الحياة. وبالتبعية صار محروماً من الأكل من شجرة الحياة التى فى وسط الجنة، فأقام الله الكاروبيم ولهيب سيفٍ مُتقلِّبٍ لحراسة طريق شجرة الحياة.

الآن بعد تجسد الكلمة نقول مع القديس يوحنا الرسول عن ربنا يسوع: "الذى كان من البدء الذى سمعناه، الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه، ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أُظهِرَت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهِرَت لنا". (1يو1: 1 - 2). لذلك عاد الإنسان ليأكل من شجرة الحياة الحقيقية، مرَّةً أخرى، من خلال سرِّ الإفخارستيا الذى فيه نأكل جسد ربنا يسوع المسيح ونشرب دمه المبذول عنا، هذا السرُّ الذى بواسطته نُعطَى خلاص وغفران للخطايا وحياةً أبديةً لكل مَنْ يتناول منه.

جاء الابن الكلمة متجسداً حتى تسمعه مع يوحنا وبقية التلاميذ ينادى الخطاة والعشارين بأسمائهم مترفقاً بهم بلا عتاب أو توبيخ. تسمعه بأذنين نقيتين يغفر لك خطاياك، مصالحاً إياك مع أبيه، دافعاً ثمن المصالحة: دمه الثمين. وتشاهده يبحث عنك كراعٍ صالحٍ وأبٍ حقيقىٍّ. يذهب بإرادته إلى الصليب ويُفتح جنبه حصناً وستراً لك، ترى فيه الأحشاء الملتهبة حباً لك. تراه قائماً من بين الأموات، صاعداً إلى السماوات، فيرتفع قلبك به ومعه ويستقر فيه، لتكون حيث هو جالس. وتلمسه مع أمه العذراء مريم فتشتاق إليه، مقدماً نفسك عروساً بتولاً عذراء نقية له، وتلمسه مع توماً معترفاً بألوهيته وربوبيته. تلمس قدميه مع المرأة الزانية، وتغسلهما بدموعك. فلا يستنكف منك بل يطوِّبك ويباركك. لا يرفض لمسات يدك ولا يستخف بدموعك، بل يحرص عليها كجواهرٍ ثمينةٍ لديه. إنه شجرة الحياة التى صارت لنا.

كما جاء فى سفر الرؤيا: "مَنْ يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله." (رؤ2: 7) وأيضاً: "طوبى للذين يصنعون وصاياه لكى يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة، لأن خارجاً الكلاب والسَّحَرَة والزناة والقَّتَلَة وعَبَدَة الأوثان وكل مَنْ يُحِبَّ ويصنع كَذِباً" (رؤ22: 14، 15).

هكذا يؤكِّد سفر الرؤيا أن الأكل من شجرة الحياة لن يكون إلاَّ للغالبين الذين تمسَّكوا بوصايا الله فى حياتهم على الأرض لينالوا الحياة الأبدية فى ملكوت السماوات. فالقلب الفاتر فى حبه قلب جائع، لذلك يحتاج إلى الشبع من الرب "شجرة الحياة"، فهو المشبع للقلب والشافي له (رؤ22: 2) وهو المكافأة المقدمة للغالبين.

هل فقد آدم وحواء الرجاء فى الخلاص بعد سماعهما الحكم كثمرة لعصيانهما؟

ما هو الموت الذى حلّ على آدم وحواء بسبب عصيانهم الله؟