هل أستطيع أن أحيا عفيفاً؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العفة والطهارة, خدمة الشباب
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل أستطيع أن أحيا عفيفاً؟

جبل الله الإنسان، وفيه حنين داخلى نحو حياة السمو والطهارة. يود أن يعلو فوق كل الشهوات، وأن يطأ تحت قدميه الملذات الجسدية. فحتى الزناة المنحرفين فى تيار الخطية العنيف، المُتلذذين بشهواتها، والمنحنين بكل طاقتهم لأجل إشباع شهواتهم، أحياناً وهم فى ألذ فترات الشهوة، يتحسسون فى داخلهم برغبة سرية عميقة تطالب بحياة النقاوة والعفة. فالعفة كما يعرفها القديس يوحنا الدرجى هى [إننا نلبس الطبيعة الملائكية: هى مسكن مستمر للسيد المسيح، ونعيم للقلب وسط هذه الحياة. هى إنكار غير طبيعى للطبيعة]. لكن مع كل هذه الاشتياقات لا يزال يظن البعض أنها مُجرد كلمات لا وجود لها إلا فى قاموس اللغة أو فى خيال المُتدينين وكتاباتهم، أو هى حياة الأطفال الصغار أو الرجال العاجزين أو الرهبان المتوحدين البعيدين عن الشر، أو ربما تخص الملائكة والسمائيين وحدهم. من أجل هذا كثيراً ما يتساءلون:

  1. لماذا يُطالبنا الله بأمر نعجز عن تحقيقه؟
  2. وهل يريد الله أن يُضايقنا؟
  3. ولماذا خلق لنا جسداً بغرائزه؟
  4. وهل يقدر الإنسان السوى أن يضبط نفسه أمام الإغراءات وشهوة الجسد؟
  5. وما الداعى لحياة عفة تحرم الإنسان من إشباع شهواته وغرائزه كيفما تريد؟!

إننا نذكر حديث القديس أغسطينوس الذى اختبر الخطية فى أبشع صورها، ولو أنه على حد تعبيره كان كثيراً ما يقول: أعطنى يا رب حياة الوداعة والعفة ولكن ليس الآن، لأننى لا أريد أن أحرم من لذة الخطية رغم مرارتها، ولا يود جسدى أن يتخلص منها، وأتصور كأن لا وجود لى بدونها. كذلك اختبر حياة العفة بل البتولية فى أسمى درجاتها إذ عشق الرب، وأحبه، وجذب كثيرين إليها.

ما هى حياة العفة؟

كيف جذبت الطهارة والبراءة والعفة الوثنيين لقبول الإيمان المسيحى فى الكنيسة الأولى؟