ماذا يعنى بقوله كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعنى بقوله كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب؟

أولاً: فى ظل كهنوت هرون (الكهنوت اللاوى) كانت الذبائح لا تُقدم فى قدس الأقداس ولا فى القدس بل خارجهما على المذبح النحاسى، أما رئيس الكهنة السماوى فيقدم ذاته عن مؤمنيه وهو فى داخل الحجاب، أى فى قدس الأقداس، فى السماء عينها.

ثانياً: يقول الرسول: "لاحظوا رسول اعترافنا"، الأمر الذى لا يستطيع هرون رئيس الكهنة تحقيقه. بالتجسد أرسل الآب ابنه إلينا كرسول، ليعلن الحب الإلهى عملياً على الصليب ويهبنا إمكانية القيامة بقيامته، ويدخل بنا إلى سماواته بجلوسه عن يمين الآب. فى هذا يختلف السيد المسيح عن الكهنة واللاويين والأنبياء والملائكة، فهو لم يُرسل بمعنى أنه يترك موضعاً ليذهب إلى موضع آخر، وإنما بمعنى ظهوره فى الجسد وحلوله بيننا، هذا الذى يبقى بلاهوته غير منفصل عن أبيه، يملأ السماء والأرض.

غاية رسالته هى إعلان إيماننا أو اعترافنا بالحق. قدم لنا ذاته بكونه الحق الإلهى غير المتغير، نقبله فنتعرف على أسرار الآب أيضاً، وكما يقول السيد: "لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم أبى أيضاً، ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه... الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 7، 9).

إذن، إرساليته فريدة، خلالها يحملنا فيه ليدخل بنا إلى حضن أبيه، نتعرف عليه معرفة الاتحاد والشركة والتلامس مع الحق، نرى فى الآب ما لا يُرى، ونتمتع بما لا يمكن للحواس الجسدية أن تعبر عنه!

يقول القديس أثناسيوس الرسولى: [متى إذن صار رئيس كهنة لاعترافنا (عب3: 1)، إلا بعدما قدّم نفسه من أجلنا، وأقام جسده من بين الأموات، فصار هو نفسه الآن يقدم ويُقرّب إلى الآب الذين يلتحقون به بالإيمان فيفدى الجميع، ويشفع فى الجميع لدى الله (الآب) ([64])].

ثالثاً: بقوله كمرساة مؤتمنة وثابتة يشبه الكنيسة بمؤمنيها بسفينة دخلت الميناء السماوى فى شخص رأسها يسوع المسيح وارتبطت به كمرساة مؤتمنة، فليس من إمكانية لكل من إبليس وقوات الظلمة وتيارات العالم وعواصف التجارب أن تسحبها من الميناء، الأمر الذى لا يستطيع الكهنة اللاويين أن يحققوه. فمهما كان برّ هرون وكهنته يحتاجون هم أنفسهم إلى من يُكفّر عنهم ويجتذبهم نحو السماء والسماويات. لهذا كانوا يقدمون الذبائح عن أنفسهم كما يقدمون عن الشعب. أما مسيحنا القدوس فباسمنا صعد إلى السماء وسحب قلوبنا إلى حيث هو جالس.

رابعاً: فى الرسالة إلى العبرانيين يوضح الرسول أن مسيحنا يمارس كهنوته وهو جالس على العرش. لم نسمع قط عبر كل التاريخ عن كاهن يقدم ذبائحه وهو جالس، خاصة إن كان عن يمين العظمة، إنما كانوا يقدمونها وهم وقوف أمام الله الجالس على العرش. حتى كهنة الأصنام لم يكونوا قادرين على تقديم الذبائح للأصنام وهم جالسين عن يمينها.


[64] [] ضد الأريوسيين 2: 7 (دير القديس الأنبا مقار: حياة المسيح المقدسة وآلامه وموتته وقيامته وصعوده وكهنوته السماوى من أجلنا بحسب تعليم القديسيين أثناسيوس الرسولى وكيرلس الكبير 1994ص 107).

ما هو دور مسيحنا فى كهنوته السماوى الفريد؟

هل توقف عمل المخلص بصعدوه إلى السماء؟