لماذا تحول حزن التلاميذ إلى فرح عظيم بعد الصعود مباشرة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكتاب المقدس, دراسات في العهد الجديد
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا تحول حزن التلاميذ إلى فرح عظيم بعد الصعود مباشرة؟

يقول لوقا الإنجيلى: "واخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء، فسجدوا له، ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم" (لو24: 50 - 52).

أما سرّ هذا الفرح العظيم بعد الصعود مباشرة فهو إذ نزل كلمة الله متجسداً ليحقق خلاص البشرية، جذب قلوب مؤمنيه وعقولهم وكل طاقاتهم نحوه. صعوده إلى السماء لم ينزع عنهم هذه الجاذبية، بل انطلقت نفوسهم نحو السماء، فلم يعد للأرض جاذبية لهم. يقول العلامة أوريجينوس: [إن كنتم تؤمنون أنه جلس عن يمين الله فى السماويات، يليق بكم أن تؤمنوا أنه لم يعد مكانكم فى الأرضيات بل فى المنظر السماوى ([59])].

[أهم ما قاله الآباء – سواء كان القديس أثناسيوس أو الذين تبعوه – بخصوص صعود الرب أنه لم يصعد من أجل نفسه هو، بل من أجلنا نحن. لأنه من أجل نفسه، باعتباره كلمة الله الأزلى، فهو لم يفارق حضن الآب قط. فبينما كان متجسداً معنا على الأرض، قيل عنه: "الابن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خبر" (يو1: 18). صعد إذا بالجسد من أجلنا ليفتح لنا طريق السماوات الذى كان مغلقاً أمامنا، ويعطينا إمكانية الصعود معه بصفتنا ممثلين فى جسده الصاعد المأخوذ منا. بل إن القديس أثناسيوس يجرؤ أن يقول إن الرب: كان يحملنا فى جسده الخاص فى أثناء صعوده ([60])].

يقول القديس أثناسيوس الرسولى: [لقد افتتح الرب لنا من جديد الطريق الصاعد إلى السماوات، كما قال: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية" (مز24: 7LXX). فلم يكن اللوغوس نفسه هو المحتاج لأن تُفتح له الأبواب، إذ هو رب الكل، ولم يكن شئ من المصنوعات مغلقاً أمام خالقه، ولكننا نحن الذين كنا محتاجين إلى ذلك. فنحن الذين كان يحملنا فى جسده الخاص. فكما أنه قدّم جسده للموت نيابة عن الجميع، هكذا أيضاً بواسطته قد أعدّ من جديد الطريق الصاعد إلى السماوات ([61])].

يعلق رهبان دير أنبا مقار: [ومن البيّن أن القديس أثناسيوس يعتمد فى ذلك على ما جاء فى الرسالة إلى العبرانيين: "... طريقاً كرّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب، أى جسده" (عب10: 19). وأهمية جسد الرب لصعودنا نحن يأتى من كونه جسداً بشرياً مأخوذاً منا. فهو بالتالى يمثلنا تماماً، وما يتم فيه ينبغى أن يعمم على الجنس البشرى ([62]). ثم من حيث أنه صار جسداً للكلمة الحقيقى الكائن منذ الأزل فى حضن الآب، فقد كان من حقه الطبيعى إذا أن يصعد ويدخل إلى حضن الآب فيصير باكورة للبشرية وسفيراً عنا أمام الآب ([63])].


[59] [] Comm. John Frag. 144.

[60] [] ترجمة وإعداد رهبان دير القديس أنبا مقار: حياة المسيح المقدسة وآلامه وموته وقيامته وصعوده وكهنوته السماوى من أجلنا بحسب تعليم القديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس الكبير، 1004م، ص92.

[61] [] تجسد الكلمة 25: 6 (حياة المسيح... ترجمة رهبان دير القديس أنبا مقار ص 93).

[62] [] الدفاع عن هروبه 13.

[63] [] راجع تجسد الكلمة 7: 5.

ما هى سمات كنيسة العهد الجديد بعد صعود السيد المسيح؟

لماذا ملأ الحزن قلوب التلاميذ فى حديث السيد المسيح الوداعى؟