ماذا يقصد الرسول بقوله: “لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هى مُرتبة من الله. حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأّخذون لأنفسهم دينونة” (رو1:2)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, الكنيسة و الدولة, قسم التاريخ, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يقصد الرسول بقوله: "لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هى مُرتبة من الله. حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأّخذون لأنفسهم دينونة" (رو2: 1)؟

هل يعنى هذا أن كل حاكم، حتى وإن كان شريراً، هو مُقاوم من الله؟ المُقام من الله النظام، بضرورة وجود رؤساء وحكام، وليس الأشخاص أنفسهم. كأن الرسول يدعونا إلى عدم مقاومة وجود نظام للدولة، لأن هذا النظام سمح به الله لأجل بنيان البشرية وسلامها، وحفظها من الأشرار كالقتلة واللصوص والمفترين والمخادعين الخ. لكن ليس كل حاكم هو من الله. فلا نستطيع القول إن نيرون الظالم من عند الله ولا يوليانوس الجاحد، ولا أريان والى أنصنا الخ.

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [الأساس الأول لمثل هذا النظام، وانسجامه مع منطق الإيمان هو أن هذا كله بتعيين من الله. يقول (الرسول): "لأنه ليس سلطان إلا من الله". ماذا تعنى أيها الرسول؟ هل أن كل حاكم هو مختار من الله، ليكون على العرش الذى يشغله؟ يجيب الرسول: "لا، إننى لم أقل هذا، لست أتكلم عن أشخاص الحكام، بل عن السلطان نفسه. أقصد أن هذه هى إرادة حكمة الله أن يوجد سلطان، أن البعض يحكمون والآخرين يطيعون. وأن الأمور تسير هكذا فى هذا الاتجاه. بهذا فإن بولس لا يقول:" إنه لا يوجد حاكم لم يُعينه الله ". بل بالحرى يتكلم عن السلطان نفسه، قائلاً:" لأنه ليس سلطان إلا من الله، (وأن كل السلاطين) الكائنة على الأرض مُرتبة منه "[60]].

يرى العلامة أوريجينوس أن قول الرسول بولس: "ليس سلطان من الله" (رو13: 1)، فيه تحذير للسلاطين الفاسدة. فالسلطان عطية ووزنة من الله لا تُستخدم فى تشامخ لحساب الإنسان، إنما للخدمة ولصالح المجتمع. هذه وزنات سوف يُقدمون عنها حساباً. يقول العلامة أوريجينوس: [لا ينكر أحد أن حواسنا – النظر والسمع والفكر – أعطاها الله لنا. ومع أننا تسلمناها من الله، فإن طريقة استخدامنا لها تتوقف علينا... فإن الله يديننا بالعدل إن أفسدنا ما وهبنا إياه لاستخدامه للصلاح. هكذا حُكم الله ضد السلاطين سيكون عادلاً، إن استخدموا السلطان الذى استلموه حسب شرّهم وليس حسب شرائع الله[61]. يقول القديس باسيليوس الكبير: [من الصوات الخضوع للسلطان الأعلى عندما لا تُنتهك وصية الرب[62]].


[60] Homilies on Rom. , 1: 23.

[61] Commentary on Romans.

[62] The Morals 1: 79.

ما هو دور كل من القادة المدنيين والقادة الكنسيين؟

ماذا يقول الرسول بولس عن الخضوع للسلطات فى الرب؟