هل تضم الكنيسة مؤمنين من درجات مختلفة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل تضم الكنيسة مؤمنين من درجات مختلفة؟

يعتبر أوريجينوس جميع المسيحيين أعضاء فى الكنيسة الحقة، إلا أنهم مصنفون فى تدرج تصاعدى حسب إيمانهم ومعرفتهم. يقول: [يوجد فى الكنيسة من بين المسيحيين من هم مؤمنون حقيقيون. يؤمنون بالله ولا يناقشون وصاياه، ويؤدون واجباتهم الدينية، ويرغبون فى الخدمة، لكنهم غير أنقياء فى سلوكهم وحياتهم الخاصة. إنهم "لا يخلعون الإنسان العتيق مع أعماله" (راجع كو3: 9). إنهم مثل الجبعونيين، الذين "لبسوا ثيابهم الرثة، ونعالهم البالية..." (يش9)].

يجد أوريجينوس رمزاً لهذا التصينف بين المؤمنين فى التنظيم التى كان يُتخذ لحمل الخيمة فى المسيرة (راجع عدد4). فهارون وأبناؤه كانت مهمتهم تغطية المكان المقدس وكل أوانيه، وذلك فى أغطية مخصصة من جلد نوع معين من الحيوانات، أو فى ثياب أرجوانية وقرمزية. ثم يأتى بعد ذلك دور بنى قهات ليحملونها. لكن ولا يحل لهم لمس أى شئ من الأشياء المقدسة، وإلا فموتاً يموتون. كما لا يحق لهم، حتى الدخول لمشاهدة عملية تغطيتها لئلا يموتوا. كذلك فى طقوسنا الكنسية، يوجد من الأمور ما يجب على الجميع ممارستها، رغم أن البعض لا يفهمها.

على سبيل المثال، لماذا نركع أثناء الصلاة؟ أو لماذا نتجه نحو الشرق؟ ليس فى الإمكان توضيح ذلك للجميع. ثم من يستطيع بسهولة أن يشرح تقديس سرّ الإفخارستيا، أو تناوله، أو أن يكشف عما وراء نصوص سرّ العماد وما يشمله من طقوس وأسئلة وإجابات؟ مع هذا فكل هذه الأمور نحملها، تحتجب وتغطى فوق أكتافنا، ونقوم بها كما سلمنا إياها رئيس كهنتنا الأعظم وأولاده.

فابن هرون وحده بفطنته الروحية يحق له حق التطلع إلى تلك الأشياء المقدسة، وهى عارية من أى حجاب. أما ابن قهات فعليه الطاعة المطلقة، أنه يحمل الثقل، لكن ليس له أن يطلب التوضيح كما لا يُلزم ابن هرون بالإعلان عنها. فالكشف عن الأسرار وشرح ما يُستعصى على إدراك حامليها، هو بمثابة قتل روحى ([50]).

يقول أوريجينوس أن الكنيسة تضم مؤمنين من المستوى الروحى الرفيع، كما تضم الضعفاء. تسمى الأولين "أناساً"، والآخرين "حيوانات" مجازياً.

[الكنيسة أيضاً بداخلها حيوانات. اسمع ما جاء فى المزامير: "الناس والبهائم تخلصهم يا رب" (مز36: 7). أولئك الذين يكرسون وقتهم لدراسة كلمة الله والعقيدة المتزنة، يُطلق عليها "الناس". أما من يعيشون بغير هذه الدراسات ولا يبدون أى رغبة فى أن يعرفوها، فهم، رغم إيمانهم، يُسمون "حيوانات"، وإن كانوا بغير شك، حيوانات طاهرة. فكما يوجد "رجال الله يوجد أيضاً" خراف الله "([51])].

يقول جون دانيلو أن أوريجينوس يطرق موضوعاً جديداً من الرمزية، يتضمن مقارنة بين حيوانات الفلك الذين ينالون الخلاص فى الكنيسة. فالحيوانات توزّع بين درجات عديدة من الكمال. كما أنه ليس لكل الناس نفس الجدارة، وليس تقدمهم فى الإيمان متساوياً، كذلك كان الأمر فى الفلك، حيث لم تُعطى الإمكانيات فيه للجميع بالتساوى. يظهر هذا أيضاً فى الكنيسة. فبالرغم من ان الجميع مشتركون فى الإيمان الواحد، وقد طهرتهم جميعاً مياه المعمودية، إلا أنهم متباينون فى تقدمهم، بذلك يبقى كل منهم فى درجته ([52]).


[50] Charles Bigg: The Christian Platonists of Alexandria, Oxford 1913, p. 180 - 181. [].

[51] In Lev. Hom. 3: 3 (cf. G. W. Barkley – Frs. Of the Church). [].

[52] [] Jean Daniélou: From Shadows to Reality, Studies in the Biblical Typology of the Fathers, Newsman Press, 1960, p. 106.

هل نضطرب لوجود فاسدين فى الكنيسة؟

هل يمكن للمؤمن أن يعزل نفسه عن إخوته؟