لماذا يرفض البعض الإيمان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الإيمان, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا يرفض البعض الإيمان؟

فى لقاء مع أحد الإخوة وهو قائد لجماعة منكري وجود الله قال لي: كثيرون يدعوننا ملحدين. إننا نؤمن بوجود قوة خارقة للفكر البشري. لكننا نرفض الإيمان بالله للأسباب التالية:

أ - نرفض وجود كائن خفى يتحكم فى حياة البشر، ويطالبنا بما هو ليس في استطاعتنا، ويهددنا بعقوبات أبدية، هذا ما يصوره بعض المتدينون تحت اسم "الله". إنهم لا يبرزون فيه روح الحب. يتعثر البعض فى الإيمان بالله بسبب تشويه صورة أبوة الله، حتى بالنسبة للأطفال الصغار، حيث تقوم البعض فى الإيمان بالله بسبب تشويه صورة أبوة الله، حتى بالنسبة للأطفال الصغار، حيث تقوم الأسرة أو الكاهن أو الخادم بتقديمه كقاضِ حازم للغاية، كمن يلتقط الخطأ، يتجاهل ضعفاتنا. على النقيض، الوالدان أو القائد الذى يحمل روح الحب يجذب النفوس إلى الله الذى قيل عنه: "الله محبة".

ب - إننا لسنا فى حاجة إلى الإيمان بغيبيات غير ملموسة.

ج - من جهة سلوك المتدينين، إذ نرفض الارتباط بجماعة معينة، تضم أشخاصاً يستخفون بمن لا يقبل إيمانهم، يحاورونهم بروح المعجرفة.

أذكر فى عام 1971 دخلت فتاة الكنيسة فى لوس أنجيلوس فى منتصف الليل تقريباً وكان مجموعة من الشباب معاً. سألتها عن علاقتها بالله، فقالت لى: ومن هو الله؟ أجبتها: "إنه أبونا وأبوكِ" قالت: "ما معنى أنه أبونا؟" وإذ قلت لها مثل والدك، أجابت أنها لا تعرف أين يعيش هو أو والدتها، ولا تريد أن تعرف مسكنهما. لم تذق أبوة وأمومة والديها، ولا الحب الزيجى الذى بين والديها، فلم تستطع أن تتذوق حب الله، ولم يعد للإيمان به موضع فى قلبها.

سألتها عن حياتها فأجابت علانية وسط الحاضرين إننى أعيش مع صديقى boyfriend.

سألتها: هل تفكرين فى الزواج منه؟

أجابت: إنني أقضي معه فترة من اللهو والرقص والسكر، استبدله بعد عدة أشهر بآخر.

سألتها: هل أنتِ سعيدة؟ أجابت علناً: فى المظهر أعيش فى حياة تبدو مملوءة سعادة. وقد يحسبنى البعض أننى أسعد إنسانة على وجه الأرض. والحقيقة إننى بائسة للغاية، لأن حياة اللهو بكل مظاهرها لا تهبنى شبعاً داخلياً ولا سلاماً ولا أماناً ولا فرحاً حقيقياً.

هذا ما يجنيه البعض من أبنائنا وبناتنا، لأن الأسرة لا تحمل أيقونة السماء.

أروى قصة واقعية عاشها شاب بالإسكندرية فى عام 1972: كان هذا الشاب طالباً فى الثانوية العامة. أمسك بالإنجيل وألقاه على الأرض، وقال أمام الجميع: "إن كان يوجد الله فليرفع قدمى من الإنجيل، أخذه زملاؤه المسيحيين وذهبوا به إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك. بصق على أيقونتها، وقال لها: إن كانت العذراء مريم موجودة فلتمسح البصاق من الأيقونة.

طلب منى زملاؤه أن أفتقده. وبالفعل ذهبت ومعى شماس خادم. عندما فتح والده الباب ورآني صرخ: "انقذنى، سأموت بسبب ابنى الوحيد. اثبت له أن الله موجود". بهدوء طلبت منه أن يهدأ، وأنا سأتحدث معه. طلب الأب أن أبدأ المناقشة معه أمامه وأمام والدته. فأمسكت بيد الابن، وقلت للأب: سأجلس معه.

دخلت معه حجرته، وقلت له أنا سمعت عنك من زملائك، وقد جئت لا للنقاش معك، وإنما لأتحدث معك بروح المحبة لأجل سلامك الداخلى.

بعد حديث حول كلمات القديس أغسطينوس أن وراء كل إلحاد شهوة، قلت له: أنا أعلم أنك فى أعماقك تريد أن تلتقى مع الله، ولكن ما يحجبك عنه إما أنك تريد الزواج بفتاة غير مؤمنة، أو أنك تعانى من شهوات تظن أنك عاجز عن الخلاص منها، أو فى تشامخ تريد أن تبلغ إلى نجاح معين تحسبه أمراً مستحيلاً.

أجابنى: "لست أعانى من هذه الأمور، إنما ما دفعنى لإنكار وجود الله والدىّ، فأنا ابن وحيد، وأبى وأمى يخنقاننى بحبهم غير الحكيم، يريدان أن يحركاننى كقطعة شطرنج. إنني أردت أن أكون قائداً ويلتف حولي البعض ويحسبوننى بطلاً.".

أجبته: ولماذا لا ترجع إلى الله، فهو يحبك ومات من أجلك.

سأل: "هل يقبلنى الله وقد وضعت قدمى على الإنجيل، وبصقت على أيقونة العذراء مريم؟".

أجبته: "انهما يتطلعان إليك كطفلٍ تصرف فى غضبه، ويبسط الربّ يده لا ليعاتبك بل ليقبلك".

سأل ثانية: "متى أعترف؟".

أجبته: "أنت اعترفت، وإلهك يُسرّ برجوعك إليه!

سأل: "متى أعود إلى الكنيسة؟".

أجبته: "أنت فى حضن الكنيسة أمك الآن".

خرجنا من الحجرة، فسألنى والده الشيخ، "هل ستبدأ النقاش؟".

أجابه الشاب: "لو سمحت يا بابا، اتركنى أتفاهم مع أبينا.".

مرة أخرى منذ حوالي خمس سنوات جاءنى شاب تخرج فى الجامعة، وطلب منى أن يعترف. قال: "لقد قررت إعلان إلحادى على كل أصدقائى. وفى اللحظات الأخيرة سألت نفسي: إذا رأيت والدتى الدائمة التهليل مع المسيح، ماذا سأفعل؟ إن تهليل والدتى الدائم وفرحها بغير انقطاع ردنى إلى السيد المسيح، كى أكون معها فى يوم الربّ العظيم!".

كيف نكسب رافضى الإيمان؟

لماذا يُدعى الله ثيؤس؟