هل ترك السماء؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل ترك السماء؟

بعدما قدم لنا قانون الإيمان وحدانية الله كى لا نسقط فى تعدد الآلهة، بل نثق فى الله الواحد القدير ضابط الكل، قدم لنا أقنوم الآب بكونه أباً لابنه الوحيد الجنس منذ الأزل، واحد معه فى الجوهر، يهبنا البنوة له بالنعمة الإلهية، الآن يعلن لنا عن نزول الابن من أجلنا. قيل عنه: "سيأتى الله ظاهراً ولن يصمت" (مز49: 3LXX).

وكما يقول القديس كيرلس الكبير: [من عادة الأسفار المقدسة أن توضح ما يعلو على أفكارنا بكلمات مناسبة لنا. ولذلك قال الرب حينما كان يتحدث مع التلاميذ القديسين: "خرجتُ من عند الآب وقد أتيت إلى العالم، وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). وأيضاً: "أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق" (يو8: 23). وبالرغم من أنه كائن فى أعلى الأعالي، وهو بحسب الجوهر فوق الكل مع أبيه، إذ أنه متوجَّ معه بوحدة الطبيعة، فهو "لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبدٍ، صائراً فى شبه الناس، وإذ وُجد فى الهيئة كإنسانٍ وضع نفسه" (فى2: 6 - 8). لأن الكلمة هو الله أخذ جسدنا ومع ذلك بقى إلهاً... لم يأخذ جسداً بلا نفس كما ظن بعض الهراطقة، بل بالحري تُحييه نفس عاقلة... احتمل الولادة بحسب الجسد مع امرأة، وجاء فى شكلنا، وهذا هو معنى أنه تأنس... إنه رب القوة فى ضعف الجسد. وفى قياس (قامة) بشريته كان يملك ما هو فوق كل الخليقة خاصاً به. لأنه ما كان عليه قبل التجسد كان خاصاً به ولا يُمكن أن يُفقد، لأنه كان إلهاً، وهو الابن الحقيقى، والوحيد الجنس، والنور، والحياة، والقوة. أما ما لم يكن عليه، فإنه يُرى أنه قد أخده مضافاً من أجل التدبير (التجسد)... يقول يوحنا الحكيم: "الكلمة صار جسداً" (يو1: 14). وهو صار جسداً ليس لأنه تغير إلى طبيعة الجسد بانتقالٍ أو تحولٍ أو تغير، ولا لأنه تعرض لاختلاطٍ أو امتزاجٍ فى الجواهر كما يثرثر بعض الناس، لأن هذا مستحيل، إذ هو بالطبيعة غير متغير ولا متحول[33].].

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [عندما يقول إن المسيح "خرج" من عند الآب، لا تتخيل تغيراً فى المكان كما يحدث مع الناس. لا تُفهم "أنا أتيت" بلغة الحركة، وإنما بخصوص التجسد[34].].

ويقول القديس هيلارى أسقف بواتييه: [يقول من عند الله خرجت، مبلغاً أن طبيعته هى ذاتها كما هى التى أعطيت له بميلاده... "خرجت من عند الآب، واتيت إلى العالم" العبارة الأخيرة تشير إلى تجسده، والأولى إلى طبيعته[35].].


[33] رسالة 55: 20 - 21.

[34] In 1 Cor. Hom. 20.

[35] On the Trinity, 6 (31).

لماذا قيل إنه نزل من السماء لأجلنا؟

كيف نقول: "نزل من السماء"، وهو حاضر في كل مكان؟