ما هى فكرة الألف سنة عند بعض الطوائف المعاصرة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الأختلافات مع الطوائف, البروتستانت, الحكم الألفي, اللاهوت المقارن, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى فكرة الألف سنة عند بعض الطوائف المعاصرة؟

ظهرت هذه الفكرة عند بعض الطوائف، وجعلت منها عقيدة أساسية، وبدأت تضع لها مواعيد محددة لمجئ المسيح ليملك ألف سنة على العالم. وهنا نجد اختلافاً للفكرة فى الكتابات الأولى عما ورد فى كتابات بعض المحدثين.

أ. فى الكتابات الأولى جاءت عرضاً، وكان دافعها الرئيسى تأكيد أن اليهود غير المؤمنين بالرب يسوع قد انتزعت عنهم كل المواعيد، ويقول الشهيد يوستينوس: [إن كثيرون من المسيحيين المعتبرين لا يأخذون بهذا التعليم ولا يقرونه].

ب. إن بعض الطوائف البروتستانتية نادت بهذه الفكرة على هذه الأسس.

أولاً: يأتى السيد المسيح ليملك على قديسيه[52] قبل أن يأتى "إنسان الخطية" وتحلّ الضيقة ولا تلحق بهمن ثم يعود فيظهر مرة أخرى ليبيد ضد المسيح.

ثانياً: إن إسرائيل ستؤمن بالسيد المسيح ولكنها تبقى جسداً متميزاً عن الكنيسة[53]، وإن أورشليم تتسع وتتزين وتصير مركزاً للشعب اليهودى الذى يحكم العالم.

ثالثاً: إعادة بناء الهيكل وتقديم ذبائح حيوانية...

وإننى فى هذا المجال لا أود الدخول فى مناقشات لكننى أذكر ما ورد فى كتابات بعض إخوتى البروتستانت يردون على هذه الأفكار:

أ. يرى ايردمان[54] أن هذه المبادئ التى تقوم عليها فكرة المُلك الألفى المادى تتناقض مع بعضا البعض وتبتعد عن روح الكتاب المقدس.

ب. يرى سمرز[55] صاحب كتاب "مستحق هو الخروف" أنه لا يليق أن تُبنى أنظمة شاملة تخص الأمور الأخيرة واللاهوت وفلسفة التاريخ على ثلاث آيات (رؤ 20: 4 - 6) بتفسير حرفى غير مستقر.

ج. H. Monod[56] يرفض التفسير الحرفى للملك الألفى معللاً ذلك بالآتى (بتصرف):

أولاً: أن التفسير الروحى والرمزى يتفقان مع اتجاه الأنبياء عامة وخاصة فى سفر الرؤيا. فنجد فيها الكنيسة منارة والخدام كواكب فلا نقبلها بحرفيتها.

ثانياً: لاحظ أيضاص أن القديس يوحنا يتحدث فقط عن (نفوس) [4] تنتعش وتملك مع المسيح، أى لم يقل "نفوس وأجساد".

ثالثاً: أن التفسير الحرفى لا يتفق مع النصوص الأخرى الواردة فى الكتاب المقدس التى تتحدث عن القيامة العامة. فلم يحدثنا قط عن قيامة تحدث مرتين أو فى فترتين مختلفتين. إنما يظهر بوضوح من (إش 12: 2، يو 5: 28، 1 تس 4: 17، 16) أن قيامة الأموات – بالنسبة للأبرار والأشرار – يتبعها فوراً الدينونة والحياة الأبدية.

رابعاً: يستحيل أن نفهم كيف تهب العودة إلى الأرض سعادة للأبرار الذين ماتوا فى الإيمان وقد اجتمعوا فى الراحة التى لشعب الله؟! إن خطأ اليهود متمثل فى رغبتهم أن يملك المسيا مُلكاً زمنياً ويختلف الألفيّون عنهم فى ذلك.

خامساً: لو أخذنا بالتفسير الحرفىن ماذا يكون حال الذى يولدون أثناء الحكم الألفى حالياً بالموت (جسدياً) يخلص المؤمنون: إذ يموتون فى سلام تاركين التجارب والبؤس ليرحلوا إلى الرب، لكن هذا لا يحدث للمولودين فى المُلك الألفى. أكمل حديثه قائلاً: كيف يحمل الصليب مع الرب يسوع المولودون أثناء الملك الألفى، ما دام هو مُلك زمنى مادى فيه يزوجون ويتزوجون؟ وكيف يسيرون فى الطريق الضيق؟

سادساً: هذا النص هو العبارة الوحيدة فى الكتاب المقدس التى فيها يقال إن القيامة الأولى تكون قبل نهاية العالم، بينما عدد كثير من النبوات تتحدث عن القيامة دون أن تتحدث عن قيامة للأجساد بالصورة المادية الحرفية. أيهما أصح أن نفسر الكتاب كله وخاصة هذه النبوات على ضور هذا النص الغامض، أم نشرح النص الغامض على ضوء نبوات الكتاب الكثيرة الواضحة؟

وأخيراً يختتم حديثه معاتباً الألفيين الماديّين فيقول: "ليته يدرك ذلك العدد الضخم من النفوس فى كنيسة أنفسهم أن ذا الملكوت المسيحى هو هكذا سلطان وهكذا لطيف وعب ومجيد!".

ويخرج H. Monod بهذه النتيجة: [أن المسيح يسوع يستمر فى أن يملك بأن يُجلس إنجيله على العرش الذى فى داخل الإنسان الذى يقبل الإيمان المسيحى، عندئذ لا تكون الديانة المسيحية أداة للسياسة فى يد الحكومات بل تكون تعبيراً مخلصاً لطريقة الحياة].

4. يرفض J. Gible[57] فكرة الملك الألفى الزمنى، مُدحضاً فكرة قيامة الأجساد ليملكوا مُلكاً جسدياً منظوراً. كما يقول إن نفوس الشهداء حية وهى تمارس نوعاً من القيامة إذ يذوقون نوعاً من الراحة وحالة من السلطان والحيوية. وهم يمارسون نوعاً من الملكية مع الرب قدر الآلام والأتعاب التى احتملوها فى فترة جهادهم من أجل الرب. وأن قديسى الرب يسوع يملكوت معه بطريقة مجيدة غير مادية تفوق إدراكنا الحالى. وهو يُسمى الألفيّون بالماديّين والمتشكّكين. كما يطالبنا أن يكون لنا رجاء محدد فيه لينتفع بالملكوت السماوى... عالمين أن الصليب هو طريق الإكليل... لا أن نطلب أمور مادية.

وأخيراً يقول بأن عدم قبول المُلك الألفى الزمنى يبعث فى المؤمنين تعزية، يخلعون خيمتهم الأرضية. إنهم يعرفون أن نفوسهم لا تنام فى حالة من الظلمة بلا إحساس، بينما تكون أجسادهم فى التراب، بل يكون الموت بالنسبة لهم ربحاً.

هذه بعض آراء لقليل من إخوتنا البروتستانت، إذ يهاجمون فكرة الملك الألفى الزمنى بعنف.


[52] - ترى لورة ب. هيملتون فى كتابها "كشف المستقبل" أن الذين يملكوت مع المسيح أناس خاضعين له لكن منهم من يخضعون له بأجسادهم دون قلوبهم... فعندما يأتى ضد المسيح ينكشف الخاضعون الحقيقيون فى المرائين.

[53] - راجع تفسير ايردمان لسفر الرؤيا ص 156.

[54] - نفس المرجع السابق.

[55] - المنشورات المعمدانية.

[56] The Biblical Illustratir by Rev. Joseph S. Exell M. A.

[57] The Biblical Illustrator p. 275\6.

ماذا يعنى حلّ الشيطان فى آخر الأزمنة؟

ما هو تعليم الكتاب المقدس والتقليد المقدس بخصوص المُلك الألفى Chiliasm Millenarism؟