ما هو تعليم الكتاب المقدس والتقليد المقدس بخصوص المُلك الألفى Chiliasm Millenarism؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الأختلافات مع الطوائف, البروتستانت, الحكم الألفي, اللاهوت المقارن, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو تعليم الكتاب المقدس والتقليد المقدس بخصوص المُلك الألفى Chiliasm Millenarism؟

أولاً: موقف القديس جيروم. أشار فى تعليقه على إنجيل مت 19: 29 - 30 إلى التمييز بين حديث بعض الآباء عن المُلك الألفى وبين الذين سقطوا فى التعليم الخاطئ لهذا الفكر. لقد قال: [بالنسبة للآباء الأولين الذين قبلوا هذا التعليم لم يبدِ أى منهم أدنى إشارة إلى الاستمرا فى الإنجاب خلال الملك الألفى. وعلى العكس كرنتورس Cerintorus الهرطوقى أن فترة الألفية تكون فترة مسرات مادية حيث يستمر الإنسان فى الإنجاب[50]].

هنا يليق أن نتساءل: إن كانت الألفية هى لقاء مع السيد المسيح كملك ينقذ الأبرار من الضيقة العظيمة، تبقى أسئلة كثيرة تمس خلاصنا بالمسيح المصلوب القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات، من بينها الأسئلة التالية:

أ. إذ ال السيد المسيح لبيلاطس بنطس إن مملكة ليست من هذا العالم (يو 18: 36)، فهل يعود ويملك مع المؤمنين على الأرض؟

ب. بماذا يجيبون عن قول الرسول بولس: "إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه" (رو 8: 17)، فهؤلاء الذين لا يتألمون فى الألف سنة كيف يتمجدون مع الربّ أبدياً؟!

ج. إن كان السيد المسيح سيملك على الأرض ويحفظ مؤمنيه، فلماذا قال إنه من أجل المختارين سيقصر أيام ضد المسيح حتى لا يضلوا (مر 13: 20

أشار القديس جيروم أكثر من خمسين مرة خطأ هذا التعليم، خاصة فى تفسيره للأنبياء، وقام بمناقشته. فى مناقشته لهذا التعليم غالباً ما يربط بين اليهود المؤيدين لمملكة المسيا على الأرض وبين المنادين من المسيحيين لهذا التعليم.

ثانياً: القديس أغسطينوس. يرى فى كتابه "مدينة الله[51]" أن الفترة ما بين الخليقة ومجئ السيد المسيح حوالى 6000 سنة، ولما كانت الألف سنة عند الرب كيوم واحد (2 بط 3: 8)، فهذه الفترة تشير إلى ستة أيام الخليقة، ومن قيامة المسيح إلى القيامة العامة تُحسب اليوم السابع، أو يوم الرب. فالألف سنة هى فترة تذوق المؤمنين فى حياتهم الداخلية.

هكذا يرى القديس أغسطينوس أن حياة الأبرار على الأرض هى عربون الأبدية، إذ تتمتع نفوسهم بعذوبة القيامة. بهذا ينادى بأن الذين يرون فى الملك الألفى كمُلك على الأرض لا يقبلها أصحاب الفكر الروحى، بل أصحاب الفكر الجسدانى المادى.

التفسير الثانى للمُلك الألفى عند القديس أغسطينوس أن السيد المسيح وعد أن من يترك كل شئ يأخذ مئة ضعف (مت 19: 29). فإن كان ما يملكه يُرمز له برقم 10 فإن ما يتركه ينال مئة ضعف 10×100 فالمحصلة هى الألف.

بهذا يرى القديس أغسطينوس أن رقم 1000 يشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يعيشون فى عربون السماويات عبر كل الأجيال ينالون الوعد الإلهى، عبثاً يحاول الشيطان أن يتسلل إلى قلوبهم.

يرى القديس أغسطينوس أيضاً أن طرح إبليس وتقييده ألف سنة والختم عليه يشير أنه فى خلال هذا الزمن حيث يختبر المؤمنون عربون السماء لإبليس على أولاد الله المجاهدين أما الإغلاق عليه فى الهاوية والختم عليه فيشير إلى أنه فى خلال الألف سنة لا يستطيع أحد أن يعرف من الذين هم مع إبليس ومن هم مع المخلّص.

فإذا رأينا إنساناً ساقطاً لا نحكم عليه لأنه قد يقدم توبة صادقة، وأيضاص ق نظن فى إنسان أنه بار وتنتهى حياته بالسقوط فى الخطية. لكن الله يعلم الذين هم له (2 تى 2: 19).


[50] Jerome: Commentary on Matthew.

[51] - City of God, Book 17 - 22, Ch. 7, Catholic University of America Press, 1954, vol. 24,p. 264 - 269; sermon 259.

ما هى فكرة الألف سنة عند بعض الطوائف المعاصرة؟

ما هو موقف مدرسة الإسكندرية من هذا الفكر فى القرن الثانى؟