لماذا وضعت الكنيسة بند “خالق السماء والأرض”؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا وضعت الكنيسة بند "خالق السماء والأرض"؟

الله الكلي القدرة والكلي الصلاح خلق السماء والأرض وكل ما فيهما صالح. لم يكن الغنوصيون قادرين على إدراك أن كل ما خلقه الله صالح، فحسبوا أن الجسد والمادة والجنس والزواج وإنجاب الأطفال من صنع إله شرير أو إله أقل من الإله السامي، وأن الخلاص يتحقق بالهروب من العالم المادى بواسطة حكمة سرّية. هذا ما دفع الكنيسة أن تضع هذا البند فى قانون الإيمان لكي ما يتطلع المؤمنون إلى كل الخليقة أنها صالحة. وهذا ما أوضحه الإنجيلى بقوله: "به كان كل شئ" (يو1: 3). يتساءل الغنوصيون: لماذا توجد شرور كثيرة فى العالم؟ وتأتى إجابتهم: إنها من صنع إله شرير! هكذا يتطلع الغنوصيون إلى العالم أنه سجن شيطانى، وفى نظرهم كل العالم المادى شرّ بما فيه الجسد البشرى، ويسعون للخلاص منه.

عوض إدراك أن الشرّ مصدره الإرادة الشريرة غير المقدسة ينادون بتحطيم كل ما هو مادى لأنه شرير، عوض المناداة أن الظلمة هى نتاج غياب النور، والشرّ هو ثمر انحراف الإرداة وإساءة استخدام المادة فى الطريق المستقيم. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [إن اختار شخص أن يغلق عينيه فى موضع فسيح به نور النهار، فإن عجزه عن النظر ليس خطأ فى الشمس[22].].

لو أن إنساناً ضرب شخصا بمصباح منير، فليس المصباح ولا قوة يديه شراً، إنما الشر فى إرادة الشخص الذى أساء استخدام المصباح كما أساء قدرة يديه التى هى عطية من الله. وجود شرور كثيرة فى العالم ليس علتها الخالق الصالح إنما انحراف البشر وحاجتهم إلى الشفاء. هذا هو الفارق بين المسيحية والغنوصية. يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [رب قائل يعترض: إن كان جوهر اللاهوت لا يقع تحت الحواس، فلماذا نتحدث فى هذه الأمور؟ نعم، هو لأننى لا أستطيع أن أشرب النهر كله يكون هذا سبباً فى ألا أستقى منه باعتدال قدر ما يناسبنى؟! هل لأن عينى تعجزان عن استيعاب أشعة الشمس فى كمالها لا أنظر إليها قدر ما احتاج؟! وإذا دخلت حديقة عظيمة ولم أقدر أن آكل كل ثمارها هل تريد منى أن أخرج منها اجائعاً؟! إذن، لأسبح الله خالقنا وأمجده، إذ وُهبت لنا وصية إلهية تقول: "كل نسمة فلتسبح الرب" (مز150: 6). إننى أسعى الآن لأقوم بتمجيده دون أن أصفه، عالماً أنه بالرغم من عجزى عن القيام بتمجيده حسبما يستحق، لكن حتى هذا السعى هو من الأعمال التقوية. ويشجع الرب يسوع ضعفى بقوله: "الله لم يره أحد فى أى زمان (يو1: 18) [23]".].

البند الثالث: "نؤمن بربٍ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوى للآب فى الجوهر، الذى به كان كل شئ.


[22] Catechetical Oration, 7.

[23] مقال 6: 5.

لماذا نؤمن بربنا يسوع؟

لماذا نعتز بالله كخالق الكل؟