8- ما هى بركات اللسان المقدس وما هى خطورة اللسان الفاسد؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, خطايا اللسان, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

8 - ما هى بركات اللسان المقدس وما هى خطورة اللسان الفاسد؟

كثيراً ما حذَّرنا الكتاب المقدس من عدم ضبط اللسان، فيقول مُعَلِّمنا يعقوب الرسول: "إن كان أحد لا يَعْثُر فى الكلام، فذاك رجل كامل، قادر أن يُلْجِم كل الجسد أيضاً. هوذا الخيل تضع اللُجُم فى أفواهها لكى تطاوعنا فندير جسمها كله. هوذا السفن أيضاً وهى عظيمة بهذا المقدار وتسوقها رياح عاصفة تديرها دفة صغيرة جداً إلى حيثما شاء قصد المدير. هكذا اللسان أيضاً هو عضو صغير ويفتخر متعظماً. هوذا نار قليلة، أى وقود تحرق. فاللسان نار عَاّلمُ الإثم. هكذا جعل فى أعضائنا اللسان الذى يدنس الجسم كله ويُضْرِم دائرة الكون ويُضْرِم من جهنم" (يع3: 2 - 6). بكلمات قليلة يفقد الإنسان خلاصه، وبكلمات قليلة يتأهَّل المؤمن أن ينضم إلى خورُس السمائيين بنعمة الله، كما حدث مع الله اليمين.

يقول القديس أغسطينوس: [يستطيع الإنسان ترويض الوحوش المفترسة، أما لسانه فلا يقدر أن يُلجِمه!... يستطيع الإنسان تهذيب كل شيءٍ ما عدا ذاته، فما يقدر عليها! يقدر على تهذيب كل ما يخاف منه، أو يجدر به أن يخافه، أما ذاته التى لا يخافها فلا يقدر عليها! إذن لنلجأ إلى الله الذى يستطيع أن يُلجِمه. أنتم لا تقدرون على إقناع ألسنتكم لأنكم بشر... فلنطلب من الله لكى يُرَوّضنا قائلين له: "يا رب ملجأ كنت لنا". هل يستطيع (الإنسان) صورة الله أن يُرَوِّض الأسد، ويعجز الله عن ترويض صورته؟ إن رجاءنا يكمن فى هذا المُرَوِّض لنخضع له ملتمسين رحمته... لنحتمله حتى يُرَوِّضنا، فنصير كاملين، لأنه كثيراً ما يسمح لنا بتأديبات. فإن كنتم تستخدمون أسواطاً فى ترويض الحيوانات المفترسة، أمَا يستخدم الله ذلك ليحوِّلنا نحن وحوشه إلى أولاد له[20]؟].

ويُقَدِّم لنا القديس مار يعقوب السروجى نظرته الإيجابية للسان المقدس بالرب، وإدراكه لما للسان من سلطان وإمكانيات فائقة. لقد تفاعلت شخصيته فى الرب مع نظرته للسان، كل منهما يسند الآخر ويسمو به. هكذا يحدثنا عن عطية اللسان المقدس، موضحاً الآتى:

1 - باللسان المقدس يشارك المؤمن السمائيين تسابيحهم.

2 - صاحب اللسان المقدس هو ملك وصاحب سلطان، ليس لإبليس وقواته سلطان عليه.

3 - اللسان المقدس ينطق باسم الملكوت الداخلى، فيتمتع المؤمن بكل كيانه بعربون السماء وهو بعد فى هذا العالم.

4 - اللسان المقدس كنارة الروح القدس، فبه تترنم نفسه مع جسده.

5 - اللسان المقدس سرَّه حكمة الله الذى يُقَّدِّم للإنسان أن ينطلق من مجدٍ إلى مجدٍ بعمل الثالوث القدوس فى جسده كما فى قلبه وعقله ونفسه.

6 - اللسان المقدس أمّ ولود، به فلا تعرف النفس العقم والحرمان من الفضائل الروحية.

7 - اللسان المقدس بالرب ينعم بالكنز الإلهى، إذ يصير المؤمن سفيراً للرب.

8 - يعتز الله بكلمات اللسان المقدس، لأنه ينطق بالحق الإلهى.

9 - باللسان المقدس نختبر الحياة المقامة، إذ يتحدَّى الموت كل سلطانه، بشركته مع مخلصه القائم من الأموات.

10 - بالتسبيح الدائم يتصوَّر المسيح فينا، فتصير النفس عروس المسيح القدوس.

11 - بتقديس اللسان يتقدَّس الصوم، فلا يُستعبَد المؤمن لشهوات البطن والنهم.

يقول القديس مار يعقوب السروجى: [كان آدم مُمَجَّداً أكثر من التاج بجماله العظيم، ولم يوجد فى الخلائق جمال آخر ندّه... أتقن المخ بيت العقل ليكون هناك، ويسكن فى الطابق العلوى مثل الإله. وصنع له حَنَكاً ليفحص الأطعمة، ووضع فيه طعماً ليُمَيِّزَ الحلو عن المر... فى صدره القلب المجتمعة فيه كل الإفكار، ليُوَزِّع كل الكنوز كما من خزينةٍ عظمى. فى فمه الكلمة، وفى شفتيه تمييز الأصوات... [21]].


[20] - عظات على فصول منتخبة من العهد الجديد.

[21] - الميمر 8 على رجوع آدم، قبطى، الميمر 72 على خلقة آدم وحياة الموتى (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سونى).

9- العبادة ومخافة الرب - كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء - القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

7- الميطانيات والسجود Metanoias and Prostrations - كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء - القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى