لماذا لا يرهب المؤمنون الموت؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا لا يرهب المؤمنون الموت؟

المسيحى الحقيقى كعضو حىّ مرتبط بالرأس يسوع المسيح، يقبل سمات المسيح المصلوب الذى قبل الموت بإرادته، فيعشق الألم ويبحث عنه ويشتهيه حتى الموت، لا لأجل الألم فى ذاته، ولا هروباً من العالم، بل لأنه علامة شركة الحب الحقيقى والوحدة بين العريس المتألم المصلوب وعروسه.

هكذا انطلق الصليب بالألم كما بالموت بالنسبة للمؤمن الحقيقى من كونه علامة الخطية ودلالة حجب الإنسان وحرمانه من الله مصدر السعادة ليصير علامة حب وشركة. فيقول الرسول بولس: "حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع" (2 كو 4: 10). ويؤكد أنها آلام المسيح: "لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً" (2 كو 1: 5).

إن كنا لا ننكر أن المسيحى من أجل آلام الفراق يحزن، لكن فى حدود، وإلى حين، فإن كثيرين من الوثنيين قبلوا الإيمان بالسيد المسيح عندما رأوا كيف واجه المسيحيون الموت بشجاعة وبشاشة. حتى فى فترات السلام كان أحد العوامل التى جذبت الوثنيين نحو الإيمان طقوس جنازات المسيحيين وما حملوه من أحاسيس السلام والرجاء فى الأبدية[12]. يقول البابا أثناسيوس الرسولى:

[إذ بسط يديه على الصليب طرح رئيس سلطان الهواء الذى يعمل فى أبناء المعصية (أف 2: 2)، مهيئاً لنا طريق السموات].

[حين رُفع جسده إلى العُلا، ظهرت الأمور التى فى السماء[13]].

[بعد قيامة مخلصنا الجسدية، لم يعد يوجد سبب للخوف من الموت.

الذين يؤمنون بالمسيح يطأون على الموت كأنه لا شئ، مفضلين أن يموتوا بالأحرى عن أن ينكروا الإيمان بالمسيح. فإنهم مقتنعون أن الموت لا يعنى دماراً بل حياة، خلال القيامة يصيرون غير قابلين للدمار... الدليل الواضح على هذا هو أنه قبل الإيمان بالمسيح كان الناس يتطلعون إلى الموت كموضوع مرعب، كشئ يجعلهم جبناء. وما أن قبلوا الإيمان وتعليم المسيح، صاروا على العكس يحسبون الموت أمراً صغيراً يدوسون عليه، ويجعلهم شهوداً للقيامة التى حققها المخلص ضد الموت[14]].


[12] Boniface Ramsey: Beginning to Read the Fathers, p. 218.

[13] Ep. To Adelphius, De Incarn 25.

[14] De incarnation Verbi, 27.

بماذا يليق بنا أن نفكر فى لحظات خروجنا من العالم؟

لماذا كان الوثنيون ينكلون بجثث الشهداء؟