كيف بدأت القوانين الكنسية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف بدأت القوانين الكنسية؟

نزل كلمة الله الأزلى إلينا متجسداً لكى يقيم منا كنيسة متحدة به، تحيا فيه، وتحمل صورته. وهكذا إذ وهبنا العضوية فى جسده الأقدس، أى فى الكنيسة المتحدة به، ندخل حياته ونمارس سلوكه السماوى، ونكتشف ملكوته داخلنا. لقد صبغ كنيسته بصبغة سماوية، ودخل بها إلى "الحياة الفائقة الطبيعة" خلال اتحادها به، لا كحياة خيالية تسجلها الكتب أو يعظ بها خدام الله، لكنها "خبرة واقعية فى المسيح" الذى جاء إلينا فى واقعنا الأرضى. فإن كانت الحياة المسيحية هى حياة شبه سماوية لكنها تُمارس على الأرض، إذ لم يدخل بنا الله إليها كمن هو منعزل فى السماء، بل نزل الكلمة الإلهى واتحد بناسوتنا، وعاش على الأرض، وخضع لقوانينها ومارس طقوس العبادة فيها وهو الأبدى المعبود! لقد أعطانا عربون الأبدية خلال واقع الزمن، فنجلس فى السماويات ونحن بعد على الأرض.

هكذا عاشت الكنيسة فى عصر الرسل كما فى عصر الآباء الأولين، تسلك بروح سماوى واقعى، تحمل سمة الإسخاتولوجية (الأخروية) والواقعية فى نفس الوقت. تعلن فى غير توقف حنينها نحو اللقاء الأبدى مع الرب وجهاً لوجه فى الفردوس دون تجاهل للحياة الزمنية المقدسة فى المسيح يسوع.

انعكس هذا كله فى حياة الكنيسة، فى عبادتها وكرازتها وسلوكها، إذ كانت تود أن تدخل بالعالم كله إلى "الأبدية". تنطلق بكل نفس إلى ما وراء الزمن وتفتح كل بصيرة لمعاينة ملكوت الله الذى لا يُعبَر عنه بلغة ولا تحده قوانين ولا يخضع لنظم بشرية. لكنها فى نفس الوقت لا تتجاهل واقعنا كأناس نحمل جسداً ونسلك على وجه الأرض. قدمت لنا الكنيسة إيمانها فى عبارات وقوانين لكى تدخل بنا إلى ما وراء العبارات والقوانين. من أجل هذا يليق بنا أن ندرس معاً، تحت قيادة الروح القدس، قوانين الرسل كما سجلتها لنا الكنيسة الأولى: كيف بدأت؟ وكيف تطورت؟ وما هى غايتها؟

ما هو قانون الإيمان للرسل Symbolum Apostolicum؟

هل الإيمان بالعقائد الإلهية يتنافى مع النمو فى المعرفة؟