ماذا قال الفيلسوف أثيناغوراس عميد مدرسة الإسكندرية عن قيامة الموتى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا قال الفيلسوف أثيناغوراس عميد مدرسة الإسكندرية عن قيامة الموتى؟

يعتبر أول محاولة يقوم بها كاتب مسيحى للفلاسفة الوثنيين ليؤكد عقيدة القيامة ببراهين فلسفية وليس بدلائل من الكتاب المقدس وحده... ويعتبرمن أفضل ما كُتب فى هذا الشأن فى الكتابات المسيحية الأولى[7]. وبالرغم مما يشوبه من بعض العيوب، لكنه يكشف عن عمق فى الإدراك ومهارة فى التفكير[8].

يحوى هذا المقال 25 فصلاً، ينقسم إلى جزئين رئيسيين:

الجزء الأول يمثل الجانب السلبى، ألا وهو الرد على اعتراضات الفلاسفة ضد قيامة الأجساد (فصل1 - 10).

والجزء الثانى يمثل الجانب الإيجابى ألا وهو تقديم البراهين على حقيقة القيامة (فصل11 - 25).

هذا ويمكن القول بأن الجزء الأول يعرض وموضوع "الله والقيامة"، أما الجزء الثانى فيعرض "الإنسان والقيامة".

فى الجزء الأول أوضح أن اعتراضات الفلاسفة على القيامة إما بسبب نقص معرفة الله أو قدرته أو مشيئته فى القيامة. فمن جهة المعرفة فإن الله الذى يخلق الأجساد يعرف أن يقيمها. ومن جهة القدرة فإنه إذ يقدر أن يخلق من العدم ألا يقدر أن يعيد تكوينها حتى إن تحللت أو تناثرت أو اندمجت عناصرها فى الأرض أو فى الحيوان أو فى الإنسان. أما من جهة المشيئة، فهل الله لا يشاء القيامة خوفاً من أن يلحق بالقائم من الأموات ظلماً، أو لأن فى القيامة ما يشين الله. والحق أن القائم من الأموات لا يلحقه ظلم ولا تشين القيامة الله فى شئ، فهو يشاء القيامة.

وفى الجزء الثانى يعطى دلائل على القيامة خلال علاقتها بالإنسان:

أ. القيامة ضرورية للإنسان الذى خلقه الله كائناً عاقلاً ليعيش إلى الأبد (11 - 13).

ب. يتكون الإنسان من الجسد والنفس، هذه الوحدة يحطمها الموت لتعيدها القيامة من جديد فيحيا إلى الأبد (14 - 17).

ج. ينبغى أن يشترك الجسد مع النفس فى المكافأة فى العالم الآتى كما اشتركا معاً فى الجهاد والتصرفات هنا (18 - 23).

د. خُلق الإنسان من أجل السعادة الأبدية التى لا تتحقق بوجوده هنا على الأرض، وإنما فى الحياة الأخرى (24 - 25).

وقد دافع أوكتافيوس عن المسيحية، قائلاً بأنه أسهل على الله أن يقيم الأجساد من الموت عما سبق ففعله إذ خلقها من العدم، كما أوضح أن الطبيعة نفسها تؤكد القيامة.

[لاحظ كيف أن كل الطبيعة مشغولة فى تأكيد القيامة المقبلة، وتهبنا راحة. الشمس تغطس ثم تعود فتُولد، والكواكب تختفى ثم تعود، الزهور تموت ثم تعود فتحيا من جديد. البراعم تبزغ بين الأوراق بعد موتها. البذور لا تبزغ ما لم تُدفن.

الجسد فى هذا العالم يشبه الأشجار فى الشتاء، الذى يخفى اخضرارها تحت خداع العقم.

لماذا لا تصبر على الجسد لكى يأتى إلى الحياة ويعود ما دمت لا تزال فى الشتاء المرّ؟

يليق بنا أن ننتظر حتى يحلّ ربيع الجسد[9]].


[7] Altaner: Patrology, P. 130.

[8] Rev. B. Schmid: Manual of Patrology, 1903, P. 97.

[9] Octavius of Minucius Felix, 34.

لماذا كان الوثنيون ينكلون بجثث الشهداء؟

ما هو موقف الوثنيين من الإيمان بالقيامة؟