الإصحاح الثاني – سفر طوبيا – القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثاني

الآيات (1 - 22): -.

"1 وكان بعد ذلك في يوم عيد الرب أن صنعت مأدبة عظيمة في بيت طوبيا. 2 فقال لابنه هلم فادع بعضاً من سبطنا من المتقين لله ليأكلوا معنا.

3 فانطلق ثم عاد فأخبره أن واحداً من بني إسرائيل مذبوح ملقى في السوق فلما سمع طوبيا نهض من موضعه مسرعاً وترك العشاء وبلغ الجثة وهو صائم. 4 فرفعها وحملها إلى بيته سراً ليدفنها بالتحفظ بعد مغيب الشمس. 5 وبعد أن خبأ الجثة أكل الطعام باكياً مرتعداً. 6 فذكر الكلام الذي تكلم به الرب على لسان عاموس النبي أيام أعيادكم تتحول إلى عويل ونحيب. 7 ولما غربت الشمس ذهب ودفنها. 8 وكان جميع ذوي قرابته يلومونه قائلين لأجل هذا أمر بقتلك وما كدت تنجو من قضاء الموت حتى عدت تدفن الموتى. 9 وأما طوبيا فإذ كان خوفه من الله اعظم من خوفه من الملك كان لا يزال يخطف جثث القتلى ويخبأها في بيته فيدفنها عند انتصاف الليل.

10 واتفق في بعض الأيام وقد تعب من دفن الموتى انه وافى بيته فرمى بنفسه إلى جانب الحائط ونام. 11 فوقع ذرق من عش خطاف في عينيه وهو سخن فعمي.

12 وإنما إذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كأيوب الصديق. 13 فانه إذ كان لم ينفك عن تقوى الله منذ صغره وحافظاً لوصاياه لم يكن يتذمر على الله لما ناله من بلوى العمى. 14 ولكنه ثبت في خوف الله شاكرا له طول أيام حياته. 15 وكما كان القديس أيوب يعيره الملوك كان أنسباء هذا وذووه يسخرون من عيشته قائلين. 16 أين رجاؤك الذي لأجله كنت تبذل الصدقات وتدفن الموتى.

17 فيزجرهم طوبيا قائلاً لا تتكلموا كذا. 18 فإنما نحن بنو القديسين وإنما ننتظر تلك الحياة التي يهبها الله للذين لا يصرفون إيمانهم عنه أبداً. 19 وكانت حنة امرأته تذهب كل يوم إلى الحاكة وتأتى من تعب يديها بما يتأتى لها تحصيله من الميرة. 20 واتفق أنها أخذت جدياً وحملته إلى البيت. 21 فلما سمع بعلها صوت ثغاء الجدي قال انظروا لعله يكون مسروقاً فردوه على أربابه إذ لا يحل لنا أن نأكل ولا نلمس شيئاً مسروقاً.

22 فأجابته امرأته وهي مغضبة قد وضح بطلان رجائك وصدقاتك الآن قد عرفت وبهذا الكلام ومثله كانت تعيره. ".

الأعداد 1-14

الآيات (1 - 4):

نرى عظمة طوبيا في الآتي:

  1. ما إن سمع أن هناك جثة ترك الأكل والوليمة وضيوفه وذهب ليحمل الجثة.
  2. إحتفظ بالجثة في بيته.
  3. يعرض نفسه لعقوبة من الملك.
  4. كل هذا لأنه متمسك بالناموس. أيضاً لتمسكه بالناموس عمل الوليمة ليحتفل بيوم عيد الرب ويظهر أن الإبن طوبيا كان باراً كأبيه فذهب بسرعة ليخبر أبيه بوجود الجثة، فالأب قدوة لأبنائه.

الآيات (5 - 6):

في تقواه لم يلم الله على تركه لشعبه اليهودي ينكل بهم الملك، بل أرجع هذا لخطية الشعب وتذكر نبوة عاموس (عا10: 8).

آية (11):

ذرق = براز.

آية (14):

سماح الله بتجربة هذا البار كانت ليَكْمُل كما قلنا في المقدمة. وهنا نرى كيف نستفيد من التجربة التي يسمح بها الله = لكنه ثبت في خوف الله شاكراً له طول أيام حياته. وهذا نفس ما قاله بولس الرسول (كو7: 2).

الأعداد 15-18

الآيات (15 - 18):

من ضمن محاربات إبليس أن يستخدم أصدقائنا وأقاربنا (غير الثابتين في الله أو غير الفاهمين) للتشكيك في محبة الله (مثل زوجة أيوب). لكن طوبيا كان له عينان خارجيتان مقفولتان وعينان داخليتان يرى بهما الرب فلا يتشكك فيه.

الأعداد 19-22

الآيات (19 - 22):

امرأته لأجل الإحتياج للمال إشتغلت في الحياكة (الخياطة) في مشغل = الحاكة. وربما إشترت هي الخروف أو أخذته كهدية.

No items found

الإصحاح الثالث - سفر طوبيا - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الأول - سفر طوبيا - القس أنطونيوس فكري

تفاسير سفر طوبيا الأصحاح 2
تفاسير سفر طوبيا الأصحاح 2