الأصحاح الرابع – تفسير الرسالة إلى فيلبي – مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

الفضائل والثبات والعطاء.

(1) الثبات والتفاهم (ع1 - 3).

(2) دعوة للفضائل والسلوك المسيحي (ع4 - 9).

(3) شكرهم على عطاياهم ومكافأتهم (ع10 - 20).

(4) تحيات ختامية (ع21 - 23).

(1) الثبات والتفاهم (ع1 - 3):

1 إِذًا يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِى وَإِكْلِيلِى، اثْبُتُوا هَكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.

2 أَطْلُبُ إِلَى أَفُودِيَةَ وَأَطْلُبُ إِلَى سِنْتِيخِى، أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْرًا وَاحِدًا فِي الرَّبِّ. 3 نَعَمْ، أَسْأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، يَا شَرِيكِى الْمُخْلِصَ، سَاعِدْ هَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ جَاهَدَتَا مَعِى فِي الإِنْجِيلِ، مَعَ أَكْلِيمَنْدُسَ أَيْضًا وَبَاقِى الْعَامِلِينَ مَعِى، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ.

العدد 1

ع1:

لذلك يا من أحبهم وأشتاق إليهم، يا من أنتم علة فرحى وسبب نوالى التاج الذي سيكللنى به الرب في المجد الأبدي، أطلب إليكم أن تتمسكوا بإيمان المسيح ووصاياه.

العدد 2

ع2:

يطلب الرسول إلى خادمتين بفيلبي وهما "أفودية وسنتيخى" أن ينهيا ما بينهما من خلافات ليتفقا على فكر واحد وهو فكر المسيح.

العدد 3

ع3:

شريكى المخلص: يظن أنه لوقا الذي كان مصاحبا له (أع 16: 10 - 17)، أو أبفرودتس كاتب هذه الرسالة (ع23) أو أحد تلاميذ بولس المساعدين له في خدمة كنيسة فيلبي.

† تنازل عن رأيك حتى لو كان صحيحا من أجل المحافظة على سلام الخدمة، لأن الإنزعاج سيعثر كثيرين ويجعلك مضطربا. واهتم أن تصالح المختلفين معا لإزالة كل توتر؛ فبهذا تكون ابنا لله وصانع سلام.

(2) دعوة للفضائل والسلوك المسيحي (ع4 - 9):

4 اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا. 5 لِيكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ. 6 لاَ تَهْتَمُّوا بِشَىْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَىْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. 7 وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

8 أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِى هَذِهِ افْتَكِرُوا. 9 وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِىَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.

العدد 4

ع4:

يدعو الرسول إلى الفرح الدائم ويكرر دعوته بالفرح ليؤكد وجوب ذلك، فلا شيء في العالم يستطيع أن ينزع مشاعر الفرح من المؤمنين مهما كانت الظروف أو المتاعب أو الضيقات حولهم، لأن مصدر الفرح هو الله الساكن في القلب ولكن يراعى أن يكون الفرح في المسيح ويرضى عنه وليس بأسلوب العالم.

العدد 5

ع5:

يوصيهم الرسول أن يتحلوا بالصبر ويبتعدوا عن الغضب، مما يعني الدعوة إلى حياة التسليم والاحتمال، وأن يظهروا هذه الفضيلة للناس ليس من قبيل التظاهر أو التفاخر ولكن ليرى الناس ما في المسيحية من فضائل. فحياتنا قصيرة على الأرض، ونحن نتوقع دائما قرب مجيء الرب لذلك نتنازل بسهولة عن كثير من حقوقنا المادية ونصبر على المسيئين، إذ أن عيوننا متعلقة بالملكوت ومجئ المسيح الثاني.

العدد 6

ع6:

يطلب منهم أيضًا أن يطرحوا عنهم هموم الحياة وكل قلق، ولا يضطربوا ويرتبكوا أمام التجارب، بل يتمسكوا بالصلاة فهي الطريق الوحيد إلى الراحة الحقيقية وعلاج أكيد للقلق، وليرفعوا بالدعاء احتياجاتهم الشخصية ولتكن مشفوعة دائما بالشكر.

العدد 7

ع7:

يتمنى الرسول لهم سلام الله القادر أن يحفظ قلوبهم ويوجّه كل فكرهم نحو المسيح الذي يقويهم، لأنه مهما بلغ الإنسان من حكمة بشرية فلن يستطيع أن يبلغ مثل هذا السلام الإلهي الذي يفوق مستوى العقل البشرى.

† تستطيع أن تتمتع بالسلام والفرح مطلب كل البشر إن كانت علاقتك قوية بالله وبالتحديد إن كنت مهتما بالصلاة، ليس فقط في أوقاتها المحددة بمخدعك وفي الكنيسة، ولكن طوال اليوم. وإن قابلتك إساءات من الآخرين ومشاكل الحياة، ضعها أمام الله في الصلاة واثقا من رعايته وتدبيره واستمر أنت بالتلذذ في الحديث معه.

العدد 8

ع8:

جليل: عظيم ووقور.

طاهر: نقى من الشر.

خلاصة الأمر يطلب منهم أن يمارسوا هذا السلوك اليومى في حياتهم المسيحية، متمسكين بالحق أي حقانيين فيما هو للغير كما هو فيما لهم. ولتنشغل أفكارهم بكل ما هو حق في نظر الله وكل ما هو نبيل وعظيم القدر. وأن يتّبعوا العدل في جميع علاقاتهم مع الله والناس، مع الله بحفظ حقوقه ومع الناس بعدم ظلم أحد. وأن يحافظوا على طهارة الفكر ويسعوا إليها بكل قلوبهم ويعملوا ما يسر الله والناس. وليكن لهم سمعة طيبة وسيرتهم حسنة لدى الجميع، ويسعوا نحو اكتساب الفضائل ويقوموا بكل عمل يستوجب المدح.

العدد 9

ع9:

يتمنى منهم أيضًا أن يسلكوا بكل ما تعلموه وسمعوه منه عن حياة القداسة ورأوه يفعله أيضًا. وإله السلام الذي يمنحه لهم يكون معهم ويعينهم في جهادهم الروحي لاقتناء هذه الفضائل.

←.

(3) شكرهم على عطاياهم ومكافأتهم (ع10 - 20):

10 ثُمَّ إِنِّى فَرِحْتُ بِالرَّبِّ جِدًّا، لأَنَّكُمُ الآنَ قَدْ أَزْهَرَ أَيْضًا مَرَّةً اعْتِنَاؤُكُمْ بِى، الَّذِي كُنْتُمْ تَعْتَنُونَهُ، وَلَكِنْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ فُرْصَةٌ. 11 لَيْسَ أَنِّى أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّى قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. 12 أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ، وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَىْءٍ، وَفِى جَمِيعِ الأَشْيَاءِ، قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. 13 أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَىْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِى. 14 غَيْرَ أَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ حَسَنًا إِذِ اشْتَرَكْتُمْ فِي ضِيقَتِى. 15 وَأَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ أَيُّهَا الْفِيلِبِّيُّونَ أَنَّهُ فِي بَدَاءَةِ الإِنْجِيلِ، لَمَّا خَرَجْتُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ، لَمْ تُشَارِكْنِى كَنِيسَةٌ وَاحِدَةٌ، فِي حِسَابِ الْعَطَاءِ وَالأَخْذِ، إِلاَّ أَنْتُمْ وَحْدَكُمْ. 16 فَإِنَّكُمْ، فِي تَسَالُونِيكِى أَيْضًا، أَرْسَلْتُمْ إِلَى مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ لِحَاجَتِى. 17 لَيْسَ أَنِّى أَطْلُبُ الْعَطِيَّةَ، بَلْ أَطْلُبُ الثَّمَرَ الْمُتَكَاثِرَ لِحِسَابِكُمْ. 18 وَلَكِنِّى قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَىْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ. قَدِ امْتَلأْتُ، إِذْ قَبِلْتُ مِنْ أَبَفْرُودِتُسَ الأَشْيَاءَ الَّتِي مِنْ عِنْدِكُمْ، نَسِيمَ رَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، ذَبِيحَةً مَقْبُولَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ. 19 فَيَمْلأُ إِلَهِى كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 20 وَلِلَّهِ وَأَبِينَا الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدَّاهِرِينَ، آمِينَ.

العدد 10

ع10:

يعبر الرسول عن فرحه وشكره للرب ولهم، إذ يشبه عملهم من أجله بإزهار الشجرة مرة ثانية وإخراجها ورق جديد. لأنه لم تتمكن كنيسة فيلبي من إرسال معونات مادية له مدة طويلة لصعوبة السفر في الطرق، ثم سمح الرب لهم أن يعتنوا به مرة ثانية بعد انتظارهم فرصة لذلك فترة طويلة.

العدد 11

ع11:

ما قاله لهم عن فرحه ليس للمعونة المادية في حد ذاتها بقدر ما هو لمحبتهم التي ظهرت في عطاياهم. فإذ قد صار مسيحيا تعلم كيف يحيا حياة القناعة والرضى والإكتفاء بما عنده.

العدد 12

ع12:

يعرف أن يعيش بالقليل ويكتفى به بل ويستبقى منه أيضًا. ففى كل الظروف التي واجهها يكون دائما في رضى بالرب، سواء في الجوع أو الشبع، في حالة زيادة الخيرات المادية أو نقصانها، والسر في ذلك هو المسيح الحال فيه.

العدد 13

ع13:

فمن المسيح يستمد القوة والقدرة على مجابهة كل الظروف وتخطى كل الصعوبات.

العدد 14

ع14:

يقدر بولس الرسول تعب محبة أهل فيلبي ويشكرهم على كل ما عملوه وقدموه من عطايا لأجله، إذ أحس بمشاركتهم له في ضيقته خلال فترة سجنه.

العدد 15

ع15:

بعد أن بشر ق. بولس أهل فيلبي وترك ولايتهم مكدونية لم تشاركه كنيسة واحدة في تقديم العطايا كما فعلوا هم. وهو هنا يعظم عطاءهم فيعتبرهم شركاءه في خدمته.

العدد 16

ع16:

لا ينسى ق. بولس إرسالهم أكثر من مرة لمساعدته في توفير احتياجات الخدمة وذلك عندما كان في تسالونيكي.

العدد 17

ع17:

كل ما يقدمونه من محبة صادقة يضاف إلى حسابهم في الملكوت. فلا يريد بولس أن يظنوا أنه مهتم في طلب العطية، بل يطلب من الله أن يكافئهم بالثمر الوافر هنا وفي الأبدية.

العدد 18

ع18:

تقدماتهم قد سدت كل احتياجاته بل فاضت عن الحاجة، وقد قبل من أبفرودتس عطاياهم التي هي عند الرب ذبائح محبة مقبولة ذات رائحة طيبة، كما قيل عن ذبائح العهد القديم التي كانت للرضى والمسرة (لا 1: 9، 13).

العدد 19

ع19:

لذلك يطلب من الرب أن يوفر كل احتياجاتهم وفق ما له من غنى غير محدود وبفضل استحقاقات يسوع المسيح الذي فيه تصير تقدماتهم لرضى الآب وسروره، فيكافئهم في هذا الدهر وفي الدهر الآتي.

العدد 20

ع20:

في ختام الرسالة يعطى المجد لله أبينا إلى الأبد.

† كم هو عظيم تقدير بولس لعطايا أهل فيلبي. فليتك تظهر تقديرك لما يعمله الآخرون نحوك وكذلك لكل شيء صالح فيهم، فكلمات التشجيع يحتاجها جميع الناس كبار وصغار، خاصة إذا كنت ستضطر أن تلوم أحد فلابد أن تبدأ كلامك له بالتشجيع والمدح.

(4) تحيات ختامية (ع21 - 23):

21 سَلِّمُوا عَلَى كُلِّ قِدِّيسٍ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ مَعِى. 22 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ. 23 نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ، آمِينَ.

كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّى مِنْ رُومِيَةَ عَلَى يَدِ أَبَفْرُودِتُسَ.

العدد 21

ع21:

يختتم الرسول رسالته مقدما تحياته لكل مؤمن في كنيسة فيلبي، ويرسل تحيات رفقائه في الخدمة ومساعديه في الكرازة برومية، إلى أهل فيلبي.

العدد 22

ع22:

يرسل كذلك تحيات جميع أعضاء الكنيسة في روما وأفراد الحرس الإمبراطورى في بيت قيصر، الذين قادهم الرسول إلى معرفة المسيح.

العدد 23

ع23:

بدأ الرسول رسالته بالنعمة وينهيها أيضًا بطلب النعمة لأجلهم، النعمة التي هي عمل الله مع النفس البشرية.

والعبارة الأخيرة في الرسالة كتبت لتوضيح مكان كتابة الرسالة والشخص الذي أُرسِلَت بواسطته.

† ما أجمل الشركة بين أعضاء الكنيسة في تبادل التحيات والحب وتمنيات الخير. فليتنا نهتم بالشركة والمودة داخل أسرتنا ومع أقاربنا وفي الكنيسة، فهذا يعطى راحة وشبع للنفس وكذلك علاقات طيبة مع الآخرين.

No items found

الأصحاح الثالث - تفسير الرسالة إلى فيلبي - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير الرسالة إلى فيلبي الأصحاح 4
تفاسير الرسالة إلى فيلبي الأصحاح 4