الإصحاح الرابع – سفر يهوديت – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر يهوديت – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

استعداد اليهود لمحاربة الأشوريين.

الأعداد 1-2

ع1:

فرائص: جمع فريصة وهي العضلة الصدرية للإنسان وترتعش عند خوفه.

عندما سمع اليهود الساكنون في المملكة الجنوبية، أي أرض يهوذا، التي عاصمتها أورشليم، حيث يوجد هيكل الله العظيم، وعرفوا أخبار جيش أليفانا واكتساحه لكل المدن التي اجتاز بها، وتدميره لآلهتها، خافوا أن يهجم على هيكل أورشليم ويدمره، وخافوا أيضًا على أنفسهم. وهذا هو شعور الإنسان البشرى العادي من هول الأخبار المفزعة.

من الجميل أنهم خافوا على هيكل الله، فهذا يظهر محبتهم وتعلقهم بسكنى الله في وسطهم وارتباطهم به، وإن كان خوفهم هذا يظهر ضعف إيمانهم، لأن الله قادر أن يدافع عن هيكله إن تمسكوا هم به.

العدد 3

ع3:

السامرة: منطقة السامرة تمتد من اليهودية جنوبًا إلى الجليل شمالًا ومن نهر الأردن شرقًا إلى قرب البحر الأبيض المتوسط غربًا. وتقع في هذه المنطقة مدينة السامرة، التي كانت عاصمة المملكة الشمالية لليهود حتى أيام هجوم الأشوريين الذي نحن بصدده وهذه المدينة تقع شمال غرب شكيم على بعد خمسة أميال ونصف.

أريحا: مدينة عظيمة تبعد خمسة أميال غرب نهر الأردن وسبعة عشر ميلًا شمال شرق أورشليم وهي أول مدينة استولى عليها يشوع عند دخوله أرض كنعان بعد دخوله الأردن.

كان ألياقيم رئيس الكهنة المقيم بأورشليم (ع5) يعتبر في هذا الوقت الرئيس المدنى؛ لأن الملك منسى كان مسجونًا في بابل لفترة صغيرة. وألياقيم هو يواقيم الذي أرسل رسائل إلى كل منطقة السامرة حتى أريحا جنوبًا عندما شعر باقتراب جيش الأشوريين ليستعدوا للحرب ويضعوا حراسًا على قمم الجبال؛ ليراقبوا الجيوش الآتية عن بعد؛ لأن الذي على قمة الجبل يستطيع أن يضرب بسهولة من يقترب من سفح الجبل بالسهام.

العدد 4

ع4:

استكمالًا لاستعدادات الحرب اهتم بنو إسرائيل بعمل أسوار للقرى التي ليس لها أسوار، لأن المدن وبعض القرى كانت لها أسوار قوية. واهتموا أيضًا بجمع محصول القمح وغيره من الحبوب، مثل الشعير وخزنوها في المدن؛ حتى إذا حوصرت أية مدينة يكون داخلها طعام يكفى الشعب لمدة طويلة.

الأعداد 5-6

ع5 - 6:

:

يزرعيل: سهل، أو وادي كبير مثلث الشكل قاعدته عند نهر الأردن ويمتد طرفه إلى قرب البحر الأبيض المتوسط ويقع شمال السامرة وجنوب الجليل.

الصحراء الكبيرة: غالبًا هي صحراء شبه الجزيرة العربية، أي السعودية حاليًا والتي تقع شرق نهر الأردن.

دوتان: منطقة تقع شمال غرب سهل يزرعيل، أي ناحية البحر الأبيض.

حيال: مقابل أو جهة.

مراقى: قمم.

المضايق: طرق ضيقة بين الجبال، تسع أحيانًا شخصًا واحدًا، أو شخصين.

أرسل رئيس الكهنة ألياقيم، على وجه الخصوص، إلى البلاد المحيطة بسهل يزرعيل والواقعة على الطرق المؤدية إلى أورشليم، لكي يتشددوا في حراسة قمم الجبال بجنود مدربين وكذلك يقوموا بحراسة المضايق التي تقع بين الجبال وبالتالي يمنعوا مرور أي جيش يحاول الوصول إلى المدينة المقدسة أورشليم، التي فيها هيكل الله.

العدد 7

ع7:

أطاع رؤساء المدن والقرى وكل الشعب أوامر رئيس الكهنة ونفذوا كل توصياته.

† من المهم في الحرب الروحية أن يبذل الإنسان كل جهده في حراسة أفكاره وحواسه، وسد كل الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها إبليس، والاهتمام بغذائه الروحي، والتسلح بكل الأسلحة الروحية: من صلوات وأصوام وقراءات روحية، وخاصة في الأماكن والظروف التي يتوقع فيها هجوم من إبليس، معتمدًا على طعامه الروحي الأساسى، أي التناول من جسد الرب ودمه.

8 وَصَرَخَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الرَّبِّ بِابْتِهَالٍ عَظِيمٍ وَذَلَّلُوا نُفُوسَهُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ هُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، 9 وَلَبِسَ الْكَهَنَةُ الْمُسُوحَ، وَطَرَحُوا الأَطْفَالَ أَمَامَ هَيْكَلِ الرَّبِّ، وَغَطَّوْا مَذْبَحَ الرَّبِّ بِمِسْحٍ، 10 وَصَرَخُوا جُمْلَةً إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَنْ لاَ يَجْعَلَ أَطْفَالَهُمْ غَنِيمَةً وَنِسَاءَهُمْ مُقْتَسَمًا لِلأَعْدَاءِ وَمُدُنَهُمْ خَرَابًا وَأَقْدَاسَهُمْ نَجَاسَةً وَإِيَّاهُمْ عَارًا بَيْنَ الأُمَمِ.

العدد 8

ع8:

ابتهال: دعاء.

إلى جانب الاستعداد الحربى كان الأهم العمل الروحي، فتقدم الشعب كله ليس فقط بصلوات، بل بصراخ وتضرعات لله، مقرونة بالصوم؛ ليتذللوا أمام الله باتضاع طالبين معونته ورحمته. واشترك في هذه الصلوات النساء مع الرجال، أي الشعب بكل فئاته؛ ليحمهم الله.

العدد 9

ع9:

المسوح: ملابس خشنة تناسب التقشف والتذلل أمام الله وكان يصنع من وبر الإبل؛ أو شعر الماعز وهو قاتم اللون ويلبس إما تحت الملابس الخارجية، أو فوقها، إعلانًا للحزن وتذللًا أمام الله.

قاد الكهنة الشعب في التذلل أمام الله في الصلاة؛ فلبسوا المسوح وهكذا باقي الشعب، أي تركوا عنهم لبس البهاء؛ لشعورهم بضعفهم ولإظهار تذللهم أمام الله.

وطرح الشعب أطفاله أمام هيكل الرب، معلنين عجزهم عن حمايتهم وطالبين رحمته وإنقاذه لهم ولأطفالهم ثم نجد تصرفًا نسمع عنه لأول مرة، يعلن مدى الحزن والتذلل أمام الله، عندما غطى الكهنة مذبح النحاس بالمسوح، مقدمين تضرعاتهم وتذللهم هم ومذبحهم وكل ذبائحهم، طالبين من خلالها رحمة الله.

العدد 10

ع10:

اشترك كل الشعب وقياداته في الصلاة والصراخ إلى الله؛ ليرحمهم وينقذ أطفالهم؛ لأنهم ضعفاء وكذلك نسائهم من أن يغتصبهن الأعداء ويقتسمونهن بينهم؛ ليضطجعوا معهن. وطلبوا أيضًا إنقاذ مدنهم من تخريب الأعداء وتضرعوا بالأكثر من أجل هيكلهم المقدس؛ حتى لا يدخله الأعداء وينجسوه ويحميهم الله من العار والهزء بين الأمم، بل يرفعهم ويمجدهم. وهذا يظهر مدى إيمانهم بقوة الله وفى نفس الوقت اتضاعهم وشعورهم بحاجتهم الشديدة ليد الله المنقذة. وهم يختلفون عن باقي الأمم التي خافت من أليفانا واستسلمت في يأس؛ لأن خوف اليهود دفعهم بإيمان للتضرع إلى الله وطلب معونته، وكذلك عملوا واجبهم في الاستعداد الحربى كأوامر رئيس الكهنة، فحصلوا في النهاية على قوة الله المساندة لهم، كما سيظهر في الأصحاحات التالية.

† إن ساعة الضيقة هي أقوى اللحظات التي تخرج فيها الصلوات الحارة، ويتضع فيها الإنسان أمام الله، ويلقى كل رجائه عليه، فيشعر بوجود الله معه ويتمتع برعايته.

11 وَجَالَ أَلِيَاقِيمُ كَاهِنُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: 12 «اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِكُمْ إِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى الصُّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ أَمَامَ الرَّبِّ. 13 اُذْكُرُوا مُوسَى عَبْدَ الرَّبِّ كَيْفَ قَهَرَ الْعَمَالِقَةَ الَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِلِينَ عَلَى بَأْسِهِمْ وَقُدْرَتِهِمْ وَجَيْشِهِمْ وَتُرُوسِهِمْ وَمَرَاكِبِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ، فَقَهَرَهُمْ مُقَاتِلًا لاَ بِالسَّيْفِ بَلْ بِالصَّلَوَاتِ الطَّاهِرَةِ؛ 14 هكَذَا يَكُونُ جَمِيعُ أَعْدَاءِ إِسْرَائِيلَ إِذَا وَاظَبْتُمْ عَلَى الْعَمَلِ الَّذِي بَدَأْتُمْ بِهِ»، 15 وَإِذْ خَاطَبَهُمْ بِهذَا الْكَلاَمِ تَضَرَّعُوا إِلَى الرَّبِّ وَكَانُوا لاَ يَبْرَحُونَ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ 16 وَكَانَ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ الْمُحْرَقَاتِ إِلَى الرَّبِّ لاَبِسِينَ الْمُسُوحَ يُقَرِّبُونَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ وَالرَّمَادُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، 17 وَكَانُوا بِجُمْلَتِهِمْ يُصَلُّونَ إِلَى اللهِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ أَنْ يَفْتَقِدَ شَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ.

العدد 11

ع11:

شعر ألياقيم بمسئوليته عن شعبه، كقائد روحي ومدنى لهم فأخذ يمر في بلاد بني إسرائيل ليشجعهم على الاستعداد ومواجهة الأعداء بإيمان.

العدد 12

ع12:

أكد لهم أن الله حتمًا سيستجيب لطلباتهم إن ثابروا في جهادهم وصلواتهم، ليس لأن الله لا يسمعهم، بل لأن لجاجتهم تُظهر إيمانهم وتمسكهم بالله وتستدر مراحمه.

العدد 13

ع13:

ذكرهم بقوة الله الساكن في وسطهم والذي عضد موسى رئيس الأنبياء قديمًا، عندما واجه أعداءه العمالقة المتكلين على قوتهم وأسلحتهم، فقهرهم، ليس بأسلحة أكثر مما معهم، ولكن بصلواته التي رفعها على الجبل، فاستطاع يشوع قائد الجيش أن يهزمهم وأظهر الله بهذا أن قوته هي التي قهرت الأعداء وليس قوة شعبه (خر17: 8 - 13).

العدد 14

ع14:

إن كان الله قد هزم العمالقة، فبالتالى تفهمون يا شعب الله أنه قادر على أن يهزم جميع الأعداء مهما كانت قوتهم، على شرط إستمرار الشعب في إيمانه وصلواته. وهكذا بالأدلة العملية شجع ألياقيم شعبه حتى لا ينزعجوا من قوة الأعداء وخضوع الكل لهم.

† وهنا تظهر أهمية عمل الخادم، بل مسئولية كل واحد منا في تشجيع الآخرين وتعضيدهم في جهادهم الروحي، سواء مع إخوتنا، أو أبنائنا، مهما كان ضعفهم الظاهر، أو قوة المشاكل التي تقابلهم، فالله الذي عضد آباءنا القديسين قادر أن يسندنا في كل خطواتنا؛ لننتصر على كل حروب إبليس، وننجح في كل ما تمتد إليه أيدينا.

العدد 15

ع15:

تشجع الشعب، فاستمر في الصلاة أمام هيكل الرب وفى كل مكان بتضرعات وإيمان بقوته. تاركًا راحته واحتياجاته المادية ليتمسك بالصلوات الحارة أمام الله.

العدد 16

ع16:

أقبل الشعب بتوبة وصلوات كثيرة، فقدموا ذبائح لله، ليرحمهم وكان الكهنة واللاويون الذين يقدمون الذبائح في تذلل وصلوات كثيرة لابسين المسوح ضارعين إلى الله ليرحمهم، بل إمعانًا في تذللهم وضعوا الرماد على رؤوسهم؛ ليعلنوا أنهم تراب ورماد أمام الله وأنه هو قوتهم الوحيدة.

العدد 17

ع17:

الخلاصة أن الكل كان يطلب من الله التدخل؛ ليحفظ شعبه ويحميهم من الأعداء وألا يتركهم أبدًا لإحتياجهم له.

† إن المثابرة في الجهاد الروحي تؤكد تمسكنا بالله، وتنعم علينا بمراحمه لأن المثابرة دليل بنوتنا، فنتمتع برعاية الله - أبونا الروحي - ويخرجنا من كل أتعابنا فلا نضطرب إذا طال الجهاد الروحي، فالنصرة مضمونة لنا من الله ما دمنا متمسكين به.

نرى في هذا الأصحاح خطوات محددة استعد بها الشعب للحرب، أي أن خوفهم تحول إلى جهاد عملى فيما يلي:

بنوا أسوارًا للقرى (ع4).

جمعوا الحنطة في المدن (ع4).

ضبطوا مراقى الجبال (ع6).

حفظوا المضايق بين الجبال (ع6).

صلوا إلى الله بصراخ وابتهال (ع8).

صاموا (ع8).

تذللوا بلبس المسوح للكهنة والشعب وحتى المذبح (ع9).

طرحوا أطفالهم أمام الله (ع9).

طلبوا إنقاذ نساءهم من الاغتصاب (ع10).

طلبوا حماية مدنهم وهيكلهم من التخريب والنجاسة لأجل مجد الله، فلا يصيروا عارًا (ع10).

جال رئيس الكهنة يشجع الشعب ويذكرهم بقوة الله التي كانت مع الآباء وأنها ستكون معهم (ع11).

واظبوا على الصلوات أمام الله (ع15).

تذلل الكهنة واللاويون بوضع الرماد على رؤوسهم (ع16).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الخامس - سفر يهوديت - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث - سفر يهوديت - القس أنطونيوس فكري

تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 4
تفاسير سفر يهوديت الأصحاح 4