الأصحاح الرابع – سفر يونان – القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع

الأعداد 1-4

الآيات (1 - 4): 1فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ. 2 وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. 3فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». 4فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟ ».

الله رحم نينوى ولم يهلكها.

1فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا = فهو غار لكرامته لئلا يحسب نبياً كاذباً، هو تنبأ بإنقلاب المدينة وها هي قد نجت. وربما هو غار على إسرائيل التي لم تقدم توبة شبيهة وليس أمامها فرصة للنجاة مثل نينوى. وصلى يونان هنا ولكن شتان الفرق بين صلاته هنا وصلاته وهو في جوف الحوت. فهو هنا برر نفسه في هروبه من الله أولاً حين أرسله، بعد أن كان قد دان نفسه أولاً في بطن الحوت حين قال "الذين يراعون أباطيل كاذبة..".

وهو هنا يلوم الله أنه رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ مع أنه لو كان غير ذلك لكان قد أهلكه هو نفسه فوراً. وكانت صلاته الخاطئة يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي = ولو فعل الله لهلك يونان وخلصت نينوى ولكن الله الحنون لا يتركه لضيقة نفسه بل يدخل معه في حوار ويعطيه درساً باليقطينة حتى يتصالح معه.

الأعداد 5-9

الآيات (5 - 9): 5 وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ، وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ، حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ. 6فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا.

7ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ. 8 وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ رِيحًا شَرْقِيَّةً حَارَّةً، فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ، وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي».

9فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟ » فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». ".

الْيَقْطِينَةَ = هي شجرة خروع وهي تنمو بسرعة وتجف بسرعة وورقها عريض. وهي نمت بسرعة وغطت المظلة التي صنعها يونان خارج نينوى منتظراً خرابها. ثم ضرب الله اليقطينة ففسدت وجفت. فحزن يونان على جفافها. وكان درس الله له: أنه حزن من أجل خراب يقطينة لم يصنعها هو ولا تعب فيها وهي ليست له، أفلا يشفق الله على شعب هو خلقه، وهو شعب له.

المعني الرمزي لليقطينة: اليقطينة تمثل إسرائيل التي ظلت إلى حين من خلال الشريعة والنبوات، تعهدها الله منذ خروجها من مصر فنمت وترعرعت مثل هذه اليقطينة، وظللت. ولكن بسبب خطاياها وعبادتها للأوثان إنفصل الله عنها فأكلها الدود وفسدت وجفت (كما لعن المسيح التينة فجفت، وكان هذا رمزاً لخراب إسرائيل). وفي نفس الوقت يخلص الأمم (نينوى). وهذا ما قاله بولس الرسول "بزلة اليهود صار الخلاص للأمم" (رو11: 11، 12). وربما فهم يونان هذا المعنى الرمزي فإغتم غماً شديداً، وبهذا فهو قد شابه الابن الأكبر الذي إغتم لفرح أبيه برجوع الابن الأصغر الضال "الذي كان ميتاً فعاش.

وهنا يطلب يونان الموت ثانية.

مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي = وقد تكون هذه بروح النبوة إذ يعبر عن لسان حال المسيح الذي إشتهى أن يموت هو ولا يهلك البشر. كما عبر بولس عن هذا الموضوع وقال "وددت أن أكون أنا نفسي محروماً من أجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو1: 9 - 5). فيونان المملوء حباً لشعبه حينما فهم المعنى الرمزي لليقطينة إشتهى موته.

وقارن بين موقفين فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا... فَذَبُلَ. فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ وهذا خطأ نقع فيه جميعاً، أن نفرح فرحاً شديداً بخيرات هذا العالم، ونغتم غماً شديداً إذا خسرنا شيئاً في هذا العالم. عموما هذه المشاعر المفرطة فى الحزن والفرح هى للمبتدئين روحيا ً. ولنلاحظ أن المشاعر المفرطة (في الفرح) هي أساس المتاعب المفرطة (أي الغم). فهو فرح باليقطينة كعطية مادية تنقذه من الحر، ولم يفرح بمراحم الله نحو نينوى. إذاً علينا أن لا نفرح بأي يقطينة عالمية (مال / مركز..) فلكل يقطينة دودة تأكلها (راجع 1كو29: 7 - 31). حقاً ليس في هذا العالم ما يفرحنا فرحا شديدا جدا أو ما يحزننا حزنا شديدا جدا. فماذا يفرح المؤمن من ماديات هذا العالم أكثر من مجد السماء المعد له. وماذا يحزنه حقيقة أكثر من خطاياه التي سوف تحرمه من هذا المجد الأبدى.

الأعداد 10-11

الآيات (11، 10): 10فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. 11أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟ ».

يونان بفكره اليهودي الضيق ظن أن الله هو إله إسرائيل وحدها. ولكن الله يعلن هنا أنه مسئول عن كل العالم. ورمزياً فيونان كان مكتفياً بإسرائيل، ولم يقبل أن تجف، ولا يقبل خلاص الأمم المتمثل في نجاة نينوى، هو مكتفٍ بناموس إسرائيل وشريعتها. ولكن الله يفتح عينيه على المستقبل. ففي آية (5) نجد يونان يجلس شرقي المدينة، قبل أن يشرح له الله رفض إسرائيل وقبول الأمم. والشرق يشير للمسيح شمس البر. فكأن الله يريد أن يقول له لا تكتفي بوضع إسرائيل الحالي، بل أن المسيح سيأتي ليخلص العالم كله. بل خراب إسرائيل (الممثل في جفاف اليقطينة) ليس هو النهاية. بل هم سيقبلوا ضد المسيح = الريح الشرقية المدمرة الحارقة. وألام يونان منها تشير لآلام المؤمنين على يد ضد المسيح.

اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً = والربوة = 10000. إذاً العدد الكلي = 120000.

لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ = أي لا يميزون الشر من الخير. فقالوا هذا عدد الأطفال. ويصبح عدد المدينة الكلي 600000. وقد يشير هذا لأن نينوى شعب وثني بلا ناموس يعرفهم الخير والشر.

والمعنى الرمزى لإثنتى عشرة ربوة.

اثْنَتَيْ عَشَرَةَ = شعب الله. ربوة = 10000.

ورقم 1000 ورقم 10000 هما إشارة للملائكة السمائيين الذين هم ألوف ألوف وربوات ربوات. (دا 10: 7). ورقم 1000 = 10×10×10 ورقم 10 هو الوصايا فيصبح رقم 1000 إشارة للكمال التشريعى والأدبى فى السماء.

اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً = هم شعب الله الذين خلصوا بدم المسيح وصاروا يحيون كسمائيين.

لاَ يَعْرِفُونَ = لبساطتهم. فنينوى التي نجت في مقابل اليقطينة التي هلكت، هي إشارة للكنيسة التي نالت الخلاص بالمسيح، في مقابل رفض اليهود. وهذه الكنيسة يعبر عنها رمزياً بـ 12ربوة.

12 = هو عدد التلاميذ في العهد الجديد وهو عدد الأسباط في العهد القديم.

إذاً هو إشارة لشعب الله عموما سواء في العهد القديم أو العهد الجديد.

12 = 3 × 4 [3 (المؤمنين بالثالوث)، 4 (في كل العالم)].

لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ = هذا إشارة للخليقة الجديدة التى عادت كالأطفال. فإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو17: 5). وليس المقصود طبعاً عدم التمييز بل بساطة المؤمنين الذين لهم سلطان أن يرفضوا ويدينوا الخطية.

وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟ = الله خالق الكل يهتم بكل خليقته حتي البهائم، فهو الذي يعطي فراخ الغربان طعامها (مز147: 9). أما التفسير الرمزى والذي فيه يشير الـ 12 ربوة للقديسين الذين يعيشون حياة سماوية في الكنيسة، يكون هؤلاء الـ بَهَائِمُ كَثِيرَةٌ إشارة لمن لازالت شهوته تحكمه، وهؤلاء كثيرون. فليست كل الكنيسة على هذه الدرجة من البساطة، التي يمثلها الـ 12 ربوة.

دراسة فى سفر يونان

لماذا هرب يونان من تنفيذ أمر الله؟

  1. نينوى (أي عاصمة مملكة أشور) كانت ألد أعداء إسرائيل (شعب يونان) فكان يونان يتمنى خرابها. بل بعد أن عاد وأنذرها جلس أمام المدينة منتظراً خرابها.
  2. ربما خاف يونان من شر الأشوريون فهم دمويون وربما قتلوه لو أنذرهم.
  3. أحد ملوكهم حين أيقن أن ملك بابل سيهزمه جمع كل نساءه في قصره وأحرقهن.
  4. كانوا يسلخون الأسرى وهم أحياء.
  5. كانوا يقطعون رؤوس البعض ويعلقونها في أعناق الأحياء الآخرين.
  6. كانوا يلهون بقطع أنوف وآذان وأيدى الأسرى.
  7. كانوا يضعون الرؤساء والأمراء المهزومين في أقفاص ويعرضونهم للهزء بهم.
  8. كان يونان يعرف أن الله رحيم وسيقبل توبتهم فيصير أمامهم ككاذب.
  9. ذهابه لملك أشور يعتبر خيانة لملك إسرائيل.
  10. ربما إتهمه الأشوريون بالتجسس للعدو.
  11. ذهابه لشعب وثنى ضد فكر ومزاج شعب إسرائيل الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار. وبذلك سيسقط في نظر شعبه (شعب وكهنة وأنبياء).
  12. كان يتمنى بالأولى أن يرسله الله لشعب إسرائيل فيعظمه الشعب. على أن الله بعد نجاحه في مهمته مع نينوى عينه نبياً لشعب إسرائيل.

مع كل هذه الأسباب، هل كان يونان محقاً في هروبه ورفضه لوصية الله؟

قطعاً لا:

  1. الله لا يخطئ. هو كان يعلم أن مهمة يونان ستنجح.
  2. حين يُرسل الله رسولاً أو يعطى الله إنسان وصية يعطيه إمكانيات إتمام عمله. وهذا ما نسميه وزنات أو مواهب.

”لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ” (ابط 4: 10).

”إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ... ” (1بط 4: 11).

هل يجب أن ينجح الخادم الذي يُرسله الله؟

  1. يونان نجح وتاب شعب نينوى ونجوا من الهلاك.
  2. المسيح نفسه نجح مع قلة ورفضه الباقون، ولكن رسالته غيرت وجه العالم.
  3. إرمياء لم ينجح مع أحد ورفضه الجميع.

لكن عن طريق إرميا أنذر الله الشعب بخراب أورشليم وخراب الهيكل وذهابهم للسبي إن لم يتوبوا.

وبهذا تبرر الله في أحكامه إذ أنذر قبل أن يضرب. ولذلك يقول داود النبى "لكى تتبرر فى أقوالك وتغلب إذا حوكمت". وهذا هو أسلوب الله دائماً.. ينذر قبل أن يضرب.

أمثلة:

  1. هذه المرة أرسل يونان فتابت نينوى ونجت من الهلاك. لكن بعد 100 سنة عادت لشرور أفظع فأرسل لها ناحوم النبي وأنذرها ولم تتب فإحترقت بيد ملك بابل.
  2. الله أنذر سدوم وعمورة بعدة ضربات خفيفة قبل أن يحرقها.

وماذا يحدث لمن يرفض وصية الله؟

  • فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا.
  • فوجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش ونزل فيها.
  • فأرسل الرب ريحاً.. فخاف الملاحون.. وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوماً ثقيلاً..
  1. إذاً هو نزول مستمر، كأن إنسان يتدحرج على سفح جبل ويعرض نفسه للهلاك.
  2. النوم معناه عدم الشعور بإنذارات الله.
  3. البحارة طلبوا منه الصلاة لإلهه بعد أن أيقظوه!!!

ياللعار... البحارة الوثنيون يشعرون بغضب الله، ونبي الله لا يشعر إذ نزل عن مستواه كثيراً ففقد الإحساس بصوت الله وإنذاراته = نام نوماً ثقيلاً.

هل يترك الله أولاده لهذا المصير؟ أي الهلاك؟

كما فعل الله مع الإبن الضال وردَّه عن طريق مجاعة.. ردَّ يونان عن طريق الرياح والنوء العظيم والحوت الذي ابتلعه..

الله له وسائل متعددة نسميها التجارب.

فالخليقة كلها تحت أمره.

فهل ننتظر حتى يهيج العالم في وجوهنا أو يبتلعنا حوت (العالم) أم نتوب؟

ما معنى شعب الله المختار؟

هل الله لم يتعامل إلاّ مع اليهود تاركاً بقية العالم؟

  1. الله إله الخليقة كلها، يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.
  2. الكتاب المقدس هو تعاملات الله مع اليهود لذلك يركز على اليهود.. لكننا نلمح من خلال الكتاب المقدس أيضاً أن الله كان يتعامل ويدعو ويرحم ويكلم كل الخليقة.
  3. الله أرسل يونان لشعب نينوى الوثني.
  4. الله أعطى بلعام النبي الوثني أجمل نبوات عن المسيح وبواسطتها إنتظر المجوس المسيح. ثم أرسل الله نجماً للمجوس ليذهبوا للمسيح.
  5. ملكي صادق كان كاهناً لله العلي وبارك إبراهيم أبو الآباء.
  6. موسى تزوج من بنت يثرون كاهن مديان ونسمع في (خر18) عن حكمة هذا الرجل ووصيته التي إنتفع بها موسى. ومحبة هذا الرجل لله.
  7. أيوب وأصدقاؤه لم يكونوا من اليهود والله كان يكلمهم بالرؤى والأحلام والملائكة، بل مباشرةً.
  8. الله كلم أبيمالك ملك الفلسطنيين وكلم فرعون ونبوخذ نصر بالأحلام، بل أدَّب نبوخذ نصر ملك بابل حتى آمن (دانيال 4).
  9. رقة مشاعر البحارة، في سفر يونان، تدل على تعامل الله معهم.
  10. أرسل إيليا لصيدون وكان له رسالة معهم وكان لإليشع رسالة مع أرام.

إذاً ما معنى شعب الله المختار؟

هم كانوا مختارين ليعدهم الله كشعب يأتي منه المسيح وأمه العذراء ورُسُل المسيح. وكان عندهم النبوات التي تُظهر أن فكرة الفداء هي فكرة أزلية. وقال الآباء عنهم أمناء مكتبة المسيحية، فبين أيديهم نبوات ناطقة بفداء المسيح لكل العالم.

ولنعلم أن كنيسة المسيح عروس المسيح هي كنيسة واحدة ممتدة من آدم حتى اليوم مروراً بالشعب اليهودي.

قال بولس الرسول في (رو 11) أن اليهود (أي من في العهد القديم) هم الزيتونة الأصلية. ومن آمن منهم بالمسيح إستمر في الزيتونة. ومن رفض المسيح كان غصناً في الزيتونة رفضه الله وقطعه من الزيتونة. أما الأمم فكانوا زيتونة برية غريبة عن شعب الله. ومن آمن من الأمم صار غصناً أخذه الله وطعَّمَ به (ثبته) في الزيتونة الأصلية.

ما معنى نينوى المدينة العظيمة؟

وما معنى نينوى المدينة مسيرة 3 أيام؟

وما معنى المدينة مسيرة يوم واحد؟

نينوى

المدينة العظيمة = القاهرة الكبرى = (القاهرة + حلوان + الجيزة + قليوب).

نينوى المدينة العظيمة = نينوى الأصلية + رحوبوت + كالح + رسن (تك 10: 11).

مسيرة 3 أيام = هو محيط المدينة العظيمة. فكان هناك سور يحيط بالأربع مدن. يستطيع الإنسان أن يسير حوله في ثلاثة أيام.

مسيرة يوم = هو محيط نينوى الأصلية التي بها قصر الملك.

هذا السفر هو سفر حنان الله.

  1. حنان الله على شعب نينوى فهو لا يريد موت الخاطئ بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23).
  2. حنان الله مع يونان فإذ أخطأ يونان أعاده الله بتجربة شديدة (تأديب) ومن يحبه الرب يؤدبه (عب 12: 6).
  3. في أثناء التجربة يحيط الله يونان بالتعزيات (راجع إصحاح 2).

لأنك طرحتنى في العمق في قلب البحار فأحاط بي نهر (التعزيات).

شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني (نش 2: 6).

  1. حينما تذمر يونان على الله إذ سامح نينوى وكان يتمنى هلاكها يعامله الله بمنتهي الحنان ويعطيه درساً باليقطينة.
  2. بل حنان الله يمتد حتى إلى البهائم.

أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد بها 120000 إنسان وبهائم كثيرة (يون 4: 11).

ألا يرزق الله طيور السماء (مت 6: 26).

وألا يرزق الله فراخ الغربان (مز 147: 9).

بل يهتم بزنابق الحقل ويعطيها جمالاً (مت 6: 28، 29).

فضائل أهل السفينة.

هم رجال صلاة... قبل أن يستخدموا مهاراتهم وخبراتهم البحرية نجدهم يُصَلُّون، فالكتاب يقول "فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه وطرحوا الأمتعة التى فى السفينة إلى البحر" (1: 5). وهم يعرفون أن فوق آلهتهم إله آخر عظيم هو من بيده أن ينقذهم، لذلك عرفهم الله بنفسه كما فعل مع القديس موسى الأسود ومع المجوس الذين يبحثون عنه، ويعمل هذا عينه مع كل من يطلبه بصدق وكل من يجد فيه شيئاً صالحا أو يجد أنه فتيلة مدخنة أو قصبة مرضوضة.

رجال بسطاء... يلقون قرعة واثقين أن الله سيكشف لهم عن المتسبب.

عادلين فى حكمهم... فهم يحققون مع يونان قبل إلقائه فى البحر.

فى منتهى الرحمة والشفقة.... فنجدهم مترددين فى إلقاء يونان فى البحر حتى بعد أن عرفوا أنه السبب فيما يحدث لهم وأنهم بإلقائه يهدأ البحر.

الله يبحث عن خلاص كل إنسان.

يقول بولس الرسول "الله يريد أن الجميع يخلصون" (1تى2: 4). ويقول الرسول عن نفسه أنه كان يعمل كل ما فى إمكانه "ليخلص على كل حال قوما" (1كو9: 22) وبالأولى فإن الله يعمل هذا، فنجده يسعى وراء شعب وثنى هو نينوى ويسعى وراء البحارة.

بل يسعى الله لمصالحة يونان وإعطائه درساً حتى بعد أن عاند الله وهرب منه إذ أخطأ كما عمل آدم إذ أخطأ، بل كان نوم يونان فى بطن السفينة هو نوع من الهروب من الله، وبعد أن حزن يونان على أن الله لم يحرق نينوى لأن يونان كان متمركزاً حول ذاته، هو يريد أنه لو قال "نينوى ستخرب" فلا بد أن الله يخربها، فلا تنزل كلمته إلى الأرض. وكان الدرس أن الإنسان الذى خلقه الله عزيز على الله، ولا يريده أن يهلك بل يعمل المستحيل ليخلصه..... عجيب أنت حقاً يا رب فى محبتك وشفقتك على خليقتك!!

ويقول الرسول أنه يعلم (أى أن هذه بديهية لا تحتاج لإثبات) "أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" (رو8: 28) فكيف نرى تطبيق هذه الآية هنا؟

الخليقة كلها تطيع الله، والله يسخرها للإنسان ولخلاصه. فنرى الريح والبحر والحوت والشمس واليقطينة والدودة، كلها كانت أدوات فى يد الله يستخدمها فى هدفه ألا وهو خلاص الإنسان. ونجد أن لله وسائل متعددة فهو ينذر نينوى ويخيف البحارة بهياج البحر ثم بسلطانه فى إعادته لهدوئه، فيروا يده القوية ويؤمنوا ويقدموا ذبيحة (1: 16). ويعود ويلاطف يونان ويعطيه درساً ويقنعه. لذلك نقول عن الله أنه ضابط الكل.

بل نرى أن طاعة يونان كانت لخلاص أهل نينوى، وكان تمرد يونان لخلاص البحارة فالله يخرج من الجافى حلاوة، بل صار يونان فى جوف الحوت رمزا للمسيح.

No items found

الأصحاح الثالث - سفر يونان - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر يونان الأصحاح 4
تفاسير سفر يونان الأصحاح 4