الأصحاح السادس – سفر الخروج – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 02- تفسير سفر الخروج – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأصحاح السادس

  1. تأكيدات الرب لموسى [6: 1 - 13].
  2. رؤساء بيوت الآباء [6: 14 - 28].
  3. أنا أغلف الشفتين [6: 29 - 30].

الأعداد 1-13

1. تأكيدات الرب لموسى:

إذ تذمر الشعب، صرخ موسى إلى الرب وقال: "يا سيِّد، لماذا أسأت إلى هذا الشعب؟ لماذا أرسلتني؟ فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إليَّ هذا الشعب، وأنت لم تخلص شعبك" (5: 32 - 33).

ما أجمل أن يدخل الخادم مع الله في عتاب حين يشعر كأن خدمته قد فشلت، مقدمًا لله حسابات عمله؟!

تقبَّل الله هذا العتاب واستجاب لمرارة قلب خادمه. إن كان فرعون قد أعلن جهله بالله قائلاً: "لا أعرف الرب" (5: 2)، فإن تأكيدات الله المتكررة لموسى هي "أنا الرب" (2: 6، 7، 8، 28). هو الرب الذي عمل في الآباء قديمًا إذ ظهر لإبراهيم واسحق ويعقوب (6: 3)، ويعمل في الحاضر إذ يسمع آنات شعبه ويخرجهم من تحت الثقل ويُحررهم من العبودية (6: 5 - 6)، ويُدبر لهم المستقبل فيدخلهم إلى الأرض التي وعد بها (6: 9).

إنه الرب الذي يعمل لأجل اسمه القدوس الذي يُقاومه إبليس، ومن أجل مواعيده لأولاده، الذي يبقى أمينًا، وأيضًا يعمل ليُقيم له شعبًا مقدسًا يدخل معه في شركة "وأتَّخذكم ليّ شعبًا وأكون لكم إلها" (6: 7).

الأعداد 14-28

رؤساء بيت آبائهم:

بعد أن أكد الرب لموسى أنه يحرر الشعب من العبودية، ذكر الكتاب أسماء بيت آبائهم... وكأن الرب يريد أن يؤكد أنه ليس فقط يهتم بالشعب كجماعة، لكنه يهتم بكل واحد فيهم باسمه. علاقة الله مع شعبه دائمًا علي المستوى الجماعي والشخصي في نفس الوقت، في رعايته لهم كجسد السيِّد المسيح الواحد المقدس، شعرة واحدة من رأس الجماعة لا تسقط بدون إذنه!

لقد وجد بعض الآباء معانٍ كثيرة لهذه الأسماء، نذكر علي سبيل المثال ما رآه العلامة أوريجينوس[117] في أسماء بني قورح: أسير وألقانه وأبيأساف (6: 24)، هؤلاء الذين نظموا صلاة تسبحة جميلة بروح واحد منسجم، جاءت مقدمتها: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مز 42)، أما سرّ إنسجامهم معًا في الصلاة والتسبيح فهو أن أسير يعني "تعليم" وألقانه تعني "ملكية الله" وأبيأساف في رأيه ترجع لليونانية وتعني مجمع الأب، وكأنه إذ تكون النفس كقورح ويكون لها هؤلاء الأبناء معًا: حب التعلم المستمر، والشعور بالتكريس لله أي في ملكيته، والارتباط بروح الجماعة الواحدة، يفيض في القلب قصيدة حب وصلاة مقبولة يفرح بها الله.

الأعداد 29-30

2. أنا أغلف الشفتين:

حاول موسى أن يعتذر للرب قائلاً: "كيف يسمعني فرعون وأنا أغلف الشفتين؟!" (6: 2، 30)، لكن تأكيدات الرب له "أنا الرب"... أنا أُخلص...

ما أجمل أن يشعر الإنسان بضعفه الروحي وخطاياه كسرّ فشل لخدمته، فيقول: "أنا أغلف الشفتين"... ليست فيهما قداسة لتعمل كلماتي بسلطان ضد إبليس، أو كما يقول نحميا حين سمع عن أخبار الخدمة المحزنة "أنا وبيت أبي قد أخطأنا" (نح 1: 6). لم يلم الظروف ولا الآخرين ولا نسب لله أنه قد نسي أولاده، بل ألقى باللوم على نفسه هو وبيت أبيه لأنهم أخطأوا.

لقد أدرك موسى مفهوم الختان والغرلة علي مستوى روحي داخلي، لذا حسب شفتيه في حاجة إلى ختان داخلي... وجاء بعده إرميا يتحدث عن ختان القلب الخفي (إر 4: 4)، وختان الأذن (إر 6: 4). وتحدث معلمنا بولس الرسول في أكثر وضوح عن الحاجة إلى الختان الروحي في المعمودية، حيث يخلع المؤمن أعمال الإنسان القديم ليحمل جدة الحياة ويكون على صورة خالقه.


[117] In Matt, hom 3: 1.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس - سفر الخروج - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 6
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 6