تلاميذ الحمل – الأرشيدياكون نجيب جرجس

مقدمة

دراسة التاريخ بوجه عام دراسة مشوقة وممتعة. وأروع الدراسات التاريخية هى دراسة السير المقدسة, لأبطال الإيمان والمثل العليا فى الروحانية والفضيلة والجهاد الروحى المقدس, حيث المؤمن يعيش مع هؤلاء الأبطال, وتتلاقى روحه بأرواحهم, فيمتلئ تعزية وحماساً روحياً. ولكم تكون حياة قديس من القديسين عاملة على تغيير مجرى حياة الكثيرين من الناس, وحافزة لهم على تخطيط جديد لحياة مباركة تائبة عاملة جديدة, ولكم أقبَل أناس إلى التوبة.. أو عشقوا الرهبنة, وتركوا حياة الخمول الروحى ليحيوا حياة الجد والعمل والنشاط نتيجة لقراءة أو استماع إلى سيرة من السير العطرة لرجال الله فى كل العصور.

لمست الكثير من هذا فى خدمتى المتواضعة حين اعتدت أن أعرض على الشعب فى ملوى فى كل أسبوع تقريباً سيرة من السير المقدسة لبطل من أبطال الإيمان من القديسين أو القديسات, سواء من الأنبياء أو من الرسل, أو من الشهداء, أو من الرهبان, أو من النساك أو من السواح, أو من قادة الكنيسة فى عصورها المختلفة…. كم كنت أشعر بنشوة ولذة وتعزية روحية, وكان الشعب فى نفس الوقت يشعر بنفس هذه المشاعر المقدسة.

وقد اشتقت كثيراً إلى أن أكتب فى سير بعض هؤلاء الأبطال, فأرشدتنى نعمة الله إلى تقديم بعض هذه النماذج الحية فى حياة رسل الحمل, والشخصيات الفذة التى عاصرتهم أو تتلمذت لهم أو عاونتهم فى الخدمة, لما فى هذه السير المشرفة من النفع الروحى.

ولقد أعددت هذه المذكرات منذ سنوات طويلة ويجد فيها القارئ العزيز الأبواب الآتية:

الباب الأول     : ويشتمل على فصول تمهيدية .

الباب الثانى     : سير الاثنى عشر رسولاً.

الباب الثالث    : سير السبعين رسولاً .

أما الباب الرابع: الرجال الرسوليون والقديسون المعاصرون للرسل فسنفرد لهم كتاباً خاصاً بمشيئة الله فليجعل الله من سير رسله الأطهار ملحاً جيداً يُصلِح حياتنا, ونوراً مشرقاً يشع فى قلوبنا, وليجعلنا دائماً صاحين واعين “ناظرين إلى نهاية سيرتهم ومتمثلين بإيمانهم آمين.