البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك ال17 – الأستاذ ماجد كامل

كارت التعريف بالمقال

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ ماجد كامل
الشخصيات البابا بطرس الأول (خاتم الشهداء) - بابا الأسكندرية رقم 17
التصنيفات سير قديسين وشخصيات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2019

البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك ال17

إعداد/ماجد كامل

هو واحد من أشهر آباء الكنيسة في القرن الرابع الميلادي؛ وهو الملقب بخاتم الشهداء؛ وقصة ميلاده كما تروي كتب الكنيسة أنه دخلت والدته وتدعي "صوفيا " وهي زوجة الكاهن "ثيؤدوسيوس " لتصلي قداس عيد الرسل؛ وكانت عاقرا لا تنجب؛ فوقفت أمام أيقونة القديسين بطرس وبولس الرسولين تطلب بدموع أن يرزقها الله طفلا؛ وفي تلك الليلة رأت رؤيا أن شخصين يلبسان ملابس بيضاء قالا لها " "لا تحزني! فقد سمع الرب صلاتك وهو يرزقك طفلا يكون أبا لأمم كثيرة. فمتي إستيقظت في الصباح أذهبي إلي البابا ثاؤنا وأخبريه بالأمر؛ وهو يصلي من أجلك " فعندما ذهبت إلي البابا ثاؤنا وأخبرته بأمر الرؤيا باركها وقال لها "ليكن لك ماأنبأتك به السماء؛ فأن الله صادق وأمين في مواعيده؛ وهو قادر علي كل شيء".

وفي عيد الرسل التالي أنجبت صوفيا طفلا؛ فأخبرت البابا ثاؤنا الذي نصحها أن تسميه بطرس علي أسم صاحب العيد؛ وبعد 3 أعوام أخذته أمه إلي البابا ثاؤنا الذي عمده وهو في سن السابعة صار أغنسطسا؛ وفي سن الثانية عشر رسم شماسا يخدم الكنيسة؛ وفي سن السادسة عشر رسم قسا. ولقد قيل عنه أنه كثيرا ما كان يشاهد يد السيد المسيح وهو يناول المؤمنين من علي المذبح بيد البابا ثاؤنا ؛ وذات مرة شاهد يد الرب تمنع تناول أحد الأشخاص التائبين. ومن معجزاته في تلك الفترة أنه كان يوجد شخصا عليه روح نجسة يزأر كالأسد ويرشق المؤمنين بالحجارة؛ ففزع المؤمنون وأخبروا البابا ثاؤنا بالأمر؛ فطلب البابا من القس أن يخرج منه الروح النجس؛ فأحضر القس وعاء به ماء؛ وطلب من البابا أن يرسم عليه علامة الصليب وينفخ فيه؛ ثم أخذ من الماء ورش به الشخص المصاب بالروح النجس قائلا " بأسم يسوع المسيح ابن الله الحي؛ أخرج منه أيها الشيطان؛ بصلوات أبي القديس ثاؤنا البطريرك؛ ولا تعد إلي".

رسامته بطريركا

عندما قربت ساعة وفاة البابا ثاؤنا أجتمع الكهنة مع الشعب قائلين "هل تتركنا يتامي ياأبانا"!؟ فأبتسم البابا وأمسك بيد القس بطرس وقال لهم "هذا هو أبوكم الذي يرعاكم من بعدي " ففي أحدي الليالي وأنا مستلق بسبب المرض؛ طلبت من الرب أن يرسل راعيا صالحا لقطيعه؛ فظهر لي ملاك الرب وقال لي أيها البستاني للحديقة الروحية؛ لا تخف علي البستان ولا تقلق. سلمه إلي بطرس الكاهن وهو يرويه؛ أما أنت فتعال لتستريح مع آبائك " ثم تطلع إلي القس بطرس قائلا له "تشجع؛ فأن الله معك يا ابني؛ أفلح البستان جيدا "بكي بطرس وقال "إني غير مستحق وليس لي قوة لعمل عظيم كهذا "فأجابه البابا "لا تقاوم الرب فإنه يهبك القوة! " ثم تنيح بسلام؛ فأجتمع الشعب وتمت رسامة البابا بطرس في 25 يناير 302م.

الانشقاق الميلاتي

ملاتيوس كان أسقف ليكوبوليس "أسيوط حاليا " في زمن الاضطهاد ضعف وبخر للأوثان؛ وعندما أنتهي الاضطهاد طلب العودة إلي الكنيسة؛ فوضعت عليه بعض الشروط كضمان للتوبة؛ غير أنه رفض هذه الشروط وأعلن إنفصاله عن الكنيسة وتأسيس كنيسة مستقلة خاصة به. وفي عام 306 أصدر البابا بطرس 14 قانونا تعالج موقف الجاحدين الراجعين سوف نعرض لها عند الحديث عن كتاباته. .

ظهور أريوس

في هذه الفترة بدأ أريوس يظهر؛ ولاحظ القديس بطرس أن أريوس في كل عظاته يكرر عبارات أشتم منها إنكار لاهوت السيد المسيح وتجاهل مساواته للآب؛ حاول القديس بطرس أن يكشف لأريوس خطأه؛ لكنه رفض الخضوع له؛ فعقد مجمعا مكانيا وقام بحرمه. وفي داخل السجن حاول أريوس إستمالة القديس بطرس نحو فك الحرم؛ فطلب من كل من أرشيلاوس وألكسندروس أن يتوسطا اليه لفك الحرم؛ فقاما بزيارة البابا في السجن وعرضا عليه موضوع أريوس؛ فقال لهم البابا "تسألونني عن أريوس؛ فليكن محروما من الكنيسة ومن مجد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إبن الله الحي؛ الآن وإلي الابد! " ثم روي لهم قصة ظهور رب المجد له وثوبه مشقوق وقال له أن الذي شق ثيابي هكذا هو أريوس الذي يريدني أن يفصلني عن آبي؛ فلا تقبلوه في كنيستي. وبعدها أخبرهم أن سوف يستشهد؛ وسوف يأتي بعده كل من أرشيلاوس وألكسنروس؛ وأوصاهم أن لا يقبلوا أريوس في شركة الكنيسة.

قصة معمودية الطفلين

أبحرت أحدي السيدات إلي الإسكندرية لعماد طفليها علي يد البابابطرس؛ وأثناء الرحلة هاج البحر جدا؛ فخافت السيدة أن يموت الطفلان دون عماد؛ فجرحت ثديها الأيمن ورشمت جبهتيهما بدمها؛ ثم غطستمها في البحر ثلاث مرات علي أسم المسيح؛ بعدها هدأ البحر؛ ووصلت السيدة إلي الإسكندرية ووصلت إلي البابا بطرس ليعمدهما؛ وعندما قام بتعميدهما تجمد الماء؛ كررها مرة وأثنين؛ ثم تركهما وعمد بقية الأطفال الموجودين في الكنيسة؛ وبعدها عاد إلي الطفلين وأعاد المحاولة مرة أخري فتجمد الماء للمرة الثالثة؛ فسألها البابا عن أمرها فروت له ما حدث أثناء الرحلة في البحر؛ فأعتمد البابا المعمودية؛ وقام برشم الطفلين بالميرون.

قصة استشهاده

ألقي القبض علي البابا بطرس وأودع في السجن وذلك بسبب: ظهور مؤلفاته ضد الوثنية؛ التي أعتبرها الإمبراطور تحديا له شخصيا ومن داخل السجن زاره كل من ارشيلاوس والكسندروس (كما ذكرنا سابقا) كما ألتف حول السجن الشعب القبطي مطالبين بوقف قتله ولو مات الجميع؛ مما اضطر القائد إلي تأجيل حكم قطع الرأس إلي اليوم التالي خشية حدوث ثورة؛ فاقترح البابا بطرس أن يفتح فتحة في السجن يتم فيها تهريبه سرا ليتم فيه قطع الرأس بعيدا عن أعين الشعب؛ ولكنه طلب منهم أن يسمح له بزيارة قبر مارمرقس الرسول؛ وأمام قبره صلي صلاة طويلة؛ ثم صلي بعدها إلي السيد المسيح قال فيها (يا أبن الله الحي؛ يسوع المسيح؛ كلمة الآب؛ أسألك أن تضع نهاية للاضطهاد الواقع علي شعبك ليكن سفك دمي أنا عبدك يكون خاتمة هذا الاضطهاد الواقع بقطيعك. ـأمين) وكان بالقرب من القبر عذراء ساهرة تصلي في المنطقة سمعت صوتا يقول "بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد ". وبعد انتهاء الصلاة طلب البطريرك من الجنود أن يعجلوا بالامر ولا ينتظروا حتي الصباح حتي لا يحدث شغب في الشعب. فقرروا أن يجعلوا 5 قطع ذهبية من كل واحد منهم للجندي الذي يقوم بهذه المهمة؛ وأخيرا تجاسر واحد منهم وضرب عنقه بالسيف؛ فنال أكليل الشهادة وكان ذلك في 29 هاتور 28 للشهداء الموافق 25 نوفمبر 311م. وكانت مدة جلوسه علي كرسي مارمرقس 9 سنوات 10 أشهر. أما الآن فأن 29 هاتور توافق 8 ديسمبر.

جلوسه علي عرش مارمرقس ثم دفنه

وفي الصباح علم الشعب بإستشهاد باباه؛ فحزنو جدا وأخذوا الجسد الطاهر إلي الكنيسة وألبسوه ثياب التقديس وأصروا أن يجلسوه علي كرسي مارمرقس الذي لم يجلس عليه قط في حياته؛ إذ كان يكتفي بالجلوس علي سلم الكرسي؛ وكان يقول "كلما صعدت للجلوس علي الكرسي؛ أري قوة شبيهة بالنور حول العرش " وبعدها أخذوا جسده ودفنوه في مقبرة خاصة بناها لنفسه علي شاطيء البحر؛ وكانت تظهر منها آيات وعجائب كثيرة؛ كما بنيت عليه كنيسة في عهد الامبراطور قسطنين بقيت إلي أيام دخول العرب مصر. ولقد ذكر المؤرخ سوزومين أن الاسكندريين كانوا يحتفلون بخدمة القداس في يوم 29 هاتور يعقبها مائدة أغابي علي شاطيء البحر.

قوانين القديس بطرس خاتم الشهداء

وعددها أربعة عشرا قانونا؛ ولكننا سوف نكتفي بعرض عينة منها فقط؛ والقانون الأول منها يبدأ بعبارة "إذ يحل عيد الفصح الرابع من الاضطهاد؛ مما يشير إلي أن هذه القوانين عام 306 م.

1- جميع الذين زلوا في بداية الاضطهاد لشدة ما قاسوه من العذاب؛ ثم أظهروا توبة وندما يجوز قبولهم في الكنيسة بعد أن يصوموا أربعين يوما.

2- الذين أحتملوا السجن لا غير بدون تعذيب؛ يجب أن تضاف اليهم سنة كاملة يظهرون فيها التوبة الحقيقة قبل قبولهم في الكنيسة.

3- كل الذين سقطوا طوعا دون أن يتعرضوا للتعذيب أو السجن ولكن لمجرد الخوف فقط؛ تعطي لهم أربع سنوات ليبرهنوا فيها علي التوبة والندامة.

4- جميع الذين أرتدوا ولم يتوبوا؛ ولم يعودا يطلبون العودة إلي الكنيسة فلا يوجد قانون لهم بل حري بالكنيسة أن تبكيهم وترثي لحالهم.

5- الذين نجوا من العذاب لتظاهرهم بالبله أو الصرع تمنح لهم ستة شهور يكفرون فيها عن سيئاتهم.