نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات الاجتماعية والعلاقات المسكونية الراحل – الدور الإجتماعي – المسكوني – الوطني لنيافته – الأستاذ ماجد كامل

كارت التعريف بالمقال

نيافة الأنبا صموئيل.

أسقف الخدمات الاجتماعية والعلاقات المسكونية الراحل.

الدور الإجتماعي – المسكوني – الوطني لنيافته.

(1920 - 1981).

إعداد / ماجد كامل.

من بين الآباء الأساقفة الذين لعبوا دورا هاما ومؤثرا في تاريخ الكنيسة القبطية؛ يأتي ذكر المتنيح الانبا صموئيل من بين هؤلاء؛ خصوصا في مجال الخدمات الإجتماعية والعلاقات المسكونية؛ أما عن الأنبا صموئيل نفسه؛ فأسمه في شهادة الميلاد "سعد عزيز" ولد في 8 ديسمبر 1920؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الحقوق عام 1942؛ ولقد عمل عقب تخرجه بالبنك الأهلي المصري؛ ولكنه ما لبث أن قدم استقالته لرغبته الشديدة في حياة التكريس.

ثم ألتحق بالكلية الإكليركية (القسم النهاري الجامعي)؛ وكان يعتبر أول دفعة من الطلاب الجامعيين؛ وكان معه في نفس الدفعة كل: -.

1 - وهيب زكي: - المتنيح القمص صليب سوريال.

2 - المهندس يسي حنا.

3 - سعد عزيز: - المتنيح الانبا صموئيل.

ولقد تخرجوا جميعا عام 1944.

ولكن شهوة الدراسة والعلم لم تقف عند هذا الحد؛ فالتحق بالجامعة الأمريكية ليتخصص في علوم التربية؛ فلقد شعر بأهمية هذا العلم في الخدمة؛.

ثم أنتدب للعمل مدرسا في الاكليركية بأديس أبابا خلال الفترة من (1944 - 1946). وكان معه في نفس الانتداب كل من: - حافظ داود (المتنيح القمص مرقس داود)؛ وكل من سعد عزيز ووهيب زكي مدرسين. ولكن نتيجة بعض الاضطرابات السياسية التي حدثت في أثيوبيا في تلك الفترة؛ عاد إلي مصر. وعاد الي خدمة مدارس الأحد الجيزة؛ ولكنه ما لبث أن أتخذ قرارا تاريخيا؛ هو الرهبنة؛ فتوجه لمقابلة ابيه الروحي القمص مينا المتوحد (المتنيح القديس البابا كيرلس السادس) في كنيسته بمصر القديمة؛ وتمت رسامته راهبا بأسم "الراهب مكاري" وكان ذلك خلال شهر مارس 1948 ( وهو بذلك يعتبر أول راهب جامعي إذا أستثينا قبله الراهب القمص داود المقاري). ولقد ظل في كنيسة مارمينا بمصر القديمة لمدة ثلاث سنوات؛ وبعدها قام القمص مينا المتوحد بإرساله إلي دير الأنبا صموئيل المعترف؛ وعندما رفض المجمع المقدس الاعتراف برهبنة هذا الدير؛ توجه إلي دير السريان وأصبح أسمه "الراهب مكاري السرياني".

ونظرا لإجادته التامة للغة الإنجليزية؛ فضلا عن عقليته المنفتحة؛ أختاره المتنيح البابا يوساب الثاني لتمثيل الكنيسة القبطية في المؤتمر الثاني لمجلس الكنائس العالمي المنعقد في ايفانستون Evanston في أغسطس 1954؛ وكان معه في نفس الوفد كل من القمص صليب سوريال؛ والدكتور عزيز سوريال عطية ( وهي الوفد الذي عرف في كتب التاريخ بالثلاثة S The Three (S ثم جاءت فرصة عمره لاشباع رغبته في الدراسة العلمية؛ فجاءته منحة دراسية من جامعة برنستون؛ ولقد شجع قداسة البابا يوساب الثاني الذي طالما أشتهر بحبه للعلم وتشجيعه له علي هذه المنحة؛ وبالفعل تمكن الراهب مكاري السرياني من الحصول علي درجة الماجستير في التربية؛ وكان موضوع الرسالة "التربية المسيحية في الكنيسة القبطية".

ولقد رتب نفسه للحصول علي درجة الدكتوراة بعدها؛ ولكن الظروف لم تمهله لكي يكمل؛ فلقد طلبت منه الكنيسة العودة للوطن نظرا لحاجة الكلية الإكليركية إليه؛ فعاد الي أرض الوطن وعمل مدرسا بالكلية ومشرفا علي القسم الداخلي الخاص بالكلية. ومما يذكر أنه كان لللمتنيح القمص مكاري السرياني جهود جبارة في سرعة نقل الكلية الإكليركية من مهمشة إلي الانبا رويس بالتعاون مع كل: -.

1 - القمص صليب سوريال.

2 - الأستاذ فؤاد باسيلي (المتنيح القمص بولس بولس فيما).

3 - الأستاذ نظير جيد (المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد).

ومع تأسيس معهد الدراسات القبطية في خلال عام 1954؛ تولي القمص مكاري السرياني رئاسة قسم الدراسات الاجتماعية بالمعهد؛ ودعمه بالعديد من كبار أساتذة التربية في مصر. كما أنشأ معهد ديديموس للمكفوفين؛ وجهزه بمكتبة خاصة معدة بطريقة "برايل".

كما أسس ما يعرف بالدياكونية الريفية في صيف عام 1959؛ وتوجه بكل قلبه لخدمة القرية وتنميتها روحيا واجتماعيا واقتصاديا؛

ولقد أستدعاه قداسة البابا كيرلس السادس ليكون ضمن سكرتاريته الخاصة؛ فكان هو المسؤول عن استقبال الضيوف وترتيب لقائتهم؛ ومتابعة التعاون مع كنائس العالم؛ والاشتراك في المؤتمرات العالمية.

وفي سبتمبر 1962؛ وتحديدا في 30 سبتمبر 1962؛ جاءت النقلة الكبري والمؤثرة في حياته؛ إذ أختير أسقفا عاما للخدمات العامة والاجتماعية بأسم "الأنبا صموئيل" وكان معه في نفس الرسامة بالطبع القمص انطونيوس السرياني (المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث) ليكون أسقفا للتعليم الديني والتربية الكنيسة والمعاهد الدينية بأسم "نيافة الأنبا شنودة". ولقد كانت رسامة نيافته نقلة كبري في تاريخ الخدمة الاجتماعية في الكنيسة القبطية؛ فلقد أمتد نشاط الأسقفية طولا وعرضا داخل مصر وخارجها (يمكنك مراجعة نص تقليد الرسامة في كتاب القمص صليب سوريال أحداث كنسية عشتها بنفسي؛ الصفحات 56؛ 57).

فلقد كان قضية الخدمة الاجتماعية تشغل بال نيافته منذ فجر شبابه؛ فلقد كان - كما يؤكد القمص صليب سوريال - ينشغل بمشاكل الناس ويعمل علي حلها؛ وكان هدفه دائما خدمة الجميع بغض النظر عن الجنس أو اللغة أو الدين؛ وكان يركز علي البعيدين والمهمشين؛ وكان يهتم باحتياجات المرضي ويتابع حالاتهم بكل عطف؛ وفي ضؤ كل هذه الاهتمامات؛ وضع نيافته محاور خدمة الأسقفية بدأ في وضع هذه الأهداف موضع التنفيذ؛ وكانت كالتالي: -.

1 - خدمة الأحياء الشعبية: - وكانت تهدف الي تطوير قدراتهم ومساعدتهم علي مقاومة العادات الضارة مثل (التدخين - المخدرات).

2 - خدمة الحضانات: - فلقد كان نيافته منذ فجر شبابه مهتما بالطفولة؛ وكان هدفه هو ترك الطفل في مكان آمن حتي تعود والدته من العمل؛ وكان يحرص علي المستوي التربوي اللائق للنهوض بمستوي الطفل وأسرته صحيا ونفسيا واجتماعيا.

3 - مراكز التدريب الريفية: - كان الاهتمام بالقرية هو محور حياته منذ أن بدأ حياة التكريس.

4 - خدمة جامعي القمامة: - وكان هدفه هو تحسين أحوال معيشتهم؛ وكان يفتخر دائما أنهم أخوته ولحم من لحمهم وعظم من عظامهم.

5 - مراكز التدريب المهني: - وكان هدفه هو تنمية مهارات وقدرات الشباب حتي يعتمد علي نفسه؛ وكان شعاره دائما "ساعد الناس ليساعدوا أنفسهم" وكان يضع المثل الصيني دائما أمام عينيه "لا تعط الجائع سمكا؛ بل علمه كيف يصطاد السمك".

6 - مراكز محو الأمية: - وهي الخدمة التي نمت جدا في عهده.

7 - الأسرة المسيحية: - حيث وضع كتيبات كثيرة في الاستشارات الأسرية؛ ووضع برامج تنمية أسرية للشباب والمقبلين علي الزواج؛ ولقد أستعان بكبار أساتذة التربية وعلم النفس في ذلك الأمر.

8 - منح دراسية للشباب لفتح آفاق العمل والرزق أمامهم (لمزيد من الشرح والتفصيل راجع: - القمص صليب سوريال؛ نفس المرجع السابق؛ صفحة 58 و59).

أما عن خدمته في العمل المسكوني؛ فلقد كان نيافته رائدا في هذا المجال منذ مشاركته في مجلس الكنائس العالمي في مؤتمر ايفانستون عام 1954 كما ذكرنا سابقا؛ ولكن لنيافته جهودا أخري في هذا المجال نذكر منها: -.

1 - تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط؛ وقد ظل نيافته حتي نياحته رئيسا لهذا المجلس.

2 - مجلس كنائس كل أفريقيا: - حيث كان نائبا لرئيسه لفترات طويلة؛ وفي عام 1976 اجتمع المجلس في القاهرة والاسكندرية؛ ومن مقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أجتمع المجلس وأصدر بيانا يعلن فيه تطلعه نحو كنيسة الإسكندرية يعلن فيه تطلعه إلي كنيسة الإسكندرية رائدة الكنائس الأفريقية حيث أنها تقدم نموذجا للتراث الأفريقي منذ فجر المسيحية.

3 - شارك نيافته في العديد والعديد من المؤتمرات الوطنية (لنا عودة للدور الوطني لنيافته في نهاية المقال).

4 - شارك كمراقب في أعمال مجمع الفاتيكان الثاني بروما؛ وكان عضوا بارزا في لجنة الحوار بين الكنيسة القبطية والفاتيكان؛ وفي كل من لجنتي التعاون بين الكنيسة القبطية وكل من الكنيسة الكاثولوكية والكنيسة الإنجيلية في مصر.

5 - أهتم نيافته بتأسيس كنائس قبطية في بلاد المهجر لخدمتهم هناك.

6 - اهتم نيافته بوضع القانون الأساسي الذي تقوم بمقتضاه الكنائس وتلتزم به كي يظل ولاءها الأول لمصر والوطن؛ وفي سبيل تفعيل تلك الخطوة أهتم بإنشاء دورية تحمل أسم "أبناؤنا في الخارج" لربطهم بالكنيسة الأم وتراثها العريق (لمزيد من التفصيل راجع: - الأنبا صموئيل – صفحات من حياته... سيرته.... فكره؛ كتاب صادر عن أسقفية الخدمات؛ الصفحات من 46 - 53).

وحول الدور المسكوني لنيافته؛ يذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس في كلمة رثاء له بعنوان "المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية في الذكري السنوية الأولي لإستشهاده حيث قال" كان نيافته شعلة نشاط وعمل متواصل في الداخل والخارج؛ ليس له في كنيستنا من يفوقه في ذلك؛ في كل أمر أو مشكلة كان الأنبا صموئيل يتحرك من نفسه أو بتكليف من البابا البطريرك للإتصال بالمسئولين في الدولة؛ وكم من مشكلة حلت علي يديه في هدوء وصمت وسكون..... كان يمثل الكنيسة القبطية في المؤتمرات العالمية. كان عضوا بارزا في مجلس الكنائس العالمي؛ ولأهميته صار عضوا في اللجنة الدائمة للمجلس واللجنة التنفيذية؛ ولم يكن عمله في مؤتمرات مجلس الكنائس العالمي قاصرا علي أحاديثه ومداخلاته وتعليقاته؛ لكن عمل الأنبا صموئيل الأكبر والأهم؛ كان خارج قاعات المجلس الرسمية؛ أعني هذه الإتصالات المثمرة التي كان يعقدها مع الشخصيات الكبيرة ذات الثقل في مجلس الكنائس العالمي؛ ولذلك وإعترافا بمكانته وأهميته أصبح له مركز مرموقا في مجلس الكنائس العالمي؛ وفي المؤتمرات المسكونية؛ بل صار هو الممثل لمجلس الكنائس العالمي في مصر حتي أرتبط أسمه بهذا المجلس؛ وصار كل منهما يذكر بالآخر...... لقد كسب الأنبا صموئيل بهذه المكانة المرموقة التي احتلها في المجالس العالمية وفي الحركة المسكونية – كسب لكنيسته القبطية - ؛ ولمصر كلها؛ مكاسب كثيرة روحية وأدبية وإجتماعية ومادية. وبفضل جهوده كانت تأتي المعونات في الأزمات للاجئين والمهجرين للفلسطنيين والمصريين وغيرهم من المنكوبين بسبب الحروب وما خلفته الحروب من ويلات وشرور (راجع نص الكلمة بالكامل في: - موسوعة الأنبا غريغوريوس؛ مقالات وموضوعات متنوعة - موضوعات روحية؛ المجلد رقم 29؛ الصفحات من 358 - 362).

ويذكر أيضا حول الدور المسكوني لنيافته "إن إندماج الأنبا صموئيل في الحركة المسكونية جعله في فترة زمانية من زعمائها وقيادتها؛ فإذا تعرضت الحركة المسكونية إلي نقد وأحيانا إلي هجوم؛ كان الأنبا صموئيل هو الذي يتلقي هذا النقد والهجوم؛ فلا يهدأ حتي يدافع عن الحركة المسكونية بقلمه ولسانه وشخصه.... لقد كان يؤمن بفوائد جلي للحركة المسكونية؛ فوائد معنوية وروحية؛ قبل أي فوائد أخري مادية تفيد منها مصر بعامة أو القبط بخاصة" (نفس المرجع السابق؛ صفحة 363؛ 364).

أما عن الدور الوطني لنيافته؛ فلقد كان نيافته هو صوت الكنيسة في مصر والخارج لدعم القضايا الوطنية؛ ولقد ذكر نيافته بعض من هذه الجهود في مقال هام له نشر بجريدة وطني بتاريخ 8 مارس 1970 جاء فيه من ضمن ما جاء "عندما وقع الاعتداء الغاشم في يونيو 1967؛ أوفد قداسة البابا كيرلس السادس نيافته ليقوم بجولة بين الكنائس المختلفة في سويسرا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا وكندا؛ ففي سويسرا أجري نيافته إتصالات مع هيئة الصليب الأحمر الدولية في جنيف بشأن الجرحي والأسري؛ ولقد طالب نيافته بعقد اجتماع خاص لدراسة الموقف فقرر المجلس عقد جلسة خاصة لذلك يوم 3 أغسطس 1967 كتمهيد لإجتماع اللجنة المركزية للمجلس.

وفي ألمانيا قام نيافته بشرح وجهة النظر العربية فأوضح لهم عدالة القضية الفلسطينية؛ كما أوضح لهم ان العرب ساميون ولا يوجد لهم عداء نحو السامية. وفي امريكا وكندا قام بشرح وجهة النظر المصرية نحو القضية المصرية والعربية. كما قام نيافته بزيارة بعض أساتذة اللاهوت الذين كانت تخضعهم الدعاية الصهيونة وتجمع توقعاتهم لتأيديها؛ وكان من ثمار هذه الجهود أن أرسل بعض رؤساء الكنائس برقيات الي البابا كيرلس السادس يظهرون فيها إهتمامهم بالموقف في الشرق الأوسط ويرسلون بعض الأدوية والمعونات؛ كما تقابل نيافته مع رئيس أساقفة كنتربري في لندن ثم البابا بولس السادس وشرح لهم القضية بالكامل. كما قام نيافته بمتابعة المؤتمرات الدولية منها مؤتمر كريت في أغسطس 1967؛ والمؤتمر الرابع لمجلس الكنائس العالمي الذي عقد في مدينة أوبسالا بالسويد في يوليو 1968. ولقد كن من نتيجة كل هذه الجهود المتواصلة أن بدأ الرأي العام يتفهم الحق العربي؛ وشعرت إسرائيل بهذا التغيير فتخوفت من الموقف؛ وأودعت وثيقة سرية نشرت صحيفة الأهرام جزءا منها في 3 يوليو 1969؛ حذرت فيه الصهيونية من التأثير الخطير للكنائس علي الرأي العام العالمي والتغير الذي حدث بالتعاطف مع العرب. كما جاء في قرارات مجلس الكنائس العالمي في اجتماع اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي بإنجلترا في أغسطس 1969 حيث جاء في فقرتها الثالثة "يؤمن مجلس الكنائس العالمي بأن الدول الكبري بدعمها إنشاء دولة إسرائيل دون حماية حقوق الفلسطنينن أوقعت علي الفلسطنيين العرب ظلما يجب إزالته" (راجع المقال بالكامل في: - الأنبا غريغوريوس: - الدراسات التاريخية الجزء الثالث؛ القدس وفلسطين ودور الكنيسة من أجل تحريرها؛ موسوعة الأنبا غريغوريوس؛ الصفحات من 227 – 232).

وفي حقبة السبعينات؛ في حرب اكتوبر 1973؛ قام قداسة البابا شنودة بعقد إجتماع مع الكهنة والجمعيات القبطية لحثهم علي الإسهام في دعم المجهود الحربي؛ وطلب من كل كنيسة وجمعية تقديم تقرير يومي له عما تقدمه؛ كما شكل لجنة لجمع التبرعات ولجنة للإعلام الخارجي. ولقد قدمت الكنائس والجمعيات القبطية مبلغ 15 الف جنيه؛ أوفد قداسته نيافة الانبا صموئيل لتسليمها للدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف في ذلك الوقت. كما قامت الكنيسة بتقديم 100 الف بطانية لوزارة الشئون الاجتماعية؛ و30 ألف جهاز نقل دم لوزارة الصحة. ولقد كان نيافته مرافق دائم لقداسة البابا شنودة في كل اللقاءات التي كان يلقيها الرئيس السادات في مجلس الشعب؛ كما حضر حفل رفع العلم المصري فوق العريش في 26 مايو 1979 مع قداسة البابا شنودة الثالث.

كما سافر نيافته الي الولايات المتحدة الامريكية خلال فترة الفتنة الطائفية عام 1980 لتهدئة مشاعر الاقباط الغاضبين هناك. وفي يوم 6 أكتوبر 1981؛ تم اغتياله في حادث المنصة الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات عن عمر يناهز حوالي 61 سنة تقريبا.

وحول الدور الوطني لنيافته؛ كتب نيافة الأنبا غريغوريوس مقالا هاما بعنوان "في الذكري العاشرة للمتنيح الأنبا صموئيل" حيث قال "كانت شخصية نيافته لها قبول عند رجال الدولة؛ لذلك كان خير سفير وكان خير صلة وعلاقة بين الكنيسة والدولة؛ وكم من خيرات كسبتها الكنيسة بسببه سواء في بناء الكاتدرائية الكبري؛ أو في التسهيلات التي قدمتها الدولة لإستحضار رفات القديس مرقس الرسول؛ واستحضار رفات القديس أثناسيوس الرسول...... كان نيافته حلقة اتصال وصلات بين الكنيسة والدولة؛ وذلك بسبب حسن لقائه وإبتسامته ووداعته؛ حتي لقبوه بحق وزير الخارجية للكنيسة القبطية. لقد كان الأنبا صموئيل بحق يتمتع لصفات جعلته خير سفير في كل العلاقات وفي كل الاتصالات؛ سواء كانت الدولة أو مجلس الكنائس العالمي؛ لم يكن له عداوة بأحد؛ فما أسداه الأنبا صموئيل للكنيسة القبطية أكبر من أن يذكر في كلمة أو كلمات؛ أو يكتب في كتاب (راجع النص الكامل للكلمة في: - موسوعة الأنبا غريغوروس؛ موضوعات روحية؛ مرجع سبق ذكره؛ الصفحات من 365 - 369).

ولقد أرسل قداسة البابا شنودة الثالث رسالة تعزية إلي نيافة الحبر الجليل الأنبا اثناسيوس جاء فيها "أعزيكم جميعا في انتقال نيافة الأنبا صموئيل؛ لقد حزنت عليه جدا وبكيت كثيرا لعشرة أخ محب عرفته من عام 1949؛ وكان طيب القلب خدوما؛ وشعلة من نشاط وكنا نعمل معا بكل تعاون واخلاص؛ وكان معي في كل أسفاري؛ وقد أنتقل دون أن أودعه نيح الله نفسه الطاهرة في فردوس النعيم؛ ولقد أقمت قداسا علي روحه الطاهرة ظهر يوم 7 اكتوبر 1981 وأقمت ترحيما وطلبة. حقا من يستطيع أن يملأ الفراغ الذي تركه الأنبا صموئيل؟! بل من يملأ الفراغات العديدة التي تركها ليس من جهة العمل فقط؛ وإنما من جهة القلب والعاطفة؟! (راجع النص الكامل لبرقية العزاء في: - القمص صليب سوريال؛ مرجع سبق ذكره؛ صفحة 61).

كما نعاه كل من (المتنيح الأنبا يؤانس – المتنيح الأنبا غريغوروس – البطريرك إغناطيوس زكا عيواص بطريرك أنطاكية في ذلك الوقت – البطريرك خورين الثاني بطريرك الأرمن في ذلك الوقت – الدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية – كبريال حبيب الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط..... الخ (راجع نصوص برقيات التعازي في كتاب: - الأنبا صموئيل صفحات من حياته... سيرته... فكره؛ الصفحات من 4 – 12).

كما قال عنه نيافة الأنبا غريغوروس "الحق أن نهاية حياته علي الأرض كانت مجيدة أيضا؛ الأنبا صموئيل يعتبر شهيد لأنه قتل؛ وقتل من أجل أنه رجل دين مسيحي فهو شهيد بمعني الكلمة؛ ولذلك له هذه الكرامة كرامة الشهداء؛ وكل هذا حبا في الكنيسة وفي الوطن" (راجع النص الكامل في: - موسوعة الأنبا غريغوريوس؛ موضوعات روحية؛ صفحة 368).

بعض مراجع ومصادر المقالة: -.

1 - القمص صليب سوريال: - أحداث كنسية عشتها.... وعايشتها؛ تقديم قداسة البابا تواضروس الثاني؛ المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي؛ 2016؛ صفحات متفرقة من الكتاب.

2 - الأنبا صموئيل...... صفحات من حياته.... سيرته.... فكره؛ كتاب تذكاري عن نيافته صادر عن أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية.

3 - نيافة الأنبا غريغوريوس: - الدراسات التاريخية "الجزء الثالث" القدس وفلسطين ودور الكنيسة من أجل تحريرها؛ المجلد رقم 26؛ جمعية الأنبا غريغوروس؛ صفحات متفرقة من المجلد.

4 - نيافة الأنبا غريغوريوس: - موسوعة الأنبا غريغوروس؛ موضوعات روحية؛ جمعية الانبا غريغوروس؛ صفحات متفرقة من المجلد.

4 - مينا يديع عبد الملك: - الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة؛ رسالة مارمينا الثامنة عشر في أعمال الآباء بطاركة وأساقفة القرن العشرين؛ مطبوعات جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية؛ 2004؛ الصفحات من 115 - 118.

5 - أمير نصر: - الأنبا صموئيل مدرس اللاهوت الرعوي؛ الكلية الإكليركية في 125 عاما؛ الكلية الإكليركية اللاهوتية للأقباط الآرثوذكس؛ الطبعة الأولي 2020؛ الصفحات من 203 - 206.

6 - سنيوت دلوار شنودة: - الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة؛ رواد مدارس الأحد في الكنيسة القبطية؛ الجزء الأول؛ إعداد لجنة التاريخ بمئوية مدارس الأحد؛ 2019؛ الصفحات من 107 - 111.

7 - بعض الأفلام الوثائقية عن نيافته علي اليوتيوب.

8 - بعض المواقع علي شبكة الأنترنت.