من هم أهم القيادات الرهبانية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الرهبنة والبتولية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من هم أهم القيادات الرهبانية؟

1 - القديس بولا الطيبى (رئيس السواح): كتب سيرته القديس جيروم عام 374 أو 375م. نشأ فى شمال الصعيد، نال قسطاً وافراً من العلوم اليونانية والمصرية، وإذ بلغ السادسة عشرة من عمره نال قسطاً وافراً من الميراث عن والديه. وفى أثناء اضطهاد داكيوس (حوالى سنة 250م) انطلق إلى البرية بعد أن تعرض لرغبة بطرس اخوه فى اغتصاب ممتلكاته. وإذ بلغ من العمر المئة والثلاثة عشرة سنة يمارس الحياة الملائكية وهو على الأرض التقى به القديس أنطونيوس، حيث ناداه الأنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان عن عجائب الله ويسبحانه. عند الغروب نزل غراب كان مستقراً على نخلة والقى خبزة كاملة أمامهما، مع أنه كان قد اعتاد أن يلقى نصف خبزة للقديس الأنبا بولا. فى اليوم الثالث صرف الأنبا بولا الأنبا أنطونيوس ليُحضر له ثوب القديس أثناسيوس الذى وهبه إياه، لكى يكفنه به. وإذ عاد الأنبا أنطونيوس وجد الأنبا بولا راكعاً كمن يصلى، وأخيراً اكتشف أنه قد رقد. جاء أسدان وحفرا فى الرمل حتى يدفن القديس بولا.

2 - القديس انطونيوس الكبير: ولد حوالى سنة 251م فى مدينة كوما (قمن العروس) بمصر الوسطى. فى الثامنة عشرة من عمره، إذ سمع الإنجيل: "إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء. وتعال اتبعنى" (مت19: 21)، قام ببيع ممتلكاته وأودع أخته فى بيت العذارى، وسكن فى كوخ يتتلمذ على يدى رجل قديس. بعد فترة رحل إلى الصحراء الغربية ليجاهد بنفسه فى قبر منحوت فى جانب الجبل. وفى سن الخامسة والثلاثين استقر على الضفة الشرقية من النيل فى منقطة بسبير، حيث عاش متوحداً، فجاء كثيرون يطلبون التلمذة. انطلق إلى البرية الداخلية بجبل القلزم ليعيش فى هدوء. لكن محبته الداخلية ألزمته بزيارة الإسكندرية ليسند الشهداء عام 316م، ويسند البابا أثناسيوس ضد الأريوسية عام 352م. جاء إليه كثيرون يتتلمذون على يديه. وتنيح عام 352م.

3 - القديس باخوميوس (الأنبا باخوم أب الشركة): وُلد بصعيد مصر حوالى سنة 290م، وقبل المسيحية فى مدينة إسنا بالصعيد بسبب كرمهم وحبهم للأعداء، فترك الجيش واعتمد حوالى سنة 307 فى "شينوفسكيون". تتلمذ على يدى القديس أنبا بلامون المتوحد، حتى ظهر له ملاك وأرشده لتأسيس نظام الشركة. كان قائداً ناجحاً محباً لخلاص النفوس، فأسس أديرة كثيرة بصعيد مصر بنظام دقيق مُحكم، كما أنشأ دير للراهبات تحت قيادة أخته. ترجمت أصول نظامه إلى اليونانية واللاتينية، استخدمها الأنبا باسيليوس الكبير، كما اُستخدمت فى بلاد الغال فى القرن الخامس، تبناها بندكت أب الرهبنة الغريبة وقيصريوس أسقف أرل.

4 - القديس آمون: عاصر الأنبا أنطونيوس، ولد حوالى سنة 275م، ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره ألزمه عمه بالزواج، فعاش مع زوجته فى نتريا كناسكين وبعد 18 سنة طلبت منه زوجته أن ينفرد عنها، فخرج إلى جبل نتريا والتف حوله كثيرون، فأسس نظام الجماعات جنباً إلى جنب مع الوحدة. نظام الجماعات هو نظام وسط فيه لا يلتزم الرهبان بالشركة اليومية فى العبادة معاً والطعام وإنما يومى السبت والأحد فقط. غالباً ما كانوا يسكنون فى قلال أو مغائر متقاربة، حول كنيسة فى الوسط.

5 - القديس مقاريوس الكبير: (حوالى سنة 300م – 390) مؤسس رهبنة الجماعات ببرية الإسقيط، زار القديس أنطونيوس على الأقل مرتين. ألزمه والده بالزواج، لكن الله سمح بانتقال زوجته البتول. سكن فى كوخ بقرية يمارس الحياة النسكية حوالى عشرة سنوات تحت مشورة أحد النساك. تاق إلى الوحدة فسكن فى الإسقيط. وكان يرافقه شاروب. عاش محباً للعبادة والنسك بقلب متسع بالحب فتتلمذ على يديه كثيرون، فجاء إلى البرية شرقيون وغربيون للتلمذة.

6 - القديس شنوده رئيس المتوحدين: كان أباً (رئيساً) للدير الأبيض فى أتريب بصحراء طيبة لأكثر من 56عاماً (القرن الرابع / الخامس)، قاد 2200 راهباً، و1800 راهبة. دعى رئيس المتوحدين إذ مارس الوحدة من حين إلى آخر، كما شجع رهبان ديره على الانسحاب نحو البرية بعد ممارستهم حياة الشركة. فى سنة 431 رافق القديس كيرلس الكبير فى مجمع أفسس المسكونى. اشتهر بحركة تحرير الأدب القبطى من كل ثقافة هيلينية، ولم يسمح لأجنبى أن يلتحق بجماعاته، لذا حُسب قائداً سياسيا ومصلحاً اجتماعياً بجانب عمق روحانياته.

7 - القديسة الام سارة: وجدت أول جماعة رهبانية نسائية فى العالم فى مدينة الإسكندرية على نحو القديس سينكليتيكي وحفظ البابا أثناسيوس سيرتها وتعاليمها كما اسس القديس باخوميوس ديرين للراهبات، وظهرت راهبات متوحدات فى البرية. وجاء إلى مصر بعض أمهات دير أجنبيات مثل القديسة ميلانيا الكبرى (سنة 374) وحفيدتها ميلانيا الصغرى (سنة418). هذا ولا نتجاهل القديسة مريم المصرية التى تابت فى أورشليم، وعاشت 48سنة فى البرية عبر الأردن لم تر وجه إنسان سوى القديس سوزيما مرتين فى السنتين الأخيرتين من حياتها.

كثير من الراهبات نلن عطية القيادة الحقيقية والتمييز الروحى، منهم القديسة سارة التى قيل عنها إنها عاشت 60 عاماً بجوار النهر لم ترفع عينيها قط لتنظره. لها أقوال كثيرة حفظت مع أقوال آباء البرية.

8 - القديسة إيلاريا: فى القرن الرابع، ابنة الإمبراطور زينون، هربت إلى شيهيت حيث مارست الحياة النسكية فى زى راهب، ولما أصيبت أختها ثيؤبستا بروح شرير أرسلها شيوخ البرية إليها لتصلى عليها دون أن يعرفوا أنها فتاة. فصلت عليها طوال الليل وكانت تقبلها، وإذ شفيت أخبرت الإمبراطور عن الراهب (ايلارى) الذى شفاها وكان يقبلها فانزعج، وإذ دعاها إلى القصر كشفت له أمرها أنها ابنته بعد أن وعدها ألا يعوقها عن العودة إلى مغارتها.

9 - سينكليتيكى القديسة: يعدّها بعض المؤرخين نداً للقديس الأنبا أنطونيوس كوكب البرية، فكما كان الأنبا انطونيوس أباً لجميع الرهبان، كانت سينكليتيكى أماً لتلك المجموعة المتناسقة من العذارى المتبتلات، اللاتى جعلن من وادى مصر الخصيب مقراً للنعمة الإلهية. وُلدت من أبوين شريفين استقرا فى الإسكندرية ليكونا على مقربة من مدرستها العظيمة، وكانا قد أنجبا ولدين وبنتين فأرادا أن يثقفانهم بأسمىَ أنواع الثقافة التى لم تكن متوفرة سوى فى مدرسة الإسكندرية. فُجعت هذه الأسرة بوفاة أصغر إخوة سينكليتيكى فى صباه، أما الأكبر فقد انتقل إلى عالم الخلود ليلة زفافه، وكان من أثر الصدمتين أن اندفعت سينكليتيكى إلى التفكير والتأمل فى مباهج العالم ومفاتنه فى نظرها سراباً خادعاً.

ظلت سينكليتيكى مداومة على أصوامها وصلواتها ونسكها وتعبدها فى بيت أبويها إلى أن انتقلا إلى عالم النور، وعند ذاك وزعت أموالها على الفقراء وأخذت أختها وذهبت إلى مقبرة العائلة حيث عاشت بضع سنوات، وفى تلك الفترة ضاعفت أصوامها وصلواتها وتأملاتها.

جاء لزيارتها عدد غير قليل من الشابات. البعض منهن لمجرد رؤيتها وأخذ بركتها، والبعض الآخر مستفسرات عن حل مشاكلهن. وكان من الطبيعى أن تتأثر بعضهن بقدوتها ويمكثن معها ويشاركنها حياة النسك والتأمل.

تركت مقبرة العائلة وأخذت زميلاتها ليعشن معاً فى مبنى خارج المدينة، وكرست حياتها لخدمتهن صائرة قدوة وصورة حية لما تنادى به من تعاليم، ولذلك أحبتها زميلاتها وأخلصن الولاء لها وأطعنها عن رضى وحبور. تزايد عدد الشابات اللواتى خضعن لرياستها سنة بعد الأخرى، وكان بعضهن يقضين معها فترة من الزمن يعدن بعدها إلى بيئتهن ليحملن إلى أهلهن النعمة المنعكسة عليهن من حياة سينكليتيكى.

بلغت القديس الثمانين من عمرها وكانت حتى ذلك الوقت تتمتع بصحة تامة، وفجأة أصيبت بمرض مزعج، فقد غطت القروح جسمها من قمة الرأس إلى أخمص القدم حتى أفقدها القدرة على النطق. تضاعف ألم القروح بحمى عالية موجعة فكان صبر القديسة شبيهاً بصبر أيوب إذ تحملت كلما أصابها برضى وطول أناة. وقبل انتقالها بثلاثة أيام رأت جمهوراً من الملائكة ومعهن عدد من العذارى، وتقدموا إليها قائلين: "إننا أتينا لندعوك فتعالى معنا". وما أن سمعت هذه الكلمات حتى تبدل حالها فبدت كشخص جديد إذ اكتنفها نور بهى، وعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام كاملة استنار الراهبات خلالها بالنور السماوى المنعكس عليهن من رئيستهن المريضة، ثم انتقلت إلى كنيسة الأبكار.

لقد أراد البابا أثناسيوس الرسولى أن يبين عظمة قداسة هذه الراهبة المكرسة فكتب سيرتها هو بنفسه فبذلك يكون قد كتب سيرة الأنبا أنطونيوس بوصفه أباً للرهبان كما كتب سيرة القديسة سينكليتيكى بوصفها أماً للراهبات.

ما هو أثر الرهبنة المصرية على العالم المسيحى؟

كيف بدأت الحركات الرهبانية فى مصر؟